Close Menu
مركز الدراسات الإستراتيجية وتنمية القيممركز الدراسات الإستراتيجية وتنمية القيم
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام يوتيوب RSS
    أحدث المنشورات
    • الشهيدة الغزاوية هند رجب مأ ساة شعب، وصرخة تدوي، ومؤسسة تلاحق
    • أبعاد التعاون المصري التركي
    • إفريقيا بين رهانات السيادة وحتمية التكامل القاري: الفضاء نموذجا
    • اتجاهات الصحف الإثيوبية في الداخل (النصف الثانى من شهر سبتمبر)
    • ديناميكيات التغلغل الخليجي والتركي في شرق أفريقيا (4) قطر في مسارات الصراع والكويت عبر التنمية
    • احتفالية المنتدى المصري لتنمية القيم الوطنية بذكرى انتصارات أكتوبر
    • المؤسسة العسكرية الليبية بين مهام لجنة 5+5 واحتمالات التوحيد
    • تنظيم الإخوان المسلمون في القرن الأفريقي بين الطموح الأممي والانقسامات العشائرية
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام يوتيوب RSS
    الخميس, 16 أكتوبر
    مركز الدراسات الإستراتيجية وتنمية القيممركز الدراسات الإستراتيجية وتنمية القيم
    • الرئيسية
    • الوحدات البحثية
      • وحدة الدراسات الإسرائيلية و الفلسطينية
      • وحدة الدراسات الأفريقية
      • وحدة الدراسات الإيرانية
      • وحدة الدراسات التركية
    • برامج تدريبية
    • إصدارات المركز
      • النشرات الإلكترونية
      • مجلات
    • فعاليات
      • ندوات
    • مكتبة الوسائط
      • مكتبة الصوتيات
      • مكتبة الصور
      • مكتبة الفيديو
    • روابط هامة
    • عن المركز
      • إتصل بنا
    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام يوتيوب RSS
    لإدراج دراسة
    مركز الدراسات الإستراتيجية وتنمية القيممركز الدراسات الإستراتيجية وتنمية القيم
    الرئيسية » مقاالت مختارة » اختراق حزب الله: الأسباب والتداعيات
    تقارير إيرانية

    اختراق حزب الله: الأسباب والتداعيات

    أ/أحمد يحيىبواسطة أ/أحمد يحيى13 أكتوبر، 2024لا توجد تعليقات
    فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr واتساب البريد الإلكتروني
    شاركها
    فيسبوك تويتر لينكدإن واتساب بينتيريست البريد الإلكتروني

    في السابع من أكتوبر 2023م، وبعد انطلاق عملية “طوفان الأقصى” بدأت اشتباكات محدودة ومحسوبة ومتفق على خطوطها بين حـزب الله في لبنان وإسرائيل على حدود إسرائيل الشمالية بشكل شبه يومي، حين أعلن حزب الله أنه يدخل المواجهة كجبهة إسناد لحركة حماس في غزة، وقالت إسرائيـل أن هجماتها تأتي في إطار الدفاع عن نفسها، وتهدف إلى تبقى قوات حزب الله شمال نهر الليطاني ثم أخذت الاشتباكات بين الجانبين تتصاعد، لتبلغ ذروتها مع تكرار عمليات اغتيال قيادات حزب الله وعناصره، مرورا بتفجير آلاف أجهزة البيجر وأجهزة الووكي توكي الخاصة بعناصر حزب الله في موجتين منفصلتين، مما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف، إضافة الى الغارات المكثفة التي شملت الضاحية جنوب بيروت والبقاع، مستهدفة مقرات الحزب، ومخازن الأسلحتة، ومنصات الإطلاق، والتي أدت إلى سقوط آلاف الضحايا والمصابين وحالات نزوح جماعية من جنوب لبنان ، وصولا الى اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

    شكلت عمليات الاغتيال وتفجير أجهزة النداء والاتصال الخاصة بحزب الله المحاور الرئيسة في المواجهة بين الطرفين، لتكشفت عن اختراق خطير يعاني منه حزب الله في هذه المواجهة، ليكشف عن أسلوب حديث من الحروب تنتهجه إسرائيل.

