جرت العادة في ذكرى الاحتفالات بانتصارات أكتوبر المجيدة أن يطل علينا افيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي  بتغريدته المعهودة التي تتمحور سنويًا حول ترويج أكذوبة “انتصار الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر” ؛ وذلك باتخاذ تكنيك التكرار لمحاولة تشكيك الأجيال من الشباب المصري والعربي التي لم تعاصر الحرب بالانتصار العظيم إلا أنه على النقيض فقد أصابت تغريدات افيخاي بالملل  في حين تتعمد الصفحات الرسمية الأخرى التابعة للدبلوماسية العامة الإسرائيلية تكرار التوسلات والتطمينات التي تصدرها الدبلوماسية الرقمية على شبكات التواصل الاجتماعي والتي تتمحور تارة حول تحسين صورة إسرائيل والاستشهاد بالتعاون الاقتصادي والعلاقات الجيدة بين البلدين وتارة أخرى تسعى بشتى الطرق لتوصيل رسالة للأجيال الشابة مفادها “انسوا الحرب”، ليختتمها ادرعي هذا العام  بمناسبة مرور 48 عامًا على انتصارات أكتوبر بعبارة الحرب ” تنذكر ولا تنعاد”، وهنا نستعرض رد الرئيس الراحل محمد أنور السادات على تلك الأكاذيب والتي تتداخل نصيًا مع ماقاله الأديب الإسرائيلي الراحل “عاموس عوز” في المحاور التالية:

رد السادات “بطل الحرب والسلام”

في العنوان السابق نتوقف قبل الخوض في رد السادات على ماروجته إسرائيل من أكاذيب حول الانتصار في حرب أكتوبر على تعمد الدبلوماسية الرقمية الإسرائيلية اخفاء جزء من لقب السادات الشهير ليقتصر فقط على ذكر رجل السلام فهذا التعمد الواضح بإخفاءبطل الحرب يؤكد بما لايدع مجالا للشك على تذ وقهم مرارة الهزيمة في الحرب التي أجبرتهم على التوجه نحو السلام والتي لولا الحرب ماخضعت إسرائيل، وبالعودة إلى حديث سابق حول رد السادات بنفسه إعلاميا على ادعاءات إسرائيل على حقيقة انتصار إسرائيل في الحرب فقد قال السادات نصًا”انظروا إلى ما حدث في إسرائيل وسترون الإجابة”(1)

الرئيس الراحل محمد انور السادات – أرشيفية

وشهد شاهد  من أهلها :

وبعد عقود من رد السادات إعلاميًا على أكاذيب إسرائيل فقد شهد شاهد من أهلها وهو الأديب الراحل عاموس عوز، حيث أكد على ما قاله السادات أثناء مؤتمر “الجيش والمجتمع الإسرائيلي” منذ سنوات  ليحسم الجدل  ويرد على أكاذيب افيخاي وصفحات الدبلوماسية العامة الإسرائيلية بالقول نصًا “أريد أن أذكر أنه منذ حرب الأيام الستة لم ننتصر في حرب واحدة. في الحرب من يحقق أهدافه ينتصر. في حرب يوم الغفران حقق السادات هدفه، لم ننتصر ولم نتمكن من الانتصار ، نحن لم يكن هناك هدف يمكن تحقيقه بالقوة. لهذا السبب لم ننتصر، ليس لأن القادة الكبار ليسوا جيدين ، ولكن لأنه لا يمكن تحقيق أي من أهداف دولة إسرائيل والمشروع الصهيوني بالقوة (2).

منع الرقابة للإنذار بالحرب:

وفي شاهد آخر نقف فيه على فشل الرقابة العسكرية في الحرب، قمنا بتحليل المضمون الإعلامي للصحف العبرية الصادرة قبيل اندلاع الحرب بأيام ، لنكشف للأجيال القادمة  كيف خدمت الرقابة العسكرية الإسرائيلية على خطة خدعة الخداع الاستراتيجي للجيش المصري من خلال تعمد إخفاء الحقائق عن استعدادات الجيش المصري فعليًا للحرب لاسترداد الأرض في معركة الكرامة.

 وهنا نتخذ من صحيفة”معاريف” التي تنتمي وقتها إلى تيار اليمين المتشدد نموذجًا والتي كانت تصدر آنذاك مساء، حيث حذر محرر الشؤون العسكرية بالصحيفة يعقوب إيريز في تقرير حذفت الرقابة العسكرية معظم محتواه من اندلاع الحرب ويقول إيريز إنه في نهاية سبتمبر 1973 ، قبل أيام قليلة من اندلاع حرب يوم الغفران ، تلقى معلومات من مصادر مختلفة حول الوضع المتدهور بسرعة في قطاع سيناء. يتذكر إيريز بأنه قد وصل إلى القناة وكان خط طيران منتظم ينقل أفراد الجيش الإسرائيلي وضيوفه من وسط البلاد إلى قاعدة سلاح الجو في رفيديم/بير الجفجافة .

وخلال الرحلة أجرى المحرر العسكري مقابلة مع المقدم “يوم طوف تامير” قائد الكتيبة المدرعة التاسعة التي انتشر جنودها في القطاع الشمالي لخط بارليف على ضفاف قناة السويس. قال إيريز: “أخبرني عن الميزة الحربية على الجانب المصري.. هناك في قناة السويس، توقع تقدم القوات المصرية وأجرى مقابلات مع العديد من كبار الضباط  الذين أدركوا إمكانية غزو مصري وشيك. فقد تكثفت عمليات التحصين للمصريين على الضفة الغربية لقناة السويس في الأيام الأخيرة ، واشتملت  العديد من الأدوات الميكانيكية ووحدات الجيش الكبيرة العاملة في التحصين، وبالتالي يمكن رؤية الجانب المصري من القناة في زيادة تحركات المركبات المصرية. كما هو متوقع ، تم تقليص الحقائق الحيوية من مقال إيريز بالكامل من قبل الرقابة العسكرية. اختارت ترك الجملة التي أنهت المقال ، وهي جملة تم الكشف عنها بعد أقل من 24 ساعة على أنها جملة بائسة: “قوات الجيش الإسرائيلي تتابع بيقظة ما يجري على الجانب المصري ، وقد تم اتخاذ كل خطوة لمنع المصريين من القيام بالمفاجأة.

أرشيفية

في الواقع ، لم يواجه إيريز معارضة خارجية فقط – من جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي – ولكن أيضًا معارضة داخلية من الصحيفة، معترفًا في مذكراته من استبعاد ورفض الرقابة أربع معلومات على الأقل كان يرغب في نقلها في الأسبوع الذي سبق 6 أكتوبر 1973(3).

 ففي خضم تحليل المضون لنص صحيفة معاريف قبيل ساعات من الحرب استوققنا الإخراج الصحفي للصفحة الرئيسية لصحيفة معاريف، حيث نشر خبر الإنذار في وسط الصحيفة وليس كعنوان رئيسي ومنشيت؛ ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك كيف نجح الرئيس السادات ورجال المخابرات المصرية في تلقين الاستخبارات الإسرائيلية درسًا لن تنساه،  وتجدر الإشارة إلى ان الهزائم الإسرائيلية لاتزال تتكرر بنفس الأسلوب الذي يعتمد على الغطرسة والتقليل من قدرات الآخر رغم حقيقة المعلومات، لينتهي الحال بفقدان قوة الردع الإسرائيلية.

الهوامش:

(1) بماذا أجاب السادات على من سأله: هل انتصرت في حرب أكتوبر؟

https://al-ain.com/article/egypt-sinai-israel-october      2017/10/7

(2)”הבית צריך להתחלק לשתי משפחות לא מאושרות”

https://www.mako.co.il/culture-books-and-theatre/Article-82f9f7d58754b41006.htm

| פורסם 01/02/15

(3) הצנזורה מנעה התרעה ב-1973 – News1 מחלקה ראשונה

https://m.news1.co.il/Archive/0024-D-143941-00.html

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version