تمر ذكرى الخامس من يونيو 1967م؛ لنتذكر كيف حول آباءنا محنة الهزيمة إلى منحة للشعب المصرى بنصر أكتوبر العظيم ٧٣ وملحمة العبور وهزيمة الجيش الإسرائيلي وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، ومع تدمير خط بارليف الحصين الذي قيل إنه لا يُدمر إلا بقنبلة نووية، وقد تم تدميره بأيدي رجال الجيش المصري بفكرة من المهندس “باقي يوسف” من سلاح المهندسين (اللواء أ/ح باقي يوسف) بفكرة استخدام طلمبات المياه، وهذا أذهل العالم حتى اليوم بقوة وعقلية المقاتل المصري؛ نتذكر هزيمة ٥ يونية ٦٧؛ لنؤكد لأبناءنا أن آباءهم وأجدادهم صبروا وصابروا ورابطوا لإستعادة الكرامة والشرف لمصر والأمة العربية، ونؤكد لهم أن أشقائهم فى الجيش والشرطة المصرية يواصلون جهادهم للحفاظ على تراب الوطن.

كانت الهزيمة رمزًا الانكسار حيث نتج عنها احتلال سيناء، وتحمل الزعيم جمال عبد الناصر نتيجة الهزيمة، وتمت محاسبة بعض القيادات المقصرة لأن الجيش، المصري العظيم لم يختبر ولم يحارب، وكانت الهزيمة بداية لنصر أكتوبر، حيث تم إعادة تأهيل كل الأسلحة، وبعد أيام من الهزيمة وتحديداً في ٢١ أكتوبر٦٧، قام رجال الصاعقة البحرية المصرية بعملية عسكرية صعبة، هي عملية “تفجير ميناء إيلات” وأكبر مدمرة بحرية لإسرائيل وتدمير عدة قطع بحرية أخرى وأشعلت النيران في كل المعدات التى كانت على سطح هذه القطع.
وقد عادت المجموعة القتالية إلى مصر عبر الأردن من خلال عملية ناجحة نفذتها الضفادع البشرية المصرية بمجموعة مكونة من ضباط وجنود وضباط صف بحرية، ولم يستشهد سوى بطل مصري واحد برتبة رقيب بحري، ولذلك تعد تلك العملية التي أظهرت تفوق وتصميم وقوة الجيش المصري، مُعبرةً عن صورة جديدة وواقعية شاهدها الشعب المصري، وهي أن الضباط وقادة العملية كانوا في المقدمة تصميماً على النصر.

وفى نهاية عام ١٩٦٩ تأكدت معلومات لدى أجهزة المخابرات المصرية، أن إسرائيل تريد التنقيب عن النفط في سيناء المحتلة منذ ٦٧ وخليج السويس؛ وذلك بغرض الاستفادة بالبترول وإظهار انكسار مصر أمام العالم، وهي محاولة رخيصة من الإسرائيليين لتحطيم الروح المعنوية للشعب المصري وتدمير أملهم في تحرير الأرض المغتصبة … فقاموا بتنفيذ مخطط لإذلال مصر، وقرروا استخراج البترول من خليج السويس أمام أعين المصريين وذلك في محاولة لإجبار مصر على قبول أحد الأمرين:
إما أن تقوم إسرائيل باستنزاف البترول المصري، وإما أن يرفض المصريون ذلك ويهاجموا الحقول المصرية التي تستغلها إسرائيل، وهو ما كانت إسرائيل تنتظره لتتخذه كذريعة لضرب حقل (مرجان) حقل البترول الوحيد الباقي في يد مصر لتحرم الجيش المصري من إمدادات البترول، وهو ما دفع الزعيم الراحل “جمال عبد الناصر” لأن يصدر تعليماته لرجال المخابرات المصرية بضرورة تدمير هذا الحفار الذي أطلق عليه (كينتنج ١)، وهو بدعم أمريكي بريطاني وتديره شركة إينى الإيطالية، وكان خط سيره من المحيط الأطلنطي ثم أفريقيا، حيث يتوقف لتزويده بالوقود بإحدى الدول، ثم يتوجه للخليج حيث سيناء المحتلة حينها، ليتم التنقيب عن البترول المصري، وبدا من الواضح أن هناك خطة إسرائيلية لاستدراج مصر إما إلى مواجهة عسكرية لم تستعد لها جيدا أو الرضوخ وقبول الأمر الواقع.
