ملخص تنفيذي
بدأ عمل المنظمات والحركات الصهيونية العلمانية منذ ما قبل إقامة إسرائيل، فكان لها دور وأثر كبير على حياة اليهود في تلك الفترة في مختلف المجالات الحياتية. عملت تلك المنظمات على تدريب الشباب المهاجر لفلسطين حتى يتمكن من احتلال الأرض ويكون قادرًا على استيطانها من خلال التدريبات على الحرف اليدوية والزراعة، كذلك التدرب على حمل السلاح والتأقلم على الوضع الجديد الذي انتقلوا إليه. كان هذا قبل قيام إسرائيل، وقد اختلف الوضع بعد عام 1948، فكان لها تواجد داخل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) ليتمكنوا من دعم رؤيتهم ويكون لهم حق التصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات.
ونتناول هنا حركة “إم ترتسو” موضوع الدراسة، وهي حركة طلابية في المقام الأول، خلقت لنفسها وجودًا بين الشباب الجامعي، كونه صغير السن سيتأثر بسهولة بالبطولات اليهودية المزعومة من قبل الحركة، فتعول عليهم لأنهم يمثلون من وجهة نظرها المستقبل بالنسبة للدولة العبرية. أتاحت دراسة نشاطات الحركة استنباط العلاقة بينها وبين الحكومة القائمة، والسبب في عدم ردع تلك الحركة عن تهديداتها سواءً للعرب أو لبعض اليهود من اليساريين والمثقفين والشخصيات العامة الذين يدعمون القضية الفلسطينية ويرون أن للفلسطينيين حقًا في إقامة دولتهم الخاصة.
انتهت الدراسة إلى التوصية بضرورة تكثيف البحوث حول الحركات والمنظمات الإسرائيلية الموجهة للشباب خاصة الطلابية منها، وكيف يمكن لهذه الحركات التأثير على الفكر الجمعي للمجتمع، كذلك دراسة مدى توغل الحركات والتيارات اليمينية داخل المجتمع وما له من أثر على السياسات الخارجية للدولة ومدى تأثيره على فئة الشباب هناك.
حركات اليمين الإسرائيلي قبل قيام الدولة
هناك العديد من المنظمات والحركات اليمينية في إسرائيل والتي وجدت قبل عام 1948،ومنها منظمة “هداسا הדסה[1]” ومنظمة “فيتسو ויצו[2]” وحركة “يهودا هاتسعير יהודה הצעיר[3]” لكن تم تنظيمها بصورة أكثر وضوحاً بعد عام 1948 ليتحول غالبيتها إلى أحزاب سياسية تُشارك في اتخاذ القرار وتكون من ضمن صناع القرار في الدولة فتحولت منظمة مثل “فيتسو” إلى النشاط الحزبي وهي في الأساس منظمة تطوعية، فقد شكلت المنظمة حزباً خلال انتخابات الكنيست عام 1949 وهي أول انتخابات تُجرى في الدولة الجديدة، وفاز الحزب بمقعد واحد ممثلًا في رئيسة الحزب آنذاك راشيل كوهين كاجان، وبعض هذه الأحزاب والمنظمات دعت لفكرة أرض إسرائيل الكاملة فكان منها حركة “من أجل إسرائيل الكاملة” والتي اسست بعد حرب 1967 ودعت لعدم التفريط في أرض تم احتلالها والحفاظ على مكتسبات الحرب وتوسيع عملية الاستيطان كذلك التمسك بكلٍ من الضفة الغربية وغزة والعمل على استيطانهم[4].
وفقاً لرؤية الحركة تغيرت أفكار الشباب الإسرائيلي مع مرور الوقت فلم يعد يفكر في مسألة أرض إسرائيل الكاملة وغيرها من أفكار عاشها جيل الصهاينة الأوائل، وأن المناهج التي تتم دراستها في الجامعات تخلو في معظمها من الأفكار الصهيونية، وأن بعض المحاضرين يميلون إلى تزييف الوقائع التي مرت على المجتمع اليهودي قبل عام 1948 كقولهم بأن وجود إسرائيل خطيئة وأنها قامت على أشلاء الفلسطينيين.
