أهم النتائج التى انعكست على الجانبين
إسرائيل :
تعرضت إسرائيل للعديد من الخسائر العسكرية ولكنها حققت مكاسب كبيرة بالحرب. فأكبر خسائر إسرائيل تكمن في السمعة السيئة التى اكتسبتها القبة الحديدية. تراجع الهيبة والنفوذ العسكرى الإسرائيلى بالداخل ،خصوصا بعد الرضوخ لوقف إطلاق النار. الجرأة التى اكتسبها عرب 48 ،فالأمر وإن لم يكن قويا بما يكفى ،فهو لم ينتهى بعد ،وهذه المشكلة تعتبر الأكبر التى تهدد إسرائيل. إصابة محطة لاستقبال البترول.
أما مكاسب إسرائيل فهى كبيرة نسبيا قياسا بخسائرها. أول وأهم المكاسب ،تطبيق الجانب الإستراتيجى لخطة “تنوفا” العسكرية. تدمير جزء كبير من شبكة الأنفاق أسفل قطاع غزة. قصف العديد من محطات التشويش خاصة بحماس نزوح ما يزيد عن 50 ألف مواطن فلسطينى. كذلك تصدير عامل معنوى سلبى للشعب الفلسطينى بضرب الأبراج بقطاع غزة وهو ما توقف عنده عنف القصف فى 2014.
فلسطين والمقاومة:
أسفرت العملية العسكرية عن نزوح حوالى 50 ألف فلسطينى من شمال القطاع إلى غزة. دمار جزء كبير من الأنفاق التى تقوم عليها البنية التحتية لقطاع غزة ،مما أدى لانهيار العديد من المبانى السكنية بغزة. دمار أكبر حى اقتصادي بغزة مما أثر اقتصاديا بشكل كبير على القطاع مع عدم قدرة حماس على تغطية الخسائر.
على الرغم من الثمن الكبير الذى دفعه الشعب الفلسطينى ،لكن المكاسب تستحق. أول المكاسب فشل المشروع الإسرائيلى الأمريكى لطمس القضية الفلسطينية. انتعاش القضية الفلسطينية من جديد بشكل فى صالح القضية الفلسطينية. رفع الروح المعنوية للمقاومة والمجتمع الفلسطينى، الأمر الذى سينعكس على القضية الفلسطينية.
كانت تلك نتائج الحرب بين الجانبين ،بما حوته من مكاسب وخسائر وهنا يبرز السؤال. كيف سترد إسرائيل وهل الأمر انتهى هنا؟
استشراف مستقبل القضية الفلسطينية.
لقد بدأت إسرائيل بالفعل فى الرد. بدأ الرد الإسرائيلى بعمليات ظلم وقمع لعرب 48 ،لمجرد مطالبتهم بحقوقهم. زيادة التشديد الأمنى على تحركات عرب 48. زيادة التفريق بين الطلبة اليهود والعرب بالمؤسسات التعليمية الإسرائيلية. طرد العديد من العرب من أعمالهم ،خصوصا بالمدن المختلطة التى يغلب عليها الطابع اليهودى.
كذلك من المتوقع استئناف العملية العسكرية مع أول خطأ إستراتيجى قادم لحماس. من المتوقع كذلك استئناف المعركة بضرب شبكة الأنفاق ،الأمر الذى سيسفر عن خراب تام لقطاع غزة. ليس من المتوقع وصول الأمر لاجتياح تام نظرا لوجود عدة قوى فى المنطقة لن تسمح بمثل هذه العملية.
ومن هنا يكمن وضع توصيات لأمرين ،الأول تحقيق تقدم للقضية الفلسطينية. الثانى ،حماية الشعب الفلسطينى من الأخطاء الإستراتيجية.
أهم التوصيات .
1/ تعزيز إجراءات تأمين الحدود الشرقية للبلادخاصة منطقة المثلثالحدودى بين سيناء وإسرائيل وغزة ،بهدف تأمين الحدود المصرية ،وكذلك حماية الشعب الفلسطينى من أخطاء قانونية أو إستراتيجية.
2/ دعوة السلطة الفلسطينية ،والمقاومة بعد الحصول على الضوء الأخضر من السلطة لمباحثة الأمر ووضع خطة مدروسة ،لتحقيق المصالحة، وتوحيد الصف الفلسطينى.
3/ زيادة الترويج الدولى لقضية الشعب الفلسطينى من خلال المنصة المصرية الأمر الذي سيجلب الدعم الدولى للقضية.
4/ القضية الفلسطينية قضية إستراتيجية هامة ونجاح مصر فى ملفها يعزز من مكانتها فى الشرق الأوسط ،عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا.
5/ استخدام القوى الناعمة ،فى المباحثات مع الجانب الإسرائيلى ،المترنح سياسيا. والذى فى أمس الحاجة للشراكة المصرية .