حينما نتحدث عن إعلام المقاومة فإننا نقصد المقاطع المصورة والصوتية التي تبثها المقاومة، خاصة مايتعلق بتوثيق أنشطتها العسكرية لمواجهة العدوان الإسرئيلي على غزة وتاثير هذه المقاطع المصورة والصوتية، خاصة مايتعلق بالمخطوفين لدى جماعات المقاومة، على عائلات المخطوفين والمتعاطفين معهم.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة وارتفاع وتيرته تتزايد وتيرة أعمال المقاومة. ومن وسائل المواجهة غير العسكرية التي لها تأثير كبير على الشارع الإسرائيلي عمليات الحرب النفسية من خلال ماينشره الإعلام العسكري للمقاومة عبر توثيق عملياته العسكرية النوعية ضد اشكال العدوان الاسرائيلي ، فينشر مقاطع مصورة لأسري توفوا إثر القصف الإسرائيلي علي قطاع غزة، الأمر الذي يضع حكومة نتنياهو في مأزق كبير، مع تزايد مشاعر الغضب لدى أهالي المخطوفين، لينقلب السحر علي الساحر، فنتنياهو هو الذي اتخذ قرار تنفيذ العملية البرية ليواري فشله الذريع هو وحكومته وإستخباراته في أحداث السابع من أكتوبر، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
ومن ناحية أخرى، تقوم المقاومة بتدمير عدد كبير من الآليات العسكرية، بما فيها دبابات ميركافا المتطورة، المتوغلة في قطاع غزة وتقتل الجنود والضباط. وفي الأونة الأخيرة أسرت فصائل المقاومة بعض الجنود المتوغلين في قطاع غزة، وهذا بحد ذاته عملية نوعية، وضعت نتنياهو وحكومته ومؤسسته العسكرية والأمنية في موقف صعب للغاية.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي علي المواطنين المدنيين في غزة وقتل الآلاف من المواطنين الأبرياء بذريعة القضاء على المقاومة، تنشر المقاومة العديد من الفيديوهات التي توثق عمليات قنص جنود الاحتلال المعتدين وقتلهم وتدمير آلياتهم المتطورة باهظة الثمن، مثل دبابات ميركافا والجرافات وناقلات الجند المدرعة من طراز نمر، وتقديم تقرير شبه يومي لعمليات المقاومة وتحديد أرقام تقريبية للقتلي والجرحي والأسرى الإسرائيليين، وبما يعكس مستوى الفشل الذي منيت به القوات الإسرائيلية في اجتياحها البري، لاسيما وأن من بين القتلى جنود وضباط إسرائيليين، بعضهم يتولى قيادة سرايا وفصائل وكتائب وألوية في بعض الأحيان.
تؤثر المشاهد المصورة التي توثق عمليات المقاومة الفلسطينية النوعية في غزة، بالسلب علي حكومة نتنياهو وشركائه في الائتلاف الحاكم، سواء داخليًا، حيث تسبب الإنقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، أو خارجيًا حيث تظهر ضعف القوات الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية والمنظومة الأمنية، وتبث الرعب في الجنود خشية البقاء في غزة، لأن مصيرهم سيكون الموت علي أيدي المقاومة.
وتبث المقاومة أنواعا عدة من الفيديوهات، لكل منها هدفه وتأثيره، والتي تكون في صالح المقاومة، بهدف وقف العملية البرية ووقف العدوان علي غزة، وهي:
أولًا : فيديوهات الأسري لدي المقاومة وهي فيديوهات تصف حالة الأسري لدي المقاومة وبعض منها يظهر أن الأسري يطلبون من ذويهم ومن المجتمع الإسرائيلي ان يقوموا بالضغط علي حكومة نتنياهو بعمل صفقة تبادل أسري تضمن إستبدال الأسري لدي المقاومة بأسري لدي سجون الإحتلال كما حدث في صفقة جلعاد شاليط وتؤثر هذه القيديوهات تأثيرًا كبيرًا جدًا في المجتمع الإسرائيلي مما يضغط علي حكومة نتنياهو بصفقة أسري قبل فوات الأوان و موت الأسري نتيجة القصف,وهناك هدف آخر من بث هذة الفيديوهات وهو أن الأسري لدي المقاومة لا يستطيعون التحمل وهم في تحت الأسر ولم يمر ثمانية أشهر علي أسرهم فماذا بالأسري الذين هم في سجون الإحتلال والذي مر عليهم سنوات عدة في سجون الإحتلال وما زالوا في سجون الإحتلال .