لذلك ظهرت الحركات الشبابية التي تعمل على توجيه شبابها إلى الطريق الذي رسمه جيل الآباء، ومن هنا ظهرت حركة مثل “إم ترتسو” الموجهة للشباب فقط خاصة شباب الجامعات دون غيرهم.
حركة ” إم ترتسو”
بدأت حركة “إم ترتسو” كحركة طلابية معارضة لسياسات الحكومة، إذ رأت فيها تهاونًا في حقوق الإسرائيليين وعدم الحسم في العديد من المسائل الأمنية وعلى رأسها وضع العرب في إسرائيل.تأسست الحركة عام 2006 على يد الدكتور رونين شوفال وهو دكتور في الفلسفة السياسية وكان من ضمن المعارضين لخطة فك الارتباط عام 2005 والتي أدت إلى الانسحاب من جانب واحد وفك مستوطنات جوش قطيف وقد ظل على رأس الحركة حتى عام 2013 بجانب مجموعة من المثقفين وجنود الاحتياط.
تأسست الحركة مباشرة بعد حرب لبنان الثانية لما لهذه الحرب من أثر كبير على المجتمع الإسرائيلي في ذلك الوقت وقد جاءت الحركة كرد فعل على ما حدث أثناء الحرب ومدى ضعف الجيش الإسرائيلي كما يرى أعضاؤها أمام قوات حزب الله، مما دفعهم إلى الإعلان عن قيام الحركة التي ستُعيد أمجاد الصهيونية من جديد[5].
اتخذت الحركة إسمها من المقولة الشهيرة لمؤسس الصهيونية تيودور هرتسل الواردة في روايته “אלטניולנד”الأرض القديمة الجديدة” التي تقول “אם תרצו אין זו אגדה” أي “إن أردتم فتلك ليست أسطورة”، كما أن شعار الحركة هو “ثورة صهيونية ثانية” وهي ثورة ثقافية بالدرجة الأولى.
حددت أدبيات الحركة أن الهدف من وجودها هو العمل على تعزيز وتقوية القيم الصهيونية في إسرائيل وبناء مجتمع صهيوني، فقد جاءت لتجديد الخطاب والأيديولوجية الصهيونية وذلك من خلال بناء وخلق نخبة صهيونية داخل المجتمع. كما تسعى الحركة لأن تُعيد للصهيونية مكانتها ودورها الجوهري بين الجمهور الإسرائيلي بعد التراجع الواضح الذي حدث بفقدان الإيمان بمشروعيتها وصدقها، وقد ظهر ذلك من خلال مناداة الكثير من المثقفين في إسرائيل بتبني أفكار أخرى بعيدة عن الفكر الصهيوني الذي رأوا فيه انه أدى ما عليه بقيام دولة خاصة باليهود وتأسيس الحكومة فبدأ يعلو صوت أتباع تيار ما بعد الصهيونية الذي يرى أن زمن الصهيونية قد ولى وحان الوقت لظهور أيديولوجيات مناسبة للعصر الحديث. وجاء دور الحركة لإحداث ثورة ضد الوضع الراهن المتمثل في ضعف الإيمان بالرؤية الصهيونية[6].