    تتناول هذه الورقة شرحا مختصرا لأسلوب الحرب الذي انتهجه إسرائيل ضد حزب الله، مع معالجة الأسباب التي أدت الى الاختراق الأمني بهذه الصورة، ووتنتهي بتحديد مواطن الخلل الأمني لدى حزب الله في ضوء تلك العمليات.

    أولا: أسباب الاختراق الأمني لحزب الله

    تعددت الأسباب التي تقف وراء نجاح إسرائيل في اختراق حزب الله أمنيا، بعضها يرجع إلى حزب الله نفسه كتنظيم، والدور المنوط به والمرسوم له، وحدود تدخله في القضايا المحلية والإقليمية.

    1- الانكشاف الإيراني – السوري

    أنشأت إيران حزب الله في لبنان مستغلة الوضع في لبنان خلال الحرب الأهلية والاحتلال الاسرائيلي لجنوبه أنذاك، خاصة وضع الطائفة الشيعية الاجتماعي والسياسي، مع زخم الثورة الايرانية في ذلك الوقت، فشكلت البنية الايديولوجية الولائية لحزب الله وعناصره ، ووفرت له سبل الدعم، وقامت سوريا بدور البلد الثالث حيث الوصل الجغرافي و خط الإمداد لحزب الله في لبنان ، فقد اتفقت مصالح إيران وسوريا في لبنان والقضية الفلسطينية من خلال الحزب لأغراض تخدم الطرفين.

    من هنا ينظر إلى حزب الله وجهازه الاستخباري على أنه أحد أذرع إيران الاستخبارية، يعمل وفق إرادتها وتحت إدارتها. وطبيعي أن يكون للجهازين الإيراني والسوري اختراقات داخل بنية الحزب، وبشكل خاص البنية العسكرية والأمنية، مما جعل الحزب مرآة تعكس ما تعرضت له إيران وسوريا من اختراقات أمنية خلال العقدين الماضيين، أي أن مصدر الدعم ومعبره صارا سببا  من أسباب الاختراق، كما أن كون الحزب خط دفاع عن النظام الإيراني ومشروعه الإقليمي والنووي جعله هدف للاختراقات ضمن المواجهة بين إيران والولايات المتحدة والقوى الغربية والاقليمية.

    2- التفوق الإسرائيلي

    يستخدم جهاز الاستخبارات الإسرائيلي تقنيات تجسس متطورة تشمل الطائرات المسيرة والأقمار الاصطناعية وأنظمة التجسس الرقمي مثل “Echelon”، مما يجعله أحد أكثر الأجهزة المتقدمة تقنيا في العالم، كما يتمتع بخبرات متراكمة، وعلاقات واسعة حول العالم توفر لها تبادل معلوماتي بمستوى عال.

    ومن صور التفوق الإسرائيلي على حزب الله امتلاك قاعدة بيانات واسعة شيدتها على مدار سنوات عبر وسائل بشرية وتقنية حول العناصر والقيادات والمنازل والسيارات والمواقع و غير ذلك. وتلك المعطيات يتم تحديثها باستمرار الوسائل المختلفة كالمسيرات والأقمار الصناعية والجواسيس على الأرض و حتى عبر كاميرات المساكن والمحال التجارية، ويتم تكوين صورة كاملة من خلال تلك المعلومات عبر الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أوجد فجوة تقنية ومعلوماتية بين إسرائيل وحزب الله، تجعل من حزب الله وقياداته وأفراده أهدافا ثابتة (بنك أهداف معد مسبقا)، اضف إلي ذلك المرافق الحيوية والمنشآت العسكرية. فحزب الله في مواجهة إسرائيل يمثل ميليشيا في مواجهة دولة متقدمة تقنيا، فلا مجال للمقارنة بين قدراتهما الاستخبارية.

    3- توسع الحزب خارجيا

    شارك حزب الله في الساحات السورية واليمنية والعراقية بما يفوق قدراته على تأمين هذا الانتشار، الأمر الذي أتاح فرصا لاختراقه. فالساحات التي توسع فيها الحزب هي ساحات صراع تعمل فيها أجهزة استخبارية لقوى دولية وإقليمية مختلفة معادية لحزب الله وتتفوق عليه في القدرات، أي أنه صار متواجدا تحت أعينها في مناطق نفوذها مع فارق كبير في القدرات ليس في صالح الحزب.  كما أدى تداخل حزب الله مع أذرع إيرانية الأخرى في تلك الساحات جعل منها بوابة خلفية لاختراق الحزب من قبل الاجهزة الاستخبارية الإقليمية و الدولية.

    أضر التدخل في الحرب السورية، وماتبعه من حملات إعلامية تعرض لها الحزب، بجانب الخسائر البشرية التي مني بها، بسردية المقاومة والحرب مع إسرائيل لصالح سردية أن الحزب مجرد ذراع إيراني يؤتمر بأمرها ، مما زاد من عزلة الحزب وحاضنته داخليا، وتسبب في حالة ارتباك وسخط داخل عناصر الحزب وحاضنته.

    كما أدى انغماس الحزب في الصراعات في سوريا والعراق واليمن إلى تراجع التهديد الإسرائيلي ضمن أولويات الحزب، سواء فيما يتعلق بواجبات الاستخبارات الهجومية أو الوقائية، مما أدى إلى زيادة اختراقه من قبل الاستخبارات الإسرائيلية في لبنان والساحات الأخرى والأجهزة المتعاونة معها.

    4- العقوبات الغربية

    قيدت العقوبات الأمريكية والغربية على إيران وحزب الله حصولهم على التكنولوجيا الغربية في مجالات الاتصالات، مما دفعهم لمحاولة الالتفاف علىها، فأنشأت إيران وحزب الله مجموعة من الشركات الواجهة في دول مختلفة لإخفاء الوجهة الحقيقية لمشترياتهم، لكن الحكومات الغربية كشفت هذا الأسلوبـ وبدأت في تتبعها، فأصبحوا أكثرعرضة للاختراقات الأمنية.

    فقد جعل التركيز على التهرب من العقوبات من الحزب وإيران أقل حذرا فيما يتعلق  بالجهات التي تتعامل معها، فالعقوبات تحد من الخيارات المتاحة مما يسهل الإيقاع بإيران والحزب واختراقهما عبر سلاسل التوريد سواء لأغراض التجسس أو التخريب، كما حدث في تفجيرات اجهزة البيجر و الووكي توكي)

    وقد أدى الضغط الاقتصادي على الحزب لضعف التمويل وأثر العقوبات عليه وعلى ايران إلى ضغوط على حاضنة الحزب وعناصره، ففتح باب الانشقاقات وسهل عمليات التجنيد من قبل الأجهزة المعادية.

    5- بيئة لبنان

    ينظر إلى الساحة اللبنانية منذ عقود على أنها من ساحات الصراع الاستخباري بين القوى الإقليمية و الدولية، ومن ساحات التجنيد والتجسس، أي أن الحزب وعناصره وأجهزته وبنيته يعيش في ساحة صراع نفوذ استخباري تتواجد فيها قوى اقليمية ودولية، ولها فيها بنية تحتية وسيطرة استخبارية، بعضها يسبق نشأة الحزب. فالدولة اللبنانية هشة تعاني من الطائفية والتحزب والاستقطاب الشديد  والأزمات الاقتصادية والاختلاف حول الهوية، كل هذا يشكل بيئة خصبة للتجنيد للأجهزة المعادية لحزب الله، وعلى رأسها اسرائيل، هذا بجانب استمرار خسارة الحاضنة الشعبية بمرور الوقت.

    6- توسع أنشطة الحزب

    بعد أن كان الحزب حركة مقاومة مسلحة تغلب عليها السرية توسع الحزب نحو مجالات السياسية والعمل العام، وتقديم الخدمات والرعاية الاجتماعية، فصار يتدخل في الأعمال التجارية والاقتصادية، ليصبح الرقم الأهم في المعادلة السياسية في لبنان، كل هذا يزيد من فرص اختراقه.

    7- سلوك الحزب

    أوجد خطاب الحزب الاستعلائي وسلوكه في الداخل اللبناني خلال الأحداث المتتالية منذ اغتيال الحريري عام 2005م الكثير من الخصوم في الداخل، وجعل من المجتمع اللبناني على تنوعه بيئة خصبة للتجنيد لصالح الأجهزة الاجنبية ضد حزب الله. كما أن خطاب الحزب المعادي لدول المنطقة جعل منه هدفا لأجهزتها الاستخبارية ومجال للتعاون الاستخباري وتبادل المعلومات، سواء فيما بينها أو مع القوى الغربية وإسرائيل.

    ثانيا: مواطن الخلل وسبل الوقاية

    بالنظر الى العمليات الاسرائيلية التي تمت في لبنان، وبناء على الأسباب السابقة، يتضح أن حزب الله يعاني من خلل في الجهد الاستخباري بهدفيه الأساسيين، الوقاية من أنشطة الاستخبارات الأجنبية وجمع المعلومات، والهدفان يرتبط نجاحهما بالآخر، لذا تتناول الورقة الجهد الوقائي لتعلقه بشكل رئيس بحالة الاختراق الأمني الذي يعانيه الحزب؛ لأنه الواجب ذو الأولوية لاستخبارت التنظيمات المسلحة.

    والجهد الوقائي (الاستخبارات المضادة) ينقسم الى مسارين، أحدهما دفاعي سلبي (الأمن الوقائي)، وثانيهما هجومي إيجابي (مكافحة التجسس):

    أ- الأمن الوقائي: يقصد به الإجراءات التي تتخذ للحماية ضد أعمال التجسس والتخريب التي يقوم بها العدو، ويمكن تقسيمها إلى:

    1- إجراءات أمن الأفراد: ويقصد بها التأكد من صلاحية الأفراد، والتدقيق في خلفياتهم من يوم القبول وحتى التقاعد، وجمع المعلومات الدورية عنهم وعن عائلاتهم ، والرقابة والسيطرة على تحركاتهم وسفرهم وممتلكاتهم وحساباتهم البنكية، وأي قصور فيها يؤثر في إجراءات الأمن الوقائي. وتشير عمليات الاغتيال المتكررة لقيادات وعناصر حزب الله إلى قصور فادح في تلك الإجراءات، فلا يكفي الاختراق التكنولوجي لتنفيذ مثل تلك الاغتيالات، خاصة في التنظيمات مثل حزب الله التي تكون حريصة في استخدام التكنولوجيا لاسيما بين القيادات.

    2- إجراءات أمن المعلومات: يقصد بها عملية حفظ الأسرار والمعلومات والخطط والبيانات، ومنع المتطفلين والأعداء من الوصول إليها، بما في ذلك برامج حفظ وتأمين المعلومات والحماية من الاختراقات والقرصنة الإلكترونية، والقصور فيها يجعل عموم الجهد الاستخباري  مخترقا. وتشير الضربات الاستباقية، واستهداف مقرات الحزب، ومخازن الاسلحة وشحنات الأسلحة القادمة من إيران عبر سوريا والعراق إلى وجود قصور في تلك الإجراءات.

    3- إجراءات أمن المنشآت: تشمل أمن المقرات والدوائر والمواقع العسكرية والأمنية، وخطط تأمينها، ومراقبة وتقييم تنفيذ تلك الخطط. لم تشر أي من العمليات الى قصور واضح في تلك الإجراءات إلا أن تسرب المعلومات حول الخطط والأفراد جاء نتيجة لعملية اقتحام لإحدى مقرات الحزب، وهذا نظريا ممكن لكن واقعيا فهو أمر يصعب حدوثه.

    4- إجراءات أمن التسليح والتجهيز: تشمل عمليات تأمين العقود والشركات والمقاولين والمتعهدين. وتشير عمليات تفجير أجهزة البيجر والوكي توكي إلى وجود خلل في تلك الإجراءات وفق الرواية القائلة بأن اسرائيل اخترقت سلسلة التوريد عبر شركة واجهة وقامت بزرع متفجرات في تلك الاجهزة ثم قامت بتفعيلها عن بعد.

    5- إجراءات أمن الفعاليات: تشير إلى كل الفعاليات الأمنية والعسكرية التي يستهدفها العدو، سواء بعمليات جمع المعلومات أو التفجير والتخريب، ويكون لكل نوع من الفعاليات أنظمة وضوابط يتم تعميمها والتدريب عليها لتقليل رصد العدو لها. ويشير استهداف قيادات الحزب أثناء اجتماعاتهم إلى قصور في تلك الإجراءات.

    6- إجراءات الأمن المساند ( الوعي الأمني): عملية التثقيف الأمني للعناصر عبر الدورات المستمرة من لحظة قبولهم حتى تقاعدهم، ليكونوا على دراية بأساليب عمل الأجهزة المعادية، وكذلك تعلم أساليب الحماية الشخصية. في حالة حزب الله يجب أن تشمل تلك الإجراءات عائلات العناصر، بل والبيئة الحاضنة ومناطق الجنوب بالكامل. ويشير خروج حسن نصر الله في خطاب علني ليطالب عناصر الحزب وحاضنته بالتخلي عن الهواتف الجوالة في حالة الحرب وبعد تنفيذ اسرائيل لعدد من الاستهدافات ، و كذلك تواجد نصر الله و قيادات الحزب في مقر القيادة في الضاحية في ظل الحرب الدائرة و بعد سلسلة الاغتيالات ، إلى قصور خطير في الوعي والخبرة والخلفية الأمنية للكوادر المستهدفة ولمنظومة الحزب الأمنية بشكل عام رغم شهرة حزب الله بالحرص الأمني الشديد والتشكك.

    إجراءات الأمن الوقائي هي العوائق التي توضع أمام العدو تجاه اي محاولة للاختراق، والأحداث الجارية تشير لمدى ضعف العوائق التي وضعها حزب الله، ومدى تمكن اسرائيل من اختراقها ومنذ فترة زمنية طويلة.

    ب- مكافحة التجسس:

    تعني النشاط الموجه لمكافحة أنشطة العدو التجسسية، عبر التعرف على عملاء العدو واختراقاته، والسيطرة عليهم واستغلالهم، وتشمل اجراءات جهاز مكافحة التجسس لرصد تحركات العدو وأعوانه داخل أرضه (أرض جهاز مكافحة التجسس)، وكذلك مراقبة السفارات والبعثات الدبلوماسية والشركات الأجنبية. وأهم تلك الإجراءات هو اختراق الجهاز المعادي، وخاصة الشعبة المختصة بالتجسس، ومعرفة جواسيسه للتعامل معاهم وفق ما تقتضيه كل حالة.

    زايد حزب الله، ككيان موازي، على دور الدولة اللبنانية بما يفوق قدرات أمن الحزب واستخباراته على القيام بإجراءات مكافحة التجسس المناسبة، فاستخبارات حزب الله هي استخبارات تنظيم مسلح لا تستطيع تغطية أدوار أجهزة الدول، خاصة في بيئة لبنان التي هي ساحة لعمليات أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية.

