هناك عوامل كثيرة أدت إلي النجاح الكلي لعملية “طوفان الأقصي” حيث قامت المقاومة الفلسطينية بعملية “طوفان الأقصي” واقتحمت المستوطنات الإسرائيلية و أبرز هذه المستوطنات التي تم اقتحامها أو ضربها برشقات صاروخية هي: “كيسوفيم” التي تبتعد مسافة أقل من 2 كيلو متر عن قطاع غزة ,و”نحال عوز” والتي تقع في الجزء الشمالي الغربي من صحراء النقب وإقتحام قاعدتها العسكرية , و”زيكيم” التي تقع علي الحدود الشمالية للقطاع و إقتحام قاعدتها المطلة علي الشاطئ , و”كريات جات” والتي تبتعد 68 كيلو متر عن القدس ,و”أوفاكيم” والتي تبتعد عن غلاف غزة 16كيلو متر, و “ديمونا” في النقب , و”سديروت” و التي تبتعد عن غلاف غزة حوالي كيلو متر ونصف ويسكنها أكثر من 19الف مستوطن وقاموا بإقتحام معبر إيزر ,وقاعدة رعيم العسكرية .وبعد الإقتحام قاموا بقتل كل من يعترض طريقهم وأسر مجموعة من المستوطنين والجنود والعودة بهم الي غزة .
وهناك عوامل رئيسية أدت إلي نجاح المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصي ,وهي السرية التامة ,وتفعيل عنصر المفاجأه ,وإختيار التوقيت المناسب ,و تطوير أسلحة المقاومة , والدراسة الجيدة لجغرافيا العدو وتحييد نقاط الضعف , والتكتيكات المنظمة والمتتابعة والمرتبة .
بدايًة بالسرية التامة حيث تم التخطيط لهذة العملية منذ فترات طويلة تُقدر بشهور , ولم يعرف العدو الصهيوني بأي من هذه المخططات وهذا يدل علي فشل إستخباراتي وأمني من جهة الإحتلال , حيث إعترف رونين بار رئيس جهازالأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بتحمله هذا الفشل وقال “تقع المسؤلية علي عاتقي” , وهذا يدل علي نجاح المقاومة في كِتمان عمليته و نجاح عنصرالمفاجأه للمقاومة .
قامت المقاومة أيضًا بإختيار التوقيت المناسب حيث قامت المقاومة بإقتحام المستوطنات يوم السبت السابع من أكتوبر وإختيار هذا التوقيت تزامنًا مع عيد” بهجة التوراة” و يوم “السبت” حيث يعتبر يوم السبت يوم عطلة أيضًا , وبهذا تضمن المقاومة الإشتباك مع أقل عدد لعناصر الأمن الإسرائيلية .
وقد شهدت عملية تسليح عناصر المقاومة الفلسطينية تطورًا ملموسًا, حيث ان هناك ايضًا اسلحة وآليات حديثة قامت الفصائل الفلسطينية من تصميمها وتطويرها, ومن أمثلة هذه الأسلحة والآليات هي :الصواريخ بعيدة المدي التي يصل مداها الي 250 كيلومترًا والمسماه بــ “عياش 250” , و الطائرات المسيرة ومن انواع الطائرات المسيرة الإنتحارية المسماه بـ “الزواري “, وهي طائرة مسيرة إنتحارية قامت الفصائل الفلسطينية بتطويرها وتمت تسميتها بالزواري استشهادًا بـ محمد الزواري الذي صممها والذي إغتالته إسرائيل بواسطة جهاز الشاباك في مدينة صفاقس بتونس، والطائرة المسيرة المسماه بـ “أبابيل” وهي طائرة مسيرة حديثة يتم التحكم بها عن بعد وتحتوي علي قذيفة تستطيع تدمير الدبابات او الأليات العسكرية ويتم إسقاط قذيفتها علي الألية العسكرية ثم تعود الطائرة المسيرة الي مسارها بإستخدام جهاز تحكم .
