احتفل المركز المصري للدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم الوطنية يوم 22 ابريل 2021، بذكرى عظيمة على الأمتين العربية والإسلامية بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة، حيث تم عقد ندوة تثقيفية بمدينة العاشر من رمضان لإحياء ذكرى إنتصارات العاشر من رمضان عام 1393 هجرية السادس من أكتوبر 1973، يوم انتصر فيه الصائمون على عدوهم ونجحوا بعزيمة وإصرار في تحرير وطنهم من أيدي الصهاينة المغتصبين.
ولم يقف الصيام حجر عثرة أمام الجنود المقاتلين في ساحة المعركة، بل نجحوا في اقتحام الحصون المنيعة، وارتفعت صيحات الله أكبر على الجبهة بدعم وحماسة بفضل التعبئة التي قامت بها مؤسسات الدولة لتجييش الشعب المصري خلف قواته المسلحة.
وبعد مرور 48 عاماً على الذكرى العطرة، نجد أن المصريين عادوا من جديد ليسطروا ملحمة ثانية، وعبورا جديدا من أجل التنمية، وربط مدن القناة بمدن سيناء أرض الفيروز لتكون انطلاقة قوية نحو التنمية، بعد أن نجحت القوات المسلحة والشرطة المصرية الباسلة في اجتثاث جذور الإرهاب من خلال عملية سيناء 2018.

ولعل تزامن ذكرى إنتصارات العاشر من رمضان مع إحتفالات مصر بأعياد تحرير سيناء وعودة آخر شبر من الأراضي المصرية إلى حضن الوطن، يؤكد أهمية الوقوف خلف أبطالنا من رجال الجيش والشرطة الذين يستعيدون اليوم نفس الروح، في الحرب الشرسة التي تخوضها البلاد على فلول الإرهاب اﻷسود، فيطهرون اﻷرض المقدسة من جهالات التطرف والجهل والعنف، ويحق لكل مصري أن يفخر بجيشه الذى حفظ العهد وقدم الروح والدم للحفاظ على تراب الوطن، كما أننا ندعو الجميع لأن يقدم الغالي والنفيس من أجل النهوض بالوطن، سواء في رمضان أو غير رمضان، لاسيما أن بناء الوطن وتعميره يكون ثوابه مضاعفا حتى ولو كان يتقاضى منه راتبا مقابل عمله.
وقد طالبت مصر العالم بتبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب بحيث لا تقتصر علي مواجهة تنظيم أو بؤرة إرهابية معينة، لكنها استراتيجية تشمل كافة البؤر الإرهابية في مختلف انحاء العالم،

واستندت رؤية مصر في طرحها علي محورية العامل الاقتصادي والتنموي، ومحاربة الفقر العامل المؤثر في تدشين بيئة خصبة لنمو التطرف والعنف الإرهابي، وطالبت من أجل ذلك المجتمع الدولي بالعمل على التعامل مع الإرهاب بأسلوب يتسم بالحسم والشمول، بمعنى ضرورة مواجهة الإرهاب في كل صوره، والعمل على قطع خطوطه للإمداد والتمويل، وعدم الاقتصار على مواجهة تنظيمٍ دون آخر، مع أولوية مواجهة الإرهاب في الداخل وعلى حدودنا، ورفض فكرة مشاركة تنظيمات يراها البعض تمثل الإسلام المعتدل في الحكم.
استطاعت القوات المسلحة المصرية أن تحقق إنجازات ضخمة على الأرض في حربها على الإرهاب، في الوقت الذي يتم فيه الاستعداد للتنمية الشاملة في سيناء بعد تطهيرها من دنس الإرهاب، وهي رسالة للجميع أن لمصر جيش يحميها ويدافع عنها ولديه القدرة والجاهزية والاحترافية في تنفيذ المهام ويستطيع أن يجابه بشجاعة وكفاءة أي تهديدات، فمصر ماضية في مشروعها الذى يستهدف الأمن والأمان والخير والرخاء للمصريين وتحقيق تطلعاتهم في وطن عظيم، وإننا قادرون شعباً وجيشاً وشرطة على حماية هذه الأرض المقدسة التي تشكل لنا مصدراً للعزة والفخر.
إن الأطماع في سيناء لم تنته، وأن التهديدات وإن تغيرت طبيعتها فإن خطورتها لم تقل، جيث نواجه منذ سنوات، هجمات شرسة من تنظيمات إرهابية مدعومة وممولة من دول وجهات منظمة.. شبكة كبيرة من التنظيمات الإرهابية استطاعت في السنوات الأخيرة، استغلال حالة الفوضى السياسية التي ضربت المنطقة، لتحتل أراضٍ واسعة في دول شقيقة.
