أعلن نفتالي بينيت رئيس وزراء إسرائيل، الأسبوع الماضي، تعيين الجنرال ميخائيل مايك هيرتسوج، سفيرًا جديدًا لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، خلافًا للسفير جلعاد أردان، الذي يظل في منصب سفير تل أبيب في الأمم المتحدة بعد أن كان يشغل كلا المنصبين.

من هو ميخائيل مايك هيرتسوج؟

ميخائيل مايك هيرتسوج، هو شقيق الرئيس الإسرائيلي الحالي يتسحاق هيرتسوج، ولد مايك في 15 يوليو عام 1952 في إسرائيل، وهو أيضًا نجل الرئيس الإسرائيلي الأسبق حاييم هيرتسوج، كما أن والدته أورا هيرتسوج، من أصول مصرية.

حياته العملية

خدم مايك هيرتسوج في الجيش الإسرائيلي لمدة 40 عامًا، وبداء حياته العسكرية في سلاح المشاة بالجيش، وخاض عدة حروب على رأسها حرب أكتوبر عام 1973، على الجبهة الجنوبية لإسرائيل مع مصر، وفي عام 1974 ألتحق مايك بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وخدم فيه حتى عام 1994، وتقلد عدة مناصب هامة كان أخرها رئيس شعبة الأبحاث في الجهاز. ومن أبرز المناصب التي تولاها مايك في الجيش الإسرائيلي، رئيس القسم الاستراتيجي في شعبة التخطيط العسكري، السكرتير العسكري لعدد من وزراء الدفاع الإسرائليين السابقين وهم، بنيامين بن إليعازر، شاؤول موفاز، عمير بيرتس، وإيهود باراك، وخرج من الجيش برتبة عميد في عام 2010.

وفي غضون ذلك، شارك هيرتسوج في محادثات السلام الإسرائيلية مع الفلسطينيين والسوريين والأردنيين منذ عام 1993. وعمل في الفترة من مايو 2009 حتى مارس 2010 كمبعوث خاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع لدعم جهود العملية السياسية للسلام مع الفلسطينيين. وكان هيرتسوج عضوًا في فريق المفاوضات الإسرائيلية مع سوريا في الفترة من ديسمبر 2010 وحتى مارس 2011، برعاية أمريكية، كما إنه كان جزًء من فريق محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين التي جرت بدعم من وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري.  

وكان قد تخرج مايك من كلية الأمن القومي، ويعمل عضوًا في معهد سياسات الشعب اليهودي، وباحثًا في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

ميخائيل هيرتسوج ـ أرشيفية

لماذا مايك هيرتسوج سفيرًا لإسرائيل في واشنطن؟

لا شك أن عملية تعيين سفير لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية بالتحديد تتم بعناية فائقة، وقد جاء القيادة السياسية الإسرائيلية لمايك هيرتسوج سفيرًا لها في واشنطن نظرًا لخبرته الاستراتيجية الطويلة ومهاراته المتعددة في المجال الأمني والعسكري، نظرًا لخدمته الطويلة في الجيش الإسرائيلي، وبالتحديد في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الذي خدم فيه لمدة عشرين عامًا، وفي حقيقة الأمر ليس خبرات ومهارات هيرتسوج هي السبب الوحيد في إختياره، بل أن هناك العديد من الأسباب الهامة، ومنها:

_ تربط مايك هيرتسوج علاقة صداقة قوية مع الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.

_ يعتبر مايك هيرتسوج صاحب شبكة علاقات متشابكة وقوية مع كبار مسئولي الإدارة الأمريكية الحالية، على رأسهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وهذا من أكبر الأسباب التي دفعت بينيت لإختياره. 

_ يعتبر مايك هيرتسوج صاحب خبرة كبيرة ومعرفة عميقة بالقضايا الاستراتيجية التي تهدد إسرائيل، خاصة الملف النووي الإيراني، وهو ما إتضح من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت حول أهمية اختيار هيرتسوج لشغل هذا المنصب الحساس.

_ يعتبر مايك صاحب خبرة كبيرة في التعامل مع الدول العربية، حيث إنه شارك في العديد من الحروب مع العرب، أو حتى بعد خروجه من الخدمة، حيث شارك في العديد من المفاوضات الأمنية والسياسية مع سوريا والأردن وفلسطين، وقد يكون هذا الأمر دافع هام لتعيين مايك في هذا المنصب، خاصة إنه قد يدفع في إتجاه دعم ملف الإتفاقيات الإبراهيمية التي عقدتها إسرائيل مع بعض الدول العربية مؤخرًا من خلال توسيع هذه الإتفاقيات لتشمل دول عربية أخرى وتليين علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية.  

_ يعتبر مايك شخصية عسكرية ذات غطاء سياسي، حيث إنه خدم في الجيش الإسرائيلي نحو 40 عامًا، منهم حوالي 20 عامًا في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وبالتالي فهو مؤهل جيدًا لهذا المنصب الحساس. 

_ فضلًا عن إكتسابه أيضًا خبرة سياسية ومعرفة أمنية من خلال العديد من الاجتماعات التي شارك فيها بالبنتاجون والبيت الأبيض خلال مسيرته العملية.

ميخائيل هيرتسوج ـ أرشيفية

اليمين الإسرائيلي ينتقد تعين هيرتسوج سفيرًا في واشنطن  

يُحسب ميخائيل مايك هيرتسوج على معسكر اليسار الإسرائيلي، فهو شقيق الرئيس الإسرائيلي الحالي يتسحاق هيرتسوج الذي شغل منصب رئيس حزب العمل اليساري سابقًا، كما أن عائلته من الأساس تُحسب على اليسار، وبالتالي فهناك إنتقادات حادة من معسكر اليمين الإسرائيلي لرئيس الوزراء بسبب إختيار مايك في هذا المنصب الحساس وهو يُحسب على اليسار، وكيف لم يعين بينيت شخصًا ينتمي إلي اليمين ويتفق مع مبادئه وإيدلوجيته، على غرار السفير الأسبق رون درامر الذي شغل هذا المنصب لمدة ثماني سنوات في عهد نتنياهو.

وبحسب ما نُشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن هناك العديد من المواقف التي تُحسب على مايك وتؤكد إنه شخص يتبنى توجهات يسارية من الأساس، وبحسب ما نشره موقع موكر ريشون الإسرائيلي، فإن مايك كان قد نادى بحل الدولتين وضرورة وقف الإستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية في العديد من مقالاته السابقة.

الخلاصة:

نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في التقرب أكثر من البيت الأبيض، من خلال تعيين شخصية لها علاقات متشابكة وقوية مع مختلف مسئولي الإدارة الأمريكية في هذا المنصب الحساس، وذات خلفية عسكرية وأمنية واستراتيجية كبيرة على مختلف الأصعدة، وعلى دراية تامة بالملف النووي الإيراني تحديدًا، وصاحب خبرة كبيرة في التعامل مع الدول العربية إكتسبها من خلال خدمته العسكرية في الجيش وعمله في مجال التفاوض مع الدول العربية.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version