وهناك ايضًا الحصان الأسود لفصائل المقاومة الفلسطينية وهي وحدة ” سرب صقر” لكتائب القسام, وهي وحدة تم إنشائها بإستخدام ادوات بسيطة وهنا يكمن الإبداع والتطور حيث يستخدمون المظلات ودراجة هوائية ثلاثية العجلات ومضاف اليها محرك دراجة صغيرة متصل بها مروحة هوائية كبيرة تقوم بدفع الهواء , وتجعل المظلات تطير والدراجة مضاف اليها رشاشات الية حيث تستطيع هذه الوحدة بإختراق الأماكن العسكرية وقصف المدرعات والدبابات, ولا تستطيع القبة الحديدية رصدها بسبب سرعتها البطيئة مقارنة بالطائرات وحجمها الراداري الصغير نسبيا ويقدر بخمسة أمتار مربعة , فالبيانات التي يرصدها الرادار تشبه مجموعة من الطيور الطائرة مما بسبب إرباكًا واضحًا للعدو وإنتصارًا ساحقًا لكتائب المقاومة الفلسطينية وهذه الوحدة سيتم إستخدامها قادمًا ايضًا لتحقيق أضرار أخري للعدو حيث تستطيع هذة الوحدة إختراق أي وحدة أو مستوطنة بدون الشعور بها .
وقامت المقاومة أيضًا بدراسة حغرافيا العدو بصورة واضحة حيث حددت موقع أجهزة الإستشعار ,وأجهزة المراقبة الموجودة في الجدار العازل وفي أماكن اخري , ومعرفة أماكن تواجد الجنود والمستوطنين ومعرفة أماكن القواعد العسكرية وكيفية إقتحامها وأضعف مناطق للإقتحام.
والتكتيكات العسكرية المنظمة والمتتابعة والمرتبة ,حيث قامت المقاومة بتكتيك دقيق قامت المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية كثيفة تجاه المستوطنات وبالتزامن مع إطلاق الرشقات الصاروخية مما سبب تعمية جزئية للنظام الأمني متابعًا له تعمية كلية حيث قامت وحدة سرب صقر بالطيران بالطائرات الشراعية محلية الصُنع كبداية للإقتحام بتدمير أجهزة الإستشعار والمراقبة الموجودة علي السور العازل حتي لا يستطيع الإحتلال معرفة ما يحدث ,وبالتزامن مع هذا قامت المقاومة بتدمير جزء من السور العازل الجزء الذي يسمح بدخول المقاومة وإدخال بعض من السيارات والدراجات النارية التي تسهل لهم سرعة الوصول الي المستوطنات والقواعد العسكرية ، وقامت الطائرات الشراعية بمفاجأه العدو وضرب الأليات الثقيلة , وفي نفس التوقيت قامت المقاومة الفلسطينية بمداهمة العدو جوًا وبرًا وبحرًا مُسببًا أقصي الخسائر و الأضرار المادية والمعنوية. وبعد الإقتحام قامت المقاومة بأسر بعض من الجنود والمستوطنين والعودة بهم الي غزة , وهؤلاء الأسري بطاقة أخرى رابحة فيما هو قادم .
ويمكن إستغلال هذه الفرصة في إحداث أضرار أخري للعدو , وذلك بعمل حملة إعلانية مستهدفه الي المستوطنين بلغاتهم المختلفة ,وإخبارهم أنهم ليسوا في أمان في مستوطناتهم , ونذكرهم بالهزائم المتتابعة, بداية من هزيمه السادس من أكتوبر لعام 1973 حتي هزيمة السابع من أكتوبر في العام الحالي , ونذكرهم بالعمليات الإنتحارية التي تقوم بها المقاومة وما خلفته من وفيات داخل أوساط الجانب الصهيوني ,ونحثهم علي الهجرة من إسرائيل الي الدول الأجنبية الحاضنة لليهود ,وبهذا نكون قد حققنا إنتصارًا ساحقًا أخر حيث سنجعل عدد المستوطنين يقل بسبب الهجرة العكسية من إسرائيل , وبهذا نكون قد قللنا من عدد جنود جيش الإحتلال بدون محاربته أو الإشتباك معه .