أعلن عضو حزب الليكود آفي ديختر، مطلع الشهر الجاري، إنه سوف يترشح لرئاسة الحزب الأكبر في إسرائيل، والذي يترأسه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ورئيس المعارضة الحالي في الكنيست.
وقال ديختر حول ترشحه “أنوي الترشح لقيادة حزب الليكود ورئاسة الحكومة، وعندما تكون هناك انتخابات تمهيدية في الليكود سأخوضها، وإذا واجهت نتنياهو سأكون أكثر ملاءمة منه لقيادة الحزب”.
السيرة الذاتية لعضو الكنيست آفي ديختر
أفرهام (آفي) موشيه ديختر، هو عضو حزب الليكود والكنيست الإسرائيلي، ولد ديختر في الرابع عشر من ديسمبر عام 1952 في مدينة عسقلان لأبوين من أوروبا.
التحق ديختر بالجيش الإسرائيلي في عام 1971، وعمل في فرقة سيرت ميتكال، وهي فرقة النخبة بالجيش الإسرائيلي والتي تتبع هيئة الأركان العامة الإسرائيلية مباشرة، حيث إنضم لفريق المقاتلين فيها، وبعد ذلك أنضم ديختر لسلاح المظلات وتولى قيادة فصيلة به، وشارك في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة الجنوبية لإسرائيل مع مصر كجندي في مراكز القيادة الإسرائيلية، وخرج من الخدمة العسكرية في الجيش في عام 1974.
آفي ديختر في جهاز الشاباك
التحق ديختر بجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بعد خروجه من الخدمة العسكرية عام 1974، وألتحق بالعمل في شركة الطيران الإسرائيلية العال، وتعلم اللغة العربية في الأولبان، وأنهى تدريب لمنسقي الإستخبارات.
تركز عمل ديختر في الشاباك في المنطقة الجنوبية من إسرائيل، وعمل كمنسق في الشمال وفي وسط قطاع غزة.
تم تعينه عام 1980 كمنسق بالجهاز لمنطقة فرعية، وعُين عام 1986 رئيس لواء في المنطقة الجنوبية.
وفي عام 1990 تم تعينه رئيسًا لقسم التدريب في الشئون العربية، وتولى ديختر رئاسة المنطقة الجنوبية بالجهاز في عام 1992، وهي الفترة التي تم فيها إغتيال المناضل الفلسطيني يحيي عياش.
وتم تعينه في عام 1996 رئيسًا لجهاز الأمن بالشاباك في أعقاب أغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين، وفي عام 1999 عُين نائبًا لرئيس الشاباك.
وتولى ديختر منصب رئيس جهاز الشاباك في عام 2000 وأستمر في منصبه حتى عام 2005 عندما خرج من الخدمة في الجهاز بموجب قانون الخدمة في الشاباك.
وبعد خروجه من الخدمة سافر ديختر إلي الولايات المتحدة الأمريكية لمدة ثلاثة أشهر، وعمل باحثًا في معهد بروكنيجز في واشنطن، وألقى هناك العديد من المحاضرات حول السياسة والأمن ومكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.
وكان قد حصل ديختر أثناء فترة خدمته في الشاباك على درجة البكالوريوس في علم الجريمة وعلم النفس من جامعة بار إيلان عام 1986، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة تل أبيب عام 1999.
حياته السياسية
التحق ديختر بالعمل السياسي بعد خروجه من الخدمة في جهاز الشاباك، وأعلن في أواخر عام 2005 إنضمامه لحزب كاديما بقيادة أرييل شارون، وخاض انتخابات الكنيست الإسرائيلي السابعة عشر في عام 2006، وتم تعينه وزيرًا للأمن الداخلي في حكومة إيهود أولمرت، وأعلن ديختر إستقالته من حزب كاديما في أغسطس 2012.
عمله في حزب الليكود
خاض ديختر الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود للمرة الأولى قبل انتخابات الكنيست التاسعة عشر عام 2013، وحل في المرتبة الـ 59 في قائمة الليكود ـ يسرائيل بيتنُا، ولم يتم انتخابه في الكنيست.
وعاد ديختر لخوض الانتخابات التمهيدية للحزب للمرة الثانية قبل انتخابات الكنيست العشرين عام 2015 وحل في المرتبة الـ 26 من قائمة الحزب للكنيست، وتم انتخابه للكنيست عندما حصد الليكود 30 مقعدًا في انتخابات الكنيست، وتم تعيين ديختر رئيسًا للجنة الدفاع والشئون الخارجية بالكنيست في مايو 2016، كما تولى منصب رئيس اللجنة الفرعية لشئون الاستخبارات والأجهزة السرية بالكنيست.
وخاض ديختر الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود للمرة الثالثة قبل انتخابات الكنيست الحادية والعشرين 2019، وحل في المرتبة الحادية عشر لقائمة الحزب في الكنيست وتولى منصب رئيس لجنة الدفاع والشئون الخارجية مجددًا.
وبعد انتخابات الكنيست الثانية والعشرين 2019، تم تعيين ديختر في منصب نائب وزير الدفاع بني غانتس. وفي انتخابات الكنيست الثالثة وعشرين 2020، تم تعيين ديختر في منصب رئيس الجنة الخاصة للرقابة على صندوق إدارة الدولة من الضرائب على أرباح الغاز والنفط.
هل يستطيع ديختر منافسة نتنياهو على رئاسة الليكود؟
لا شك أن إقصاء نتنياهو من رئاسة حزب الليكود ليس بالأمر السهل بعد سنوات طويلة من رئاسته للحزب، ورغم محاولة العديد من أعضاء الحزب منافسته خلال السنوات الماضية، لم يفلح أي شخص في إسقاط عرش نتنياهو وتولي رئاسة الحزب، لكن هذه المرة قد تختلف عما سبق، نظرًا للهزيمة التي تعرض لها نتنياهو في المنافسة على الأستمرار في منصب رئاسة الوزراء الذي شغله في خمس حكومات سابقة، إضافة إلي قضايا الرشوة والفساد المتهم بها.
وأعلن آفي ديختر عضو حزب الليكود مؤخرًا إنه سيترشح لرئاسة الحزب، بهذا ينضم ديختر لمجموعة من قيادات حزب الليكود سينافسون نتنياهو على رئاسة الحزب في الفترة المقبلة وعلى رأسهم عضو الحزب نير بركات، ميري ريغيف، يولي إدلشتاين، يسرائيل كاتس، وتساحي هنغبي.
ونشر موقع سيروجيم العبري إستطلاعًا للرأي كان من ضمن نتائجه الإجابة على سؤال من الذي سيحل محل نتنياهو على رأس حزب الليكود إذا ما أُجريت الانتخابات التمهيدية في الحزب الآن، وجاءات النتائج كالتالي، نير بركات بنسبة 31%، ميري ريغيف 12%، آفي ديختر 9%، يولي إدلشتاين 6%، يسرائيل كاتس 5%، وتساحي هنغبي 3%.
وقد تكون الفرصة مواتية لآفي ديختر في الفوز برئاسة الحزب وإقصاء نتنياهو منها، وهناك العديد من الأسباب التي تدعم ديختر في منافسة نتنياهو، ومنها:
_ الخلفية العسكرية والأمنية لديختر، بسبب خدمته في الجيش من جهة، وخدمة الطويلة في الشاباك من جهة أخرى، لذلك هو على دراية تامة بالملفات العسكرية والأمنية الإسرائيلية.
_ الخلفية السياسية لديختر، حيث خاض العمل السياسي منذ عام 2005 وحتى الآن، وقضى جزء كبير من هذه الفترة في حزب الليكود.
_ موقفه من الفلسطينيين، فيعتبر ديختر من الشخصيات المعارضة للفلسطينين بشدة، وهذا هو الخط السياسي الذي سار عليه حزب الليكود لسنوات طويلة، وكان لديختر تاريخًا طويلًا في التعامل مع الفلسطينيين خلال السنوات الطويلة التي قضاها في جهاز الشاباك، إضافة إلي العديد من القرارات ومشاريع القوانين التي ساهم فيها ديختر خلال سنوات عمله الطويلة في الكنيست.
_ يعتبر ديختر من الشخصيات المعارضة بشدة للملف النووي الإيراني وله العديد من المواقف في هذا الإطار، كان آخرها إنتقاده لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بعد مقابلته مع الرئيس الأمريكي جو بايدين، حيث إعتبر أن لقاء بينيت ـ بايدين لا يدعم موقف إسرائيل من الملف النووي الإيراني، وقال ديختر في هذا الشأن، “إن وجود سلاح نووي في أيدي إيران هو تهديد وجودي للبلاد، لذلك من المهم أن تكون إسرائيل مستقلة وأن تمتلك قدرات عسكرية حتى يتضح لإيران أن إمتلاكها الأسلحة النووية أمر غير مقبول بالنسبة لإسرائيل”.
ورغم فرص ديختر في المنافسة على رئاسة حزب الليكود، لكن هذه المهمة لن تكون سهلة، نظرًا للمنافسة الشديدة على رئاسة الحزب بين نتنياهو نفسه والعديد من الأعضاء الآخرين وعلى رأسهم عضو الحزب نير بركات.
الخلاصة:
سيشهد حزب الليكود منافسة شرسة على منصب رئيس الحزب في الانتخابات التمهيدية المقبلة، وستشتعل المنافسة بين رئيس الحزب الحالي بنيامين نتنياهو وأعضاء الحزب الذين يعتزمون الترشح ضده وعلى رأسهم آفي ديختر الذي أعلن منافسته نتنياهو على رئاسة الحزب في الانتخابات القادمة وقد تكون الفرصة مواتية له في تحقيق ذلك نظرًا لما يتمتع به من قدرات تؤهله لقيادة الحزب.