بدأت معركة القدس مبكرًاً منذ اللحظة التي أعلن فيها الرئيس الفلسطيني إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية (القدس ، الضفة ، غزة) بلا استثناء ، والتي اتسمت بقدر كبير من العنف بعد قراره بعدم إجراء الانتخابات بسبب عدم موافقة إسرائيل على إجراءها في القدس، بدعوى عدم وجود حكومة في إسرائيل، وذلك بالرغم من إتخاذ الحكومة الحالية قرارات بالهدم ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، مما يؤكد أن هذه الحكومة تتهرب من تنفيذ هذا الجانب من الإتفاقيات، لأنه سيشكل اعترافا ضمنيا بأن القدس الشرقية ما زالت أراضى محتلة، وأن الاعتراف الأمريكي بأنها عاصمة لإسرائيل غير ساري.
حلفاء نتنياهو اليمينيون من حزب الصهيونية الدينية (سموتريتش) وبن جافير يسابقون الزمن لفرض أمر واقع جديد يقضي بتقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى عبر الدعوات للاقتحامات التي يقوم بها المستوطنون في المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك، وليس بعيدا عليهم توقيت محاولات الاستيلاء على المنازل في الشيخ جراح بهدف إيجاد بؤرة استيطانية من أجل تقسيم القدس الشرقية إلى جزئين بحيث، ليتم قطع التواصل بين أحياء القدس الشرقية، وذلك من أجل فرض أمر واقع، يشبه تماما ما يحدث في الضفة، ولكي تتحول إلى كانتونات محاطة ببؤر استيطانية داخل القدس الشرقية.
ردود الفعل الفلسطينية
1- معركة شعبية بين الجماهير الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي في شوارع ومداخل القدس أجبرت الإحتلال على رفع حواجزه في القدس.
2- مواصلة حركة فتح وبعض القوى الموالية لها جهودها لحشد عناصرها ومؤيديها للاستمرار في معركة الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، مما تسبب في اعتقال الكثير من العناصر والقيادات الميدانية لحركة فتح .
3- صدور بيانات من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي، لتحذير اسرائيل من مغبة الاستمرار في سياساتها في القدس والشيخ جراح.
4- عملية إطلاق نار على حاجز زعترة أدت الى مقتل جنديين وجرح آخر، وهروب المنفذ الذي تم اعتقاله لاحقا، والذي تبين أنه لا ينتمي الى أي فصيل، وأنه يحمل الجنسية الأمريكية، وعمره فوق ال 50 عاما، وهذا تغيير يعبر عن حجم الإحتقان من الشارع ضد الإحتلال وممارساته.
5- عملية أخرى من ثلاث شبان ضد معسكر سالم في وضح النهار قدموا من داخل أراضى 48 ، وليس من الضفة، وهذا أيضا تغير كبير، حيث أن هذا النوع من العمليات لم يسبق حدوثه بالضفة منذ فترة طويلة.
6- مطالبة مندوب فلسطين في الأمم المتحدة بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن، لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية.
7- تحويل ملف وأوراق قضية الشيخ جراح إلى محكمة الجنايات وطلب جلسة عاجلة باعتباره ملف مكتمل ومخالفة صريحة وجريمة حرب مكتملة الأركان.
ردود الفعل الدولية
1- الأمم المتحدة: “قرار إجلاء الفلسطينيين من القدس يعتبر انتهاكا إسرائيليا للقانون الدولي، والقدس الشرقية ما تزال جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجميع الإجراءات الإسرائيلية التشريعية والإدارية لاغية وباطلة وفقا للقانون الدولي”.
2- صدور بيان مشترك من بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا أكد أن المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتهدد آفاق الحل السلمي للصراع الفلسطينى-الإسرائيلى، إلى جانب عمليات الإخلاء المستمرة في القدس الشرقية، بما في ذلك حي الشيخ جراح.
3- تأكيد الولايات المتحدة عبر خارجيتها عن الشعور بقلق بالغ إزاء احتمال إخلاء عائلات فلسطينية تعيش منذ أجيال في حي الشيخ جراح.
4- تنديد الجامعة العربية بكل ما تقوم به إسرائيل، ودعت المجتمع الدولي لممارسة الضغوط لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
5- إصدار مجلس التعاون الخليجي بيانا أدان فيه استمرار إسرائيل في عمليات التهجير وبناء المستوطنات وإخلاء حي الشيخ جراح.
أهم الاستنتاجات
1- نجح الفلسطينيون في إعادة توجيه البوصلة، لإعادة قضية القدس مرة أخرى لدائرة الضوء، وتحريك المواقف الدولية.
2- مواقف الولايات المتحدة ليست على المستوى المطلوب، الا أنها تشكل تغييرا، مقارنة بالإدارة الأمريكية السابقة.
3- إفشال مخطط نتنياهو وحلفاءه من الأحزاب المتطرفة لفرض واقع جديد.
4- سيكون هذا العام موسوما بحراك شعبي ودولي يخص القدس.
5- أي حكومة جديدة في اسرائيل سيكون عليها أن تجيب على إجراء الانتخابات في القدس وما يتبع ذلك من تحديات قد تُقصر من عمر هذه الحكومة.