ثانيًا: فيديوهات تنشرها فصائل المقاومة تظهر إستهداف بعض المدن المحتلة برشقات صاروخية، بهدف بث الخوف في الداخل الإسرائيلي، وجعل صافرات الإنذار تدوي في الأماكن المحتلة، ووقف الأعمال اليومية المعتادة في المواقع التي تصل إليها هذه الصواريخ، فضلا عن إظهار عدم كفاءة أسلحة الردع، مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود وغيرها، حيث تظهر بعض الفيديوهات وصول بعض الصواريخ إلي هدفها وتدمير بعض الأهداف الإسرائيلية، فضلا وقوع أخطاء تقنية في منظومة القبة الحديدية، فقد شوهد صاروخ تم إطلاقة من القبة الحديدية وأرتد وضرب في الأراضي الإسرائيلية. كما سببت هذه الرشقات الصاروخية إلحاق ضرر بالغ بمؤسسات الإقتصاد الإسرائيلي وإضعافه، الأمر الذي يتسبب في خسائر فادحة ، اضف إلى ذلك أن إطلاق هذه الصواريخ، حتى من الأماكن التي يعلن الجيش الاسرائيلي أنه قضي على فصائل المقاومة فيها دليل على تماسك المقاومة ووجودها القوي، الأمر الذي يؤثر بالسلب في قرارات الحكومة ويضغط علي المجتمع الإسرائيلي.
ثالثًا: فيديوهات تُظهر تدمير الآليات العسكرية المتوغلة في قطاع غزة، ناقلات جند مصفحة ودبابات ميركافا وجرافات محصنة، يتم إستهدافها مباشرة بقذائف ياسين105- وقذائف تي بي جي المضادة للتحصينات وعبوة شواظ وقذائف الهاون، من المسافة صفر أحيانا، مما يظهر القدرة العسكرية القوية للمقاومة ودقتها في التصويب وإلحاق إضرار جسيمة بالآليات العسكرية الإسرائيلية وعدم قدرة الجيش الإسرائيلي على ردع المقاومة. فاستهداف الآليات العسكرية يضمن للمقاومة قتل أكبر عدد من الجنود وتثبيط هممهم وتقويض دافعيتهم نحو التوغل العميق والإنتشار الواسع في قطاع غزة .
رابعًا :فيديوهات تظهر قنص جنود متمركزين داخل بنايات في قطاع غزة ,وتظهر هذه الفيديوهات القدرة العالية للمقاومة علي تحديد وتحييد الجنود الإسرائيليين, وإسقاط بعضهم قتلي. وتظهر فيديوهات المقاومة قدرة المقاومة على رصد أماكن تمركز الجنود، واختيار الأماكن الملائمة لرصدهم وقنصهم ، مع قدرتهم على توثيق عملية القنص، بهدف بث الرعب في قلوب الجنود، فتواجدهم في قطاع غزة يؤدي الي استهدافهم، وإبلاغ ذويهم أنهم في خطر محدق، مما يؤدي الي الضغط علي حكومة نتنياهو لإيقاف العملية البرية بغزة والتوصل لصفقة تبادل.
خامسًا: فيديوهات تظهر الأسرى الذين ماتوا نتيجة العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، بهدف بث الرعب والهلع والقلق بين أهالي الأسري ليضغطوا علي الحكومة الإسرائيلية، فيقوموا بالمظاهرات للحيلولة دون قتل ذويهم مع الإسراع لعقد صفقة تبادل. تعمل هذه الفيديوهات على رفع نسبة تأييد ودعم الرأي العام في المجتمع الإسرائيلي لصالح صفقة تبادل والموافقة علي شروط المقاومة .
ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من الفيديوهات والصور التي تظهر معاناة سكان قطاع غزة من نقص الغذاء والدواء والمياه والوقود والقصف الوحشي الذي طال أحياء سكنية كاملة، وعلي البيوت والخيام، والمجازر التي تقتل عائلات كاملة، والمنتشرة بشكل كبير علي جميع مواقع التواصل الإجتماعي والقنوات الإخبارية، مما يؤثر في الشعوب العربية والغربية، ويبعث علي إحياء القضية الفلسطينية، وبسبب ذلك هناك تحرك غربي ودعم دولي للاعتراف بدولة فلسطين وبحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .