تبدى النخبة السياسية والعسكرية في اسرائيل قلقها من تزايد فرص ” جو بايدن” للفوز في انتخابات الرئاسة الامريكية المقرر إجراؤها في الثالث من نوفمبر القادم بالرغم من تخوف البعض من تكرار سيناريو 2016 ، الا انه بالرغم من ذلك هناك الكثير من العوامل التي تجعل من تكرار نفس السيناريو امرا بالغ الصعوبة ، رغم اقتراب الانتخابات الامريكية خلال الاسبوع القادم واستمرار تصدر بايدن لاهم عشر استطلاعات يتم اجراءها تتعلق بالانتخابات ، وبالرغم من بعض التخوفات التي تتعلق بتقاعس الديمقراطيين عن النزول للانتخابات بسبب نتائج الاستطلاعات الا انه للمرة الاولى تجاوز التصويت عبر البريد ارقاما غير مسبوقة وهذا يعتبر ضمنيا في صالح المرشح بايدن باعتبار زيادة التصويت يقلل من تاثير القاعدة الانتخابية لترامب .
ومع تدني فرص ترامب في الفوز بولاية تانية اصبح هناك توجها لدى مراكز الفكر والقرار في اسرائيل لوضع سيناريوهات وتوقعات عن سياسة بايدن والديمقراطيين في حال الفوز .
وقد تم تحديد اكثر من عامل سيحكم سياسة بايدن في حال فوزه اتجاه اسرائيل وتتركز هذه العوامل في تركيبة الكونجرس القادم ، الجناح اليساري الشاب المتنامي المتنامي القوة في الحزب الديمقراطي ، بالاضافة الى بعض القرارت التي اتخذها ترامب والتي خلقت واقعا قد يشكل تغييره ضغطا على ادارة بايدن .
وعليه ستكون ادارة بايدن منشغلة في السنة الاولى داخليا من اجل ترميم وتعديل السياسة الامريكية وكذلك التركيز على مكافحة اثار جائحة كورونا الصحية والاقتصادية والاجتماعية وتحسين العلاقات العرقية .
ورغم ذلك من المتوقع ان ادارة بايدن ستتعامل مع اسرائيل بطريقة مختلفة وقد تقوم بالخطوات التالية :
- بالرغم من انها لن تتخذ اي قرار باعادة السفارة الامريكية الى تل ابيب الا انها ستتخذ قرار باعادة افتتاح القنصلية الامريكية للفلسطينيين في شرق القدس .
- اعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن .
- اعادة المساعدات الاقتصادية للسلطة الفلسطينية واعادة دعم الاونروا .
- تعطيل خطة ترامب المطروحة .
- العودة لاعادة اتفاق مع ايران ربما بشكل جديد ولكن المؤكد انه لن يكون هناك نفس الصدام والعقوبات الحاصلة الان .
- سيعزز السلام الاسرائيلي العربي ولكن سيضغط بشكل اكبر للضغط على المستوطنات .
في حال تحققت الخطوات السابقة ربما ستشكل توترا مع نتنياهو المنغمس في دعمه للجمهوريين والذي قد يؤثر على العلاقة مع الادارة الجديدة ولكن مع الفارق ان نتنياهو هذه المرة بخلاف ادارة اوباما يعتبر غارقا في قضايا فساد وتظاهرات تجعل من وضعه الداخلي اضعف من الدخول في مواجهة مع الادارة الامريكية .
البطة العرجاء
من اخطر القرارات التي يمكن اتخاذها هي التي يتخذها رئيس امريكي في حال شعوره بخسارة الانتخابات خصوصا اذا كان يمتلك ايديلوجيا اتجاه تعامله مع قضية ما ، مثل القضية الفلسطينية .
ربما لاحظنا في الايام الاخيرة توقيعه قرارات اواتفاقات قد تخلق واقعا جديدا مثلما فعل السفير الامريكي فريدمان عندما وقع اتفاق تعاون وبحث علمي مع اسرائيل في نطاق اراضي عام 67 وهذا كان يعتبر امرا مرفوض سابقا وسيفتح مجالا لمحاولة اضفاء قانونية على التعامل مع المستوطنات الاسرائيلية وفتح افاق استثمارات لتطويرها .
لكن توقع اتخاذ خطوات دراماتيكية قد يشكل هاجسا للمتابعين خصوصا ان ادارة اوباما قد مررت سابقا قرارا في مجلس الامن ضد اسرائيل قبل نقل السلطات الى الرئيس ترامب ، وفي حال اراد ترامب اتخاذ خطوة مشابهة قد يكون اجراء عسكريا ضد ايران ربما يخلق خلطا واعادة بعثرة للاوراق في المنطقة من اجل عرقلة اي مساعي للتغيير قد تتخذها ادارة بايدن .