قامت الحركة بمهاجمة كل من اختلف معها في رؤيتها فكانت تتهم من عارضها بالخيانة، وبناءً على ذلك نشرت كتيبًا تحت عنوان ” שתולים” أي ” المزروعين” وقسمتهم سياسياً وثقافيًا، فهاجمت الحركة العديد من الأدباء والفنانين من أمثال الأديب الشهير عاموس عوز وهو أديب من كبار أدباء إسرائيل ومن الداعين لحل الدولتين حتى يتم انهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك يهوشع سوبول كاتب مسرحي وتتميز كتاباته بالتساؤل حول ما هي الهوية اليهودية وجيلا المجور كاتبة وممثلة حاصلة على جائزة إسرائيل، وغيرهم من شخصيات عامة أخرى لمجرد عدم توافق رؤاهم وقالت عنهم إنهم المزروعين في الثقافة، كذلك تُهاجم الحركة منظمات حقوق الإنسان التابعة لما يُعرف “הקרן החדש לישראל” وزعمت إنها منظمات ممولة من دول أجنبية تعمل على نزع الشرعية عن إسرائيل في العالم وتدحض الحقوق الإسرائيلية في الدولة[7].
تعد حركة “إم ترتسو” من الحركات الجديرة بالدراسة لكونها من الحركات الشبابية المؤثرة بين شباب الجامعات باعتبارهم يشكلون مستقبل الدولة الإسرائيلية، ينتشر أعضاؤها في جامعات مختلفة ومنها الجامعة العبرية، جامعة بار ايلان، جامعة بن جوريون وجامعة تل ابيب، ومن ضمن أعضائها البروفيسور اليميني أفراهام ديسكن المحاضر في الجامعة العبرية. تقوم الحركة ببث أفكارها وأجندتها السياسية التي تتمحور حول كون الدولة الإسرائيلية هي “الوطن القومي لليهود” دون غيرهم، كما تُعارض الحركة أفكار ما بعد الصهيونية الداعية لتخطي الأفكار الصهيونية وتبني أفكار وأيديولوجيات جديدة بعيداً عن الفكر الصهيوني.
أيديولوجية وأهداف الحركة:
تقوم أيديولوجية الحركة الأساسية أن دولة إسرائيل هي الدولة “القومية للشعب اليهودي” المختلف عن كافة الشعوب الأخرى بسبب هويته الخاصة به، العمل على تعزيز”הזהות היהודית- לאומית “الهوية اليهودية القومية” بين الجمهور الإسرائيلي من خلال الحفاظ على كل العادات والأعياد القومية اليهودية حتى يحافظوا على استقلالهم. وقد كان الهدف من الحركة إلى جانب الوصول إلى الطلاب الأكاديميين، هو الوصول إلى مراكز السلطة في المجتمع والشخصيات والهيئات المؤثرة على الخطاب الإسرائيلي، فقد كان للحركة دور بارز في التأثير على الخطاب الجماهيري والإعلامي[8].
وصف البعض الحركة بأنها حركة فاشية بسبب الإرهاب الذي تنظمه على أساتذة الجامعات وتدخلها في المناهج الدراسية التي ترى إنها مناهج لا تدعم الفكر الصهيوني بين الطلاب.
عُرف عن الحركة عُنفها ضد الفلسطينيين وحتى ضد بعض اليهود اليساريين، فدعت إلى طرد الطلاب العرب من الجامعات وحرضت على قتلهم، وكذلك حرضت ضد المحاضرين الذين يتخذون صف العرب والدفاع عنهم. وقد تفرع من الحركة مجموعة باسم ” طلاب من أجل الهيكل” وهي مجموعة متواجدة بصورة يومية في ساحة الاقصى تدعو إلى تهويد المنطقة، وهي تعمل ضمن مجموعات أخرى متواجدة هناك.[9]
النفوذ السياسي للحركة
تتمتع حركة “إم ترتسو”بنفوذ سياسي هائل ، ولها تأثير كبير في لجان الكنيست الخاصة بالتعليم، فتقوم بفرض آرائها من خلال مندوب عن الحركة يقوم بتسجيل كافة القوانين المنبثقة عن اللجنة المعنية. هذا المندوب موجود بصفته ممثلًا عن هيئة الحرس الصهيوني الديمقراطي وهذه الهيئة لها حق حضور لجان الكنيست المعنية بالتعليم ولهم حق إبداء الرأي.
تسببت الحركة في العديد من الصراعات نتيجة التقارير التي تقوم بنشرها بصورة دورية التي كشفت من خلالها تورط بعض المنظمات الممولة من خلال “الصندوق الجديد لإسرائيل” [10] في التدخل في تقرير جولدستون [11]وقد أدى هذا التقرير إلى ملاحقة الزعماء الإسرائيليين في الخارج ومحاولات نزع الشرعية عن دولة إسرائيل. كما بادرت الحركة بنشر تقارير تفيد بأن هناك تحريضًا ضد الفكر الصهيوني في المقررات التعليمية يتم فيها استبعاد الدراسات والأبحاث الصهيونية.
من الأمثلة على تأثير حركة “إم ترتسو” على الخطاب الإسرائيلي، الحملات التي تقوم بها الحركة في وسائل الإعلام مثل، “المزروعون في الثقافة” تحرض من خلالها على عدد من الشخصيات الفكرية والثقافية البارزة في المجتمع.
كذلك قامت الحركة بتأسيس ما عُرف بـ “משמר ציוני דימוקרטי” أي ” الحرس الصهيوني الديمقراطي”، بهدف الإشراف على أعمال الكنيست والتأكد من اتخاذه القرارات التي تتوافق مع أهداف الحركة وهو ما يُظهر سيطرة الحركة على النخبة السياسية المسئولة عن اتخاذ القرار في إسرائيل12. ويفسر عدم ردعها رغم اعتبار الكثيرين الحركة فاشية وعنصرية تدعو للعنف واضطهاد الآخر، ورغم تقدم العديد من المحاضرين والنشطاء السياسيين بدعاوى ضد الحركة “إم ترتسو” واعتراض محاضرين بالجامعة العبرية على منح صلاحيات لنشطاء هذه الحركة كونها ذات طابع سياسي بما يخالف أعراف الحرم الجامعي.
التوصيات:
نحن هنا أمام حركة طلابية خلقت لنفسها وجودًا بين الشباب، ووسعت انتشارها بإنشاء خمسة عشر فرعاً لها داخل مختلف الجامعات والكليات الإسرائيلية، مما مهد لها طريق الظهور على الساحة السياسية بحجة التأكد من نشر الأفكار الصهيونية بين الشباب الجامعي. هذه الحركة ليست الوحيدة بين حركات اليمين المتطرف الموجودة في أوساط الشباب الإسرائيلي، وإن كانت تعد واحدة من أبرزها. لذلك توصي هذه الورقة البحثية بضرورة متابعة نشاطات وأساليب الحركات الأهلية خاصة الموجهة للشباب الإسرائيلي، ودراسة مسارات نشاطات تلك الحركات الطلابية ومجالات عملها لمعرفة العقلية التي سنتعامل معها مستقبلًا وهل ستكون أكثر مرونة في التعامل مع القضايا القومية وكيف سيكون تعاملها مع القضية الفلسطينية .
- ومن الضروري تعدد الدراسات التي تبحث في نفوذ حركات اليمين وتأثيرها على صناعة القرار في إسرائيل، لإنها وإن كانت غير ذات شهرة على المستوى الإعلامي إلا أن تأثيرها ملحوظ في صناعة القرار داخل إسرائيل، وتكتسب نفوذاً يومًا بعد يوم وتزداد توغلًا بين أوساط الشباب بما يرشحها لأن تصبح بمثابة القنبلة الموقوتة ومصدرًا للتحريض على العنف في السنوات القادمة لاسيما مع تزايد التطرف الإسرائيلي وتنامي الاتجاه في السنوات الأخيرة نحو أقصى اليمين.
[1] منظمة “هداسا” הסתדרות הנשים הציוניות באמריקה ” الهستدروت النسائي الصهيوني في أمريكا”: هي منظمة صهيونية اسست في الولايات المتحدة عام 1912 بمبادرة هنريتا سو لد
[2] فيتسو תנועת נשים יהודיות ציוניות: “المنظمة النسائية اليهودية الصهيونية” هي حركة نسائية يهودية صهيونية، المنظمة في أساسها قائمة على الأعمال التطوعية، أُسست في إنجلترا عام 1920 وتم تأسيس فرع لها في فلسطين عام 1927 بعد سبع سنوات من تأسيس المنظمة، وقد اتحد فرع ويزو في فلسطين مع منظمة “النساء العبريات” عام 1933، وعملت المنظمة الموحدة تحت إسم ويزو وذلك للتعبير عن الإعتراف بأهمية عملها في فلسطين. وقد عُقد اجتماع اللجنة العالمية لويزو في فلسطين عام 1935 بالتحديد في تل أبيب.وقد ركزت أنشطة المنظمة في فلسطين قبل إقامة الدولة على مجالات رئيسية وأولها كان، إستيعاب المهاجرات فقد أعدت ويزو مجموعة من الخدمات لهؤلاء المهاجرات ومنها: نُزل للمهاجرات في تل أبيب (بيت الفتاة)، تقديم دروس مسائية باللغة العبرية، تقديم دروس في الإقتصاد المنزلي وكذلك قامت بعمل دورات للتدريب الإحترافي في العديد من المجالات الحيوية.
[3] يهودا تسعيرיהודה הצעיר يهودا الفتي :هي حركة من حركات الشبيبة اليهودية التي أنشئت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1909. أُسست حركة “يهودا هاتسعير” من خلال توحيد الأندية الصهيونية التي عملت منذ عام 1904 في نيويورك ومدن أخرى
[4] – אוריאל) משה, מערכת: יורם אלמכיאס ומוריה פרג’ון, כנס מחקרי חברון ויהודה: דברי הכנס הרביעי: קובץ מאמרים בעקבות הכנס הרביעי שהתקיים בקרית ארבע-חברון, 2015, עמ’ 89,90,92
[5] https://imti.org.il/about-us/ تاريخ الدخول 5/9/2020
[6] المرجع السابق
[7] (ووتليف) راؤول، منظمة “إم ترتسو” اليمينية تواجه إنتقادات حادة على شريط فيديو “العميل الأجنبي”، 16 ديسمبر 2015، http://ar.timesofisrael.com,
[8] https://imti.org.il/about-us/ تاريخ الدخول 5/9/2020
[9] http://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=5032 تاريخ الدخول 5/9/2020
[10] الصندوق الجديد لإسرائيل: “הקרן החדש לישראל”, יسس الصندوق عام 1979 والهدف منه هو تطبيق معايير المساواة الكاملة بين المواطنين في دولة إسرائيل بما يتناسب مع كونها دولة ديمقراطية، فهو يساوي بين كافة المواطنين بغض النظر عن ديانتهم أو إنتماءاتهم القومية، أعراقهم أو أجناسهم. كما تعمل على ضمان حقوق الإنسان لجميع الأفراد والمجموعات من خلال الدفاع عن المواطنين الفلسطينيين وغيرهم من المهمشين في المجتمع. http://nif.org.il/ar تاريخ الدخول 8/10/2020
[11] تقرير جولدستون: حول حرب غزة 2008، وهو تقرير حول التحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان الدولي وانتهاك القانون الدولي خلال العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الإسرائيلية في غزة ديسمبر 2008 حتى يناير 2009 وكانت البعثة التي أوفدت إلى هناك للمتابعة برئاسة القاضي ريتشارد جولدستون القاضي السابق بالمحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا والمدعي السابق للمحكمتين الجنائيتين اللتين عقدتا من أجل يوغوسلافيا ورواندا. الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجلس حقوق الإنسان، الدورة الثانية عشرة، البند 7 من جدول الأعمال، الموجز التنفيذي. http://aohr.org.uk/images/reports/goldeston.pdf