سمح الجيش الإسرائيلى لمراسل للقناةالتلفزيونيةالناطقة بالفارسية ” إيران انترناشيونال”،المعروفة بالمعارضة للنظام الإيراني، بدخول موقع المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ، والمعروفة بالقبة الحديدية،والتصوير فيهوإجراء حوار باللغة العبريةمع الجنود والقادة الإسرائيليين العاملين بها[1].وقدأضاف هذا الحدث غير المسبوق،ورقة أخرى فى ملف الرسائل المتبادلة والمستمرة  بين تل أبيب وطهران، فى الحرب  المستمرة  والدائرة بينهما خلف الكواليس، كما وصفها رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى السابق “مائير بن شبات”خلال حواره مع صحيفة جلوبس العبرية فى شهر يونيو الماضى[2].

لقاء تلفزيونى فى مواقع عسكرية إسرائيلية

وقد جاءهذا اللقاء التلفزيونى على خلفيةعدة أحداث، أبرزها محاولات العودة للاتفاق النووى بين إيران والدول الغربية  الكبرى، والجهود الإسرائيلية الحثيثة لمنعه أو على الأقل عرقلته مرحليًا،لذلك اعتُبر وصف قائد القبة الحديدية، الذى عرف نفسه بـ “آساف”، جزءًا واحدًا  فقط من منظومة الدفاع الإسرائيلية المتكاملة، التى تشمل أربع منظومات أخرى مختلفة، تتولى الدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ والقذائف، لذلك  لن يقلقها حزب الله ، وحماس أو إيران.

اعتُبر التصريح رسالة مباشرة لإيران[3]،وردًا على تصريحات الجنرال “مهدى براحى” نائب وزير الدفاع الإيرانى، بأن “طهران” جهزت عشرات المدن بمنظومات دفاعيةإيرانية، بلغ عددها إحدى وخمسين مدينة وقطاعات آهله بالسكان، تعمل على مدار الساعة لمواجهة احتمالات هجوم الدول الأجنبية وإحباطها، ولم يُسمِ دولًا بعينها، غير أنه عندما أشار إلى أن أساليب الحربالتقليدية قد تغيرت وأصبحت أكثر تعقيدًا، وإلى ظهورأنواع أخرى من الحروب الباردة كالهجمات الالكترونية، والبيولوجية والإشعاعية، قد اتهم كل من  إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ عدة هجمات إلكترونية ضدها فى السنوات الأخيرة، أضرتبمنشآتها النوويةوبنيتها التحتية.

ولم تبدِ إسرائيل اهتمامًا بهذه التصريحات كما لم تنكرها، وآخر هذه الأحداث البارزة كان احتجاز إيران اثنين من المراكبالمسيرة بدون ربان(الروبوتات المائية)، يتبعان الأسطول البحرى الأمريكى، ثم تركهما سريعًا مع اقتراب سفينتين حربيتين أمريكيتين من السفن الإيرانية، وإعلان وسائل الإعلام الأمريكية عن فشل محاولة الحرس الثورى الإيرانى، السيطرة على مركب (روبوت مائى) آخر فى الخليج العربى[4].

تدريب على زيادة مساحة العمل العسكرى فى المنطقة

نشر الجيش الإسرائيلى فى شهر يونيو الماضىفيلمًا توثيقيًاللغواصة “إيخاى تكوما” التى رست فى قاعدة القوات البحرية الإسرائيلي فى  ميناء إيلات بعد عودتها من مناورة عسكريةفى البحر الأحمر، بصحبة السفن حاملة للصواريخ  من طراز سَعَر 5 ، سَعَر 4، فى إطار المناورة طويلة المدى “عربات النار”التى استمرت شهرًا كاملًا، كجزء من الاستعدادات لحرب على جبهات متعددة بعيدة أو قريبة.

وقد أعلن قائد القوات البحرية العميد “دافيد سلومو”، الذى أكد أن قوات البحرية الإسرائيلية تتدرب فى الأساس على زيادة مساحة العمل فى المنطقة، عن طريق محاكاة أحداث مختلفة بهدف تنفيذ مهمات عليا كتحرير القطع البحرية فى البحر الأحمر،وزيادة القدارت التنفيذية للقوات وتوسيع مجالات عملها، كما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أن العشرات من الطائرات الحربية نفذت تدريبًا جويًا فوق سماء البحر الأحمر، يشمل محاكاة لمواجهةالطائرات طويلة المدى، والهجوم فى العمق، ولكنه لم يُشر صراحة أن التدريب يستهدف الهجوم على إيران[5]، رغم أن هناك إشارات أن الرسالة مقصود بها إيران دون غيرها؛ منهاتزامن نشر هذا الفيديو الوثائقى وهذه التصريحاتمع الرسالة التى نشرها البيت الأبيض فى نهاية مقابلة مستشار الأمن القومى الأمريكى  “جيك سوليفان” مع نظيره الإسرائيلى”أيال خولتا”، والتى ذُكر فيها أن ممثلى الجانبين التزما بتنسيق الجهود فيما بينهما لمنع إيران من انتاج سلاح نووى وتطويره، وردعها عن الاستمرار فى نشاطاتها العدوانية فى المنطقة، وذلك بالتزامن مع مفاوضات العودة لاتفاق النووى.

