كل خمس سنوات يبدأ الجيش الإسرائيلي برنامج جديد لرفع كفاءته في ساحة المعركة, وبناءً على ذلك تعددت برامج التطوير طويلة الأمد الخاصة الجيش الإسرائيلي , وجاء برنامج “تنوفا” الذي أعلن عن انطلاقه رئيس أركان الجيش ” أفيف كوخافي ”  بعد فشل برنامج “جدعون ” العسكري من تحقيق أهدافه وفشل الجيش الإسرائيلي في عدة جبهات .

يعتبر برنامج ” تنوفا ” طبقا لما صرح به رئيس الأركان ونشر بموقع وزارة الدفاع هو البرنامج الذي سيغير جذريًا من قدرة مناورة الجيش الإسرائيلي حيث سيحولها من المناورة في جبهة واحدة إلى مناورات متعددة المجالات والجبهات .

 كحجر أساس لانطلاق البرنامج أعلن رئيس الأركان عن بدء تكوين كتيبة الشبح 99 وقام بتعيين الجنرال ” آفي روزنفيلد ” رئيس مدرسة المشاة رئيسًا للكتيبة، وأوكل له مهمة تكوينها. يرجع السبب في اختيار “روزنفيلد ” لقيادة الكتيبة إلى خبرته الواسعة كضابط بسلاح المشاة، حيث أن الكتيبة ستكون خاضعة لسلاح المشاة، وطبقا لما نشر بموقع وزارة الدفاع ستقوم الكتيبة بتطوير مناورات السلاح من المناورات البرية إلى مناورات متعددة المجالات .

ذكر أيضا الموقع الرسمي لوزارة الدفاع أن مهمات الكتيبة سترتبط بعمليات تتبع واقتحام مكان العدو واختراق نقاطه الحصينة بشكل مرن وسريع مع عدم ترك فرصة لاستعادة العدو توازنه، وفي سبيل ذلك سيتم ضم عدة وحدات للكتيبة شبح 99 ، منها الوحدة “دوفدوفان ” المختصة في التعقب والتخريب، وكذلك الوحدة “كفير” وغيرها من وحدات القوات النظامية وقوات الاحتياط، كذلك سيتم تزويد الوحدة بأحدث الأسلحة الخفيفة والمتطورة وأحدث المركبات والمدرعات وأدوات الاتصال والحرب الإلكترونية .

بعد الحديث عن الكتيبة وخطة الجيش لتكوينها تظهر بعض علامات الاستفهام حول ما إن كانت الكتيبة فعلا مفيدة للجيش الإسرائيلي وتؤدي الهدف المرجو منها، أم أنها ستصاب بالفشل في نهاية الأمر؟

هنا نجد سيناريوهين لمستقبل الكتيبة :

السيناريو الأول: هو صعوبة استمرار الكتيبة، وذلك لعدة أسباب منها التعثر الاقتصادي الشديد في إسرائيل جراء انتشار فيروس كورونا، وارتفاع نسب الإصابات في إسرائيل وضعف الموازنة العامة الأمر الذي سيضعف فرصة تمويل الكتيبة حيث أنه من المعروف في العلوم العسكرية أن الوحدات متعددة المهام والمجالات تحتاج لتمويل مادي كبير بالإضافة لاحتياجها لفترة زمنية طويلة من أجل تكوينها وتدريبها على طبيعة مهامها وهو ما لا تملكه إسرائيل في الوقت الراهن وكذلك فكرة تركيبها من عدة وحدات قديمة بالجيش الإسرائيلي على الرغم من أنه يضيف إلى خبرات الكتيبة إلا أنه يجعل من الكتيبة كتيبة غير منظمة وغير متماسكة وكذلك من المعروف بالعلوم العسكرية أن الوحدة التي تتدرب بشكل دائم مع إمكانيات محدودة قادرة على القيام بمهامها بشكل فعال على عكس الوحدات ذات الإمكانيات المرتفعة ولكن مع عدم التدرب بشكل دائم وهنا تكمن مشكلة أخرى بالكتيبة وهي عدم التدريب الدائم لوحدات الاحتياط والتي تشكل وحدات المظلات في الكتيبة .

أما السيناريو الأخر هو اكتمال تكوين الكتيبة خصوصًا بعد إعلان رئيس الأركان في الخامس عشر من شهر سبتمبر بداية العمل على تكوين الكتيبة. لكن طبقا لهذا السيناريو يكمن سؤال هام هو: من أي مصدر سيمول المشروع إن كانت الموازنة غير قادرة على تحمل مشروع ضخم كهذا ؟ وكذلك سؤال آخر ما الفائدة من تكوين الكتيبة الجديدة بدلًا من تطوير الكتائب القديمة ؟

لا يمكن ترجيح أحد السيناريوهات ولكن في أي حال من الأحوال يرى العديد من الخبراء الاقتصاديين بوضوح حتمية انهيار النظام المالي العالمي نتيجة لعدم قدرة الدولار على التوسع في العالم، مما يؤدي إلى تشديد  الحاجة للسيطرة على موارد وثروات المنطقة العربية في محاولة لتحريك النظام المالي العالمي، خصوصا بعد الاكتشافات البترولية الأخيرة ولا وكيل أفضل من إسرائيل لمحاولة تطبيق السيطرة على موارد المنطقة، خصوصًا بعد دخول الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” في صراع ضد المعروفين اصطلاحًا باسم “الدولة العميقة”، وحربه المستميتة لفصل الاقتصاد الأميركي عن النظام المالي العالمي “نظام الاحتياطي الفيدرالي”. في هذا الإطار من المتوقع حصول إسرائيل على تمويلات ضخمة لتطوير الجيش من رواد النظام المالي العالمي وعليه سيخضع الجيش تحت برنامج ” تنوفا ” للسلطة السياسية، ومن المتوقع تكريس الجيش لتحقيق الأهداف السياسية للنظام السياسي الخاضع لمتطلبات “النظام الاحتياطي الفيدرالي” .


            

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version