أصبحت البيتكوين Bitcoin (أكبر عملة رقمية)، العملة اللامركزية، من أهم الأصول المالية وأكثرها حديثاً في العالم منذ إطلاقها في عام 2009م، حيث تبلغ قيمتها حوالي 2 تريليون دولار. ويرى عدد من خبراء الاقتصاد أن هذه ظاهرة مثيرة للاهتمام، ولا تنطوي على التكنولوجيا فحسب، بل تشمل أيضا الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية. ويُشار إلى حاملي البيتكوين بمصطلحات مثل الليبرتاريين Libertarians، والرأسماليين الأناركيينAnarcho-Capitalists.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة Truth Social إن الاحتياطي الأمريكي للعملات الرقمية من شأنه أن يرفع من قيمة الصناعة الحيوية بعد سنوات من الهجمات الفاسدة التي شنتها إدارة بايدن، وأنه وجه أمر تنفيذي بشأن الأصول الرقمية للمضي قدمًا في إنشاء احتياطي استراتيجي للعملات الرقمية، لتصبح الولايات المتحدة عاصمة العملات الرقمية في العالم، وهذا جزء من خطته الاقتصادية.
وفي ضوء ما اعلنه ترامب بدأت العملات الرقمية في الارتفاع، فقفزت عملة البيتكوين بنسبة 5% وارتفعت مرة أخرى فوق مستوى 90 ألف دولار، وارتفعت قيمة عملة الإيثريوم بنحو 10%، كما تعززت قيمة عملة الريبل بنفس المعدل
البتكوين في إسرائيل
تُعتبر العملات الرقمية موضوعًا مهمًا في إسرائيل، ولها أسماء متعددة، حيث تسعى السلطات الإسرائيلية إلى تحقيق توازن بين الابتكار المالي وضمان الاستقرار الاقتصادي السنوي والعام.
ونجد على مستوى الأفراد في إسرائيل ومن خلال استطلاعات الرأي أن مستثمري العملات المشفرة هم الأصغر سنًا بين أوساط الشباب، وليس لديهم توجهات سياسية، وهذا يعني أنهم لا يريدون دخول الحكومة ولا تدخلها. وقد قدمت دراسات اقتصادية تحليلاتها عن العائد المتوقع للعملات المشفرة بنسبة 22% سنويًا في المتوسط، مقارنة بعائد يبلغ حوالي 7% للمستثمرين في عملات أخرى.
وعلى مستوى القطاع الخاص، بدأت الشركات الإسرائيلية في استكشاف تطبيقات تقنية البلوكتشين Blockchain لتعزيز الكفاءة وتطوير عملتها الرقمية الخاصة، ويُعتقد أن هذه التقنية يمكن أن تقلل من الاحتيال والفساد، مما يجعلها جذابة لكل من السياسيين والشركات.
من هنا يعمل بنك إسرائيل على استكشاف إمكانية إصدار عملة رقمية للبنك المركزي CBDC تُعرف بالشيكل الرقمي (שקל דיגיטלי) ( Digital Shekel)؛ ولذلك لعدة أسباب منها:
(1) مواكبة التطورات العالمية: فهناك العديد من البنوك المركزية في كثير من الدول، مثل البنك المركزي الأوروبي تهتم باصدار عملات رقمية لضمان تحديث نظام المدفوعات المحلي وتعزيز الابتكار المالي.
(2) مواجهة انتشار العملات الرقمية: يمكن لإصدار الشيكل الرقمي أن يحافظ على استقرار النظام المالي ويضمن سيطرة السلطات المصرفية على السياسة النقدية.
(3) تقليل الاعتماد على النقد: تماشيا مع التوجه العالمي بتقليل استخدام النقد المباشر، من هنا يمكن أن يوفر الشيكل الرقمي بديلًا آمنا وفعالًا.
(4) تعزيز نظام المدفوعات: يدعم اصدار عملة رقمية تعزيز نظام المدفوعات.
ويواجه الاقتصاد الإسرائيلي تحديات تتعلق بالعملات الرقمية، بما في ذلك المخاوف من استخدامها في أنشطة غير قانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ويُعتبر هذا تهديدًا مباشرًا لاقتصادها بشكل خاص والاقتصاد العالمي بشكل عام، حيث تعمل هذه العملات خارج نطاق البنوك المركزية، وتُستخدم في مضاربات تقودها جماعات منظمة، ففي فبراير 2023، نشر بنك إسرائيل وثيقة لمراجعة الجمهور تحدد المبادئ المقترحة لتنظيم نشاط “العملات الرقمية المستقرة”. هدفت هذه المبادئ إلى الحفاظ على الاستقرار المالي وإدارة السياسة النقدية وتنظيم أنظمة الدفع، مع مراعاة المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الأصول الرقمية.
ويحاول الخبراء في إسرائيل وضع سياسات مختلفة لمواجهة الممارسات غير المشروعة في مجال العملات الرقمية، خاصة السرقة، في ضوء أكبر سرقة للعملات الرقمية، حيث تمت سرقة 400 ألف عملة إيثريوم، بقيمة تبلغ 1.5 مليار دولار، في 21 فبراير2025 من بورصة Bybit للعملات الرقمية، التى تتخذ من دبي مقرا لها، ولاشك أنهم وضعوا الكثير من الاحتمالات نصب أعينهم لتفادي أو تقليل المخاطر.
ختامًا: تسعى إسرائيل إلى الاستفادة من فوائد الابتكار في مجال العملات الرقمية مع اتخاذ تدابير تنظيمية مناسبة للحد من المخاطر المحتملة، بهدف تعزيز الاقتصاد الرقمي وضمان استقراره.