الهجمات الأخيرة الإسرائيلية على سوريا، رسالة لإيران

نشرت شركة “ImageSat International”(ايمدج سات انترناشيونال للأقمار الصناعية)[6]،تقريرًا استخباراتيًا يضُم صورًا  للهجوم الإسرائيلي على سوريا فى بداية شهر سبتمبر، كشفت فيه عن أن مهبط الطائرات فى مدينة”حلب”، عاد للعمل بكفاءة، كما أظهر أنه لم يُعَد لإيقافه مرة أخرى لوقت طويل؛ ولكن لمنع هبوط طائرة إيرانية؛ ما يعنى أن إسرائيل أعدت ذلك الهجوم خصيصًالتمرير رسالة إلى طهران، وأن روسيا طلبت من الميليشات الإيرانية،التراجع من جهة الغرب حتى محافظة حماة ، بالقرب من المواقع العسكرية فى وسط البلاد وغربها، بسبب تزايد  الهجمات الإسرائيلية[7].

الإعلان عن التعاون العسكرى الأمريكى الإسرائيلى فى المنطقة

نشر الجيش الإسرائيلىفى شهر أكتوبر عام 2021، صورًا غير مسبوقة  لطائرات حربية أمريكية من طرازF-15، تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية،تصاحب قاذفة الطائرت الأمريكية من طراز B-1b، خلال عبورها المجال الجوى الإسرائيلى فى اتجاه الخليج العربى،ضمن التعاون العملياتى مع القوات الأمريكية فى المنطقة، وهو ما يبدو أنه جزء من التعهد الأمريكى لإسرائيل بممارسة ضغوط على إيران ، خاصة بعد إدراكها أن إيران تُماطل فى توقيع الاتفاق النووى،وتستهلك الوقت بينما هى مستمرةفى التقدم نحو المشروع النووى وتطويره، وأنها ستكون جاهزة لتوقيع عقوبات على إيران حقيقية وعملية[8].

أخيرًا

يبدو أن العالم اتفقضمنيًا، أن طريق الدبلوماسية وإن طال، ورغم العراقيل التى تعترضه، هو أنسب طريق للتعامل مع إيران وكبح جماحها، لذلك اعتمدت إسرائيل أسلوب الرسائل مباشرة كانت أم غير مباشرة، والتى تحتوى نفس المضمون تقريبًا؛ وهو أنها ستظل تعمل ضد إيران، وستبقى على نفس المسافة منها،ولن تضع أسلحتها فى كل الأحوال،حتى وإن كانت مسودة الاتفاق النووى مع الدول الغربية على طاولة المفاوضات، والتوقيع عليه أصبح وشيكًا.

[1]) מסרלטהרן: צה”ל אישר לערוץ אופוזיציה איראני לצלם בבסיס כיפת ברזל https://www.ynet.co.il/news/article/hyioigwgo,cited in,3,9,2022,8pm

[2]) מאיר בן שבת ישב בכל הפורומים הכי רגישים, ויש לו תאוריה מה יגרום לאיראן לוותר על הגרעין, https://www.globes.co.il, cited in 6-9-2022,10pm

[3]) מסרלטהרן,שם .

[4]) מסרלטהרן: צה”לאישרלערוץאופוזיציהאיראנילצלםבבסיסכיפתברזל,שם.

[5](מסרלאיראן: צה”ל פרסם תיעוד של צוללת וספינות טילים בים האדום,https://www.ynet.co.il/news/article/b1b00tz8oq,cited in,10-sep-2022,11pm.

 

 

[6]) ISI،  شركة رائدة عالميًا فى مجال حلول الاستخبارات الفضائية. عملت لأكثر  من 20 عامًا كشريك موثوق به لبعض منظمات الدفاع والاستخبارات فى العالم،لتوفير مُهمات عالية الجودة مصممة خصيصًا للتعامل مع احتياجاتهم وتحدياتهم الاستخباراتية الأكثر إستراتيجية وحساسية.https://www.imagesatintl.com,cited in 10- sep-2022,11p.m./

[7]) דוח מודיעיני: התקיפה האחרונה בסוריה נועדה להעביר מסר לאיראן,

https://news.walla.co.il/item/3527929,cited in 11-9-2022 10p.m.

[8]) מסרלאיראן: צה”לפרסםתמונותשלמפציץאמריקניבשמיישראל,

https://www.israelhayom.co.il/military-life/article/5382490 , cited in 11- 9-2022,10pm.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version