أصبح في حكم المؤكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس هو الرئيس القادم لتركيا في 2023, وتعكف مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية على تحديد من هو الرئيس الذي سيخلف رجل تركيا الأول الذي ظل على عرش السلطة في البلاد لأكثر من عشرين عاما وهو الأمر الذي لم يحدث في تاريخ تركيا الحديثة منذ النشأة فى عام 1923.
تشير الدراسات إلى ثلاث رجال هم الأقرب إلى قيادة تركيا فيما بعد أردوغان.
الخليفة الأول لقيادة تركيا فيما بعد أردوغان
أكرم امام أوغلو – رئيس بلدية اسطنبول الحالي وصاحب الشعبية الكبيرة بالعاصمة الثقافية والاقتصادية للبلاد حيث استطاع الفوز بإقتدار على واحد من أكبر رجال حزب العدالة والتنمية وهو – بن علي يلدريم- اخر رئيس للحكومة التركية في النظام البرلماني ورئيس مجلس الأمة التركي الأسبق.
أكرم امام أوغلو له عدة صفات تؤهله لذلك المنصب.
- حزب الشعب الجمهوري مؤسس الحياة السياسية في تركيا والذي أصبح صاحب قاعدة شعبية أكبر من قاعدته الشعبية في السابق حيث أعتبر في خلال اخرعشرسنوات منافس قوي ومعارض شديد للسياسة وحكومة العدالة والتنمية كما أن ايدولوجية قيادات الشعب الجمهوري الان هي الأقرب للمجتمع التركي عن قيادات سابقين فأصبح أعضاء وقيادات الشعب الجمهوري يذهبون للمساجد ويشاركون الشعب التركي إحتفالاتهم الدينية مثلما يشاركونهم إحتفالاتهم القومية كما أن أكرم امام أوغلو تخرج من مدارس الأئمة والخطباء الدينية وهي نفس المدرسة التي تخرج منها أردوغان ومعظم قيادات العدالة والتنمية.
- رئاسة بلدية اسطنبول: “من يحكم اسطنبول يحكم تركيا” مقولة تاريخية أطلقها مصطفي كمال أتاتورك منذ أكثر من مائة عام ولكنها أصبحت منهج واقعي لقيادة تركيا ولماذا هذا الأمر: –
- أولاُ؛ لأن اسطنبول هي أكبر المدن مساحة وعدد السكان. ثانيا؛ لأنها العاصمة الإقتصادية لتركيا كما أنها تحتوي على معظم الشركات الدولية والعالمية ثالثا؛ لأن سكان اسطنبول هم نخبة الشعب التركي فيتميز أهل اسطنبول بمستوى تعليمي أعلى عن باقي المدن التركية “هذا بحساب الأغلبية” كما أن الوعي الثقافي والإجتماعي هو الأعلى في تلك المدينة التاريخية ذات الحضارات المتعددة
- صغر سن امام أوغلو حيث يعتبر من الجيل الوسط في الحياة السياسية التركية فهو من مواليد عام 1970 ويتميز خلال رئاسة الحالية لاسطنبول بالحيوية والنشاط المستمر حتى في أصعب ظروف مرت بها البلاد مثل جائحة كورونا حيث كان متقدم لخدمة شعب اسطنبول.
بهذة المعطيات السابقة تجعل إمام أوغلو أحد أهم المرشحين لرئاسة تركيا فيما بعد أردوغان.
الخليفة الثاني لرئاسة تركيا
السيد ” سليمان صويلو” وزير الداخلية الحالي منذ أغسطس 2016 بعد شهر من محاولة الإنقلاب في 2016
سليمان صويلو يبلغ من العمر 50 عاما وينتمي لحزب الحركة القومية
لماذا صويلو؟
استطاع حزب الحركة القومية بعد محاولة انقلاب 2016 وحدوث إنشقاق بين العدالة والتنمية وحركة الخدمة أن يتحالف حزب الحركة القومية برئاسة دولت بهجلي مع العدالة والتنمية حيث أصبح هو الحليف الرئيسي والمكمل لنسبة الأغلبية للعدالة والتنمية داخل البرلمان فمنذ ذلك التحالف وحدثت تغيرات مفصلية داخل العدالة والتنمية، حيث سيطر رجال الحركة القومية على معظم مفاصل الأمور داخل دوائر السياسة التركية كما استطاعوا ابعاد جيل المؤسسين بالعدالة والتنمية عن الحزب وعن أردوغان شخصيا وأصبح المحيطين بالرئيس التركي من جيل الشباب داخل الحزب الذي لا يملك الخبرة الكافية كما هو الحال مع جيل المؤسسين.