    ولا يوجد عبر عقود من عمل حزب الله مايؤكد اختراق حزب الله للاستخبارات الإسرائيلية بشكل كبير، سواء من خلال حالات التجسس المعلنة أو من خلال رصد واقع الأحداث وما يمكن استنتاجه منها.

    جـ- ضعف إجراءات الأمن الوقائي لدى حزب الله يصعب مهام مكافحة التجسس:

    يمكن النظر إلى النجاح في مكافحة التجسس على أنه نعكاس للنجاح في التجسس، فالسارق يعرف كيف يحفظ مسروقاته  بحكم خبرته وتجاربه في عمليات السرقة، ومن خلال حالات التجسس المعلنة تبين أن معظم عملاء حزب الله في إسرائيل تم كشفهم خلال فترة زمنية قصيرة، كما لم يتسببوا في إلحاق ضرر يذكر بإسرائيل، وقد انعكس بشكل سلبي على حرفية وخبرة ونجاح استخبارات الحزب في مكافحة التجسس.

    ويتضح من العمليات الاسرائيلية التي نفذتها في لبنان، خاصة اغتيال القيادات وبنفس الأسلوب، ان الاختراق ليس فقط الكترونيا، بل الشق الأخطر منه هو اختراق بشري يشير الى فشل واضح في مكافحة التجسس من قبل حزب الله، كما أن التكرار أيضا يشير لفشل منهجي يتعلق بالمراجعة لتفادي الأخطاء.

    ختاما:

    في الحرب الدائرة بين حزب الله واسرائيل يدفع حزب الله ثمن اختراقه الأمني وفشله الاستخباري، وكذلك ثمن الفشل والانكشاف الإيراني أمام إسرائيل وحلفائها، خاصة في ظل نوع الحرب الحديثة التي تشنها إسرائيل المبنية على الاستخبارات والتكنولوجيا في المقام الأول، ولن تكون تفجيرات البيجر والاغتيالات الدقيقة هي آخر مظاهر هذا الاختراق، كما لن تكون آخر المفاجآت.

    ستظل استخبارات حزب الله، كاستخبارات تنظيم مسلح، في مواجهة استخبارات دولة، كإسرائيل، تعاني من نقاط ضعف يصعب تلافيها يمكن تلخيصها في نقص الموارد مقارنة باستخبارات إسرائيل، والمستوى العالي من فعالية إجراءات مكافحة التجسس التي تقوم بها إسرائيل مقارنة بقدرات الحزب التجسسية، وطبيعة التنظيمات المسلحة وما ينبع عنها من مشاكل بخصوص الثقافة التنظيمية، حيث لا تسمح بحرية التفكير والرأي، مما يؤثر سلبا على إمكانية إنتاج تحليلات استخبارية عالية الجودة والذي بالطبع يؤثر على رؤية القيادة و قراراتها.

    نقطة الضعف الأخطر، وهي أن استخبارات التنظيم المسلح تعمل بإشراف الدولة الداعمة وجهازها الاستخباري، إيران في حالة حزب الله، وتقوم بعمليات ومهام وفق مصلحة وأهداف هذا الجهاز، بل وتكون الأولوية لتنفيذ  تلك العمليات والمهام على حساب مصالح وأهداف التنظيم نفسه، كما أنها تتأثر بكل اختراق أو فشل يتعرض له هذا الجهاز.

    #إسرائيل NVD nvdeg إيران حزب الله حسن نصرالله خامنئي نتنياهو
    شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr واتساب البريد الإلكتروني
    أ/أحمد يحيى

    اترك تعليقاً
    اترك تعليقاً إلغاء الرد

    فيسبوك X (Twitter) الانستغرام يوتيوب RSS
    • دراسات
    • تحليلات/ تقديرات موقف
    • تقارير
    • مقالات رأي
    • ملفات خاصة
    © 2025 كافة الحقوق محفوظة. تصميم وبرمجة شركة بيو فري للحلول المتكاملة.

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter