في منتصف إبريل الماضي اندلع صراع مسلح في الأراضي السودانية بين القوات المسلحة النظامية في البلاد (الجيش السوداني)، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والذي أسفر عن موجات لجوء من الأراضي السودانية إلى الدول المجاروة وفي مقدمتها مصر، إلى جانب كل من ليبيا، وتشاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وإثيوبيا، وإريتريا.
ومنذ الساعة الأولى من نشوب الصراع الدامي بين الطرفين سارعت العديد من الدول إلى الوساطة بين الطرفين، والتي من بينها الوساطة السعودية الأمريكية التي تمكنت من الوصول إلى بعض الهدن القصيرة بين طرفي النزاع المسلح، إلا أن الهدن قصيرة الأجل افتقدت آليات التنفيذ مما أدى إلى تكرار انتهاك الطرفين لتلك الهدن، وبالتالي لم يتوقف فرار السودانيين من أراضيهم، وسط مناشدات أممية متكررة إلى تقديم العون والدعم إلى مستقبلي اللاجئيين السودانيين، في ظل ما يشهده العالم بشكل عام والدول المحيطة بالسودان بشكل خاص من تأثيرات اقتصادية إثر الحرب الروسية الأوكرانية ومن قبلها فيروس كورونا وتأثيره على الاقتصادات المختلفة، ما جعل السودان ملاذًا للجماعات الإرهابية وأزمة تؤرق جيرانه من الدول.
فمنذ تفجر الأزمة وحتى الثامن عشر من يونيو 2023، بلغ عدد الفارين من السودان إلى الأراضي المصرية 255 ألف و565 شخص، أي ما يمثل 42.7% من إجمالي الفارين من السودان إلى مختلف خارج البلاد على خلفية الصراع، ومن المؤكد أنه في ظل استمرار عمليات القتال بين طرفي الصراع سترتفع أعداد الفاريين من آلة الحرب إلى الدول المجاورة (أبرزها مصر) من 600 ألف إلى نحو مليون نازح خارجي، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إضافة إلى وجود نحو 2 مليون نازح داخل توجهوا من الخرطوم ودارفور أبرز بؤر القتال إلى شمال السودان بالقرب من الحدود المصرية، وغرب دارفور بالقرب من تشاد، وجنوب الخرطوم.
وتزايدت مخاطر الفارين من السودان بعدما صدرعن مؤتمر جنيف للاستجابة الانسانية لدعم السودان تعهدات بلغت 1.5 مليار دولار فقط، أي ما عادل 50% من مطالب الأمم المتحدة البالغة 3 مليارات دولار، والتي نادت بها لمعالجة الأزمة الانسانية في السودان، وتقديم الدعم للدول المجاورة المستقبلة للاجئين السودانيين، ولم تحصل الأمم المتحدة سوى على 17% من تلك النداءات الإغاثية.

الصراع في السودان وعلاقته بالاستثمار وسوق العمل المصري
تشير التقديرات إلى وصول 300 ألف سوداني بشكل رسمي إلى مصر خلال الأشهر المقبلة، ما سيزيد من الضغوط على الموارد الشحيحة بالفعل بسبب الهجرة الجماعية المحتملة للاجئين، إذ يعيش المهاجرين وسط المصريين في مناطق حضرية، ويعيشون ويستهلكون موارد الشعب المصري بمختلف أنواعها.
الضغوط المختلفة التي يتسبب فيها اللاجئيين إلى مصر، جاءت مؤخرًا بالتزامن مع تقديم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خطة للاستجابة الإقليمية الطارئة للاجئين السودانيين، والتي ستوفر أكثر من 140 مليون دولار من الأموال للمنظمات في مصر والبلدان المستقبلة الأخرى التي تدعم الوافدين، إلا أن النداء تم تمويله بنسبة 1٪ فقط. (3)
قبل بداية الصراع بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان 1.4 مليار دولار في عام 2022، من بينها 929.2 مليون دولار صادرات مصرية و 504.4 مليون دولار واردات، حيث يعد السودان ثاني أكبر سوق للصادرات المصرية في الربع الأول من عام 2023 بقيمة 226 مليون دولار.
ومن شأن الصراع أن يزيد من الأعباء على ميزانية الدولة وسوق العمل في البلاد، وأن يثير مخاوف أوسع بشأن جودة الأصول لبنوك التنمية متعددة الأطراف في الدول المجاورة للسودان، إلى جانب تأثيره على قدرة المنطقة بأسرها على جذب الاستثمارات، ناهيك عن كون مصر بوابة للاستثمار في إفريقيا. (4)

الصراع في السودان والأمن الغذائي في مصر
تسبب الصراع في تأثيرات مختلفة على الاقتصاد المصري من بينها ما يتعلق بالأمن الغذائي، إذ مثلت الأراضي المصرية القبلة الأولى للفارين من آلات الحرب الدائرة في السودان منذ منتصف إبريل 2023، ما ألقى بظلاله على الإمدادات الغذائية وارتفاع أسعار المواد الغذائية، إذ أثر الوضع على المعروض من لحوم الأبقار ودفع الأسعار للارتفاع، كما أدى عدم الاستقرار في السودان إلى إعاقة التدفقات الاقتصادية من وإلى مصر، لأن الإجراءات المصرفية والجمركية مركزية في الخرطوم، حيث يعد السودان واحدًا من المصادر الرئيسية للزراعة والثروة الحيوانية للعديد من الدول الإفريقية والعربية من بينها مصر. (1)
ويعد السودان أحد الشركاء الإستراتيجيين تجاريًا في الإقليم لمصر، ومصدرًا استراتيجيًا للثروة الحيوانية لمصر، وواحدًا من أكبر موردي اللحوم والماشية الحية إلى مصر لقرب المسافة وانخفاض تكلفة النقل، وباندلاع حرب السودان أثر ذلك على خطط الحكومة المصرية الغذائية في قطاع اللحوم، إلى جانب الانتاج الزراعي، إذ تمتلك مصر خططًا إستراتيجية للاستثمار في الإنتاج الزراعي والحيواني في السودان – 90٪ من أراضي السودان صالحة للزراعة- لتحقيق الأمن الغذائي بشكل استراتيجي على المدى الطويل. (2)
وأدى الصراع في السودان إلى زيادة الضغط على الموارد الغذائية بمختلف أنواعها والتي من بينها القمح، حيث أن إنتاج الغذاء في سلة الخبز في السودان معرض للخطر مع استمرار آلة الحرب في مختلف أنحاء البلاد، وذلك على الرغم من المساعي الأممية والدولية لتقديم الغذاء للاجئيين السودانيين بتقديم مساعدات تشمل الوجبات الجاهزة، والدعم الغذائي ونقود، إلا أن تلك المساعدات غير كافية كونها تأتي بشكل غير منظم وفي مناطق بعينها دون الأخذ بالاعتبار باقي المناطق التي تشهد تكدس من قبل السودانيين، إذ أنه بالنظر إلى تعداد السودانيين المتواجدين في الأراضي المصرية يتركز غالبيتهم في محافظتي القاهرة والجيزة، فيما تتواجد المنظمات الدولية بالمناطق الحدودية.
ويتسبب الصراع في السودان في تهديدات غذائية لمصر كون السودان يمثل عمق استراتيجي لمصر في أزمة سد النهضة الإثيوبي، إذ يلقي الصراع بظلاله على الأمن القومي المصري من خلال التأثير على حصة مصر المائية من نهر النيل عبر سد النهضة، خاصة أن أحد طرفي الصراع المتمثل في قوات الدعم السريع التي يترأسها محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، يحافظ على علاقات وثيقة مع القيادة الإثيوبية، فيما يعتمد كل من مصر والسودان بشكل كبير على النهر كمورد للمياه والغذاء والنقل.

تأثير الصراع في السودان على العلاقات الخارجية لمصر
تأثير الصراع في السودان على الاقتصاد المصري بدأ قبل نشوب الصراع حيث كانت الأراضي المصرية موطئًا لأكثر من خمسة ملايين سوداني يمثلون نحو 10٪ من سكان السودان، ناهيك عن عدد اللاجئين من الدول الأخرى الذين وجدوا طريقهم إلى مصر منذ عام 2012، كما انه مع بدء الصراع بدأت جماعات التهريب تستغل الوضع وتنشط بشكل متزايد على طول الحدود السودانية المصرية، الأمر الذي من شأنه أن يزيد المخاطر المرتبطة بالإرهاب وتسلل الجماعات المتطرفة. (5)
وبالنظر إلى تأثير الصراع في السودان على الأمن القومي المصري يمثل الخطر الأساسي بتحول الصراع من كونه صراع داخلي إلى صراع جيوسياسي يشهد تدخل لاعبين مختلفين من أجل مصالحهم الخاصة، ليعد تكرار لما حدث في سوريا وليبيا واليمن، والتي شهدت جميعها صراعات داخلية أصبحت إقليمية جراء تدخل جهات خارجية، وذلك بسبب موقع السودان الجغرافي وقوة موارده الطبيعية. (6)

تأثير الأزمة في السودان على الصحة والتعليم
وتمتد تأثيرات الصراع الدامي في السودان إلى مختلف القطاعات المصرية، من خلال استقبال تلك القطاعات للأشقاء السودانيين، وتقديم الخدمات اللازمة على نفقة الموازنة العامة المصرية، والتي في مقدمتها الخدمات الصحية، من خلال استقبالهم في كافة المستشفيات وتقديم الخدمات مثلهم مثل متسضيفيهم المصريين، الأمر الذي يزيد من التكلفة المالية على القطاع الصحي الذي يخدم نحو 100 مليون مصري، إلى جانب 9 ملايين ضيف من دول أخرى غالبيتهم (نحو 5 ملايين شخص) من السودان، وذلك بالتزامن مع ما يشهده العالم من تداعيات صحية أبرزها فيروس كورونا، وارتفاعات في أسعار المواد الخام للأدوية والمنتجات الطبية بمختلف أنواعها، إلى جانب ما يمكن أن يتسبب به القادمين من الخارج خلال فترات الصراع من تداعيات صحية تهدد الأمن الصحي بما يمكن أن يحملوه من فيروسات منتشرة في القارة الإفريقية والتي من بينها على سبيل المثال لا الحصر الإيبولا والكوليرا والحصبة، إلى جانب ما تقدمه السلطات المصرية من خدمات صحية على المعابر الحدودية للمصابين، وما ترسله من شحنات طبية كمعونات للسودانيين المتواجدين في الأراضي السودانية.
كما استولت بعض العناصر المسلحة على أحد مختبرات الصحة الوطنية في السودان التابعة لمنظمات أممية، والتي تحتوي على مواد بيولوجية خطرة من بينها مسببات الكوليرا، ما يشكل خطرًا بيولوجيًا كبيرًا على السودان ودول الجوار. (5)
وفي القطاع التعليمي، بلغ عدد المدارس المصرية المتواجدة في الأراضي السودانية 9 مدارس ما بين التعليم الأساسي والثانوي الأكاديمي، وبنشوب الصراع توقفت تلك المدارس عن تقديم خدماتها بسبب التداعيات الأمنية ما دفع المصريين الدارسيين بها للعودة إلى الأراضي المصرية للالتحاق بالمنظومة التعليمية، إلى جانب قدوم عشرات الآلاف من الطلاب السودانيين بمختلف أعمارهم لاستكمال تعليمهم بالمنظومة التعليمية المصرية، وذلك وسط تزايد في أعداد السودانيين الفارين من آلة الحرب الدائرة في بلادهم منذ منتصف فبراير الماضي.
فيما تقوم مصر بدورها الدولي في حماية اللاجئين، وتتعامل بطريقة مختلفة عن عدد كبير من الدول التي تقيم معسكرات لهم، إلا أن المنظومة المصرية تعمل على تقديم كافة الخدمات للوافدين واللاجئين الفارين من بلادهم، ويجري دمج الكثيرين منهم في القطاعات المختلفة.

التأثيرات الأمنية على مصر بسبب الصراع في السودان
يتسبب الصراع في جعل السودان بيئة خصبة للجماعات الإرهابية المتطرفة الموجودة في القارة الإفريقية، ويتيح لها فرص النزوح إلى الأراضي السودانية ما يجعلها قريبة من الحدود المصرية، كما لا يمكن إهمال وجود عناصر من جماعة الإخوان وعناصرها الإرهابية، المتمثلة في الذراع المسلح للجماعة الذي يطلق عليه اسم “حسم” والذي يتواجد في السودان العديد من عناصره منذ سنوات؛ باعتبارهم كيانًا مستفيدًا من إشعال الصراع.
كما أن تواجد المجموعات المسلحة والمتطرفة في السودان ليس وليد الصراع الحالي، إذ كان أبرز تلك الفترات خلال رئاسة الرئيس السابق عمر البشير، وما شهده من دعم لجماعات العنف والتطرف بدءًا من تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية المسلحة في مصر، في ذلك الوقت، وجماعة الإخوان عقب عام 2013، ما جعل السودان خلال سنوات ليست بعيدة مأوى للإرهابين، وعلى رأسهم أسامة بن لادن الذي جاء قرار طرده من السودان عقب محاولة اغتيال للرئيس الراحل محمد حسني مبارك، في أديس أبابا عام 1995.
ويمكن أن يتسبب الصراع في جعل السودان مرتكزًا للمليشيات والمرتزقة المسلحين، وذلك في ظل استعانة قائد قوات الدعم السريع (أحد طرفي الصراع) بالعديد من العناصر والمليشيات المسلحة من دول تشاد ومالي وإفريقيا الوسطى، إلى جانب استعانته بمجموعة فاجنر الروسية، لتدعيم قواته، ما يشير إلى إمكانية بقاءهم في السودان وتحولهم لتهديد أمن البلاد المجاورة، وبوابة للتدخلات الخارجية.
كما تساعد الحدود المشتركة للسودان مع كل من ليبيا وتشاد وإثيوبيا وإفريقيا الوسطى في تعزيز وجود الإرهاب، ونقل خطره إلى مصر أولا ثم إلى منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية، حيث يمكن أن تتحول العاصمة السودانية الخرطوم إلى مركز التقاء التنظيمات المتطرفة، العائدة والقادمة من دول أخرى، خاصة بعدما فتحت بعض السجون في السودان من قبل أحد طرفي الصراع (قوات الدعم السريع) للتأثير على الطرف الآخر (القوات المسلحة السودانية)، ما سمح للعديد من السجناء والمجرمين بالفرار لتحويل انتباه القوات المسلحة السودانية وزعزعة استقرار البلاد بشكل أكبر
وتأتي كل تلك المخاوف في ظل تنامي الجماعات الإرهابية المحلية والعابرة للحدود في القارة الإفريقية، مثل تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة وحركة الشباب الصومالية، وحركة بوكو