وظهر صويلو من هذة النقطة حيث يعتبر الان داخل الحكومة التركية صاحب ظهير شعبي بحزبه الأساسي وأيضا ظهير شعبي داخل العدالة والتنمية ويراهن حزب الحركة القومية والدولة العميقة داخل تركيا على دعمه اعلاميا ليحظى بقبول شعبي واسع النطاق وهو ما حدث في جائحة كورونا وقدم استقالته إثر قرار حظر التجوال في ابريل الماضي ولكن لم يقبلها الرئيس التركي وتم توظيف الحالة وقتها بأن تركيا في حاجة إلى وزير داخلية قوي لحمايتها داخليا وهو الأمر الذي تحدث عنه رئيس الحزب القومي في وقتها أن تركيا في حاجة الى سليمان صويلو
ويحظي وزير الداخلية الحالي بدعم كبير من رجال الإقتصاد الموازي بتركيا المتمثل في رجال الإقتصاد المقربون من بلال أردوغان وصهرة وزير المالية .
لتعطي تلك المعطيات والمتغيرات على إمكانية جعل سليمان صويلو رئيس تركيا القادم.
الخليفة الثالث:-
هو الرجل العسكري القوي ووزير الدفاع الحالي خلوصي أكار
يختلف رئيس الدفاع الحالي عن غيره من وزراء الدفاع السابقين لتركيا بعدة خصائص.
- أنه أول وزير دفاع في تاريخ تركيا استطاع تغيير قبلة الجيش التركي من الناتو إلى المعسكر الروسي.
- أنه استطاع التخلص من جميع القادة المشاركين داخل المؤسسة العسكرية والتي كان يخشى وصولهم إلى السلطة وذلك بإجتماع مجلس الشورى العسكري في جلسة 23/7/2020 والتي وافق عليها أردوغان.
- قوة العلاقة بينه وبين رئيس جهاز المخابرات الحالي هاكان فيدان الذي يصرح بإن خلوصي أكار استاذه ومعلمه وله الفضل عليه في كثير من حياته العلمية.
- وفي عام 2016 قام بدور كبير في تراجع الرئيس التركي السابق عبدالله جول عن الترشح أمام أردوغان وهي الزيارة التي سميت بعد ذلك ب”الزيارة الليلية”.
- سمح أكار لخريجي المدارس الدينية بتركيا بالإلتحاق بالجيش وهو الأمر الذي لم يحدث في تاريخ تركيا.
- أعطى الضوء الأخضر للنساء اللاتي يعملن في الجيش بإمكانية إرتداء الحجاب وذلك بالمخالفة للتقاليد العسكرية التركية.
- حصل أكارفي التعديلات الدستورية الأخيرة بإعتباره وزيرا للدفاع على صلاحيات واسعة لم يحصل عليها وزراء الدفاع السابقين حيث أصبح المسئول عن صناعة القرار الأمني كاملا من حيث ميزانية الجيش وشراء الأسلحة إضافة إلى ملف الصناعات العسكرية الذي شهد تطورا ملحوظا في فترة ولايته للدفاع.
الموقف الشعبي: يتميز وزير الدفاع الحالي بأن لديه شعبية داخل العدالة والتنمية لأنه من المقربين للرئيس وأكثر الأشخاص الذين يثق فيهم الرئيس التركي من المحيطين به كما يحظي موقفه من الإتحاد الأوروبي وأمريكا بشعبية كبيرة داخل أوساط القوميين الأتراك الذين يرون فيه إمتدادا للقومية التركية خارج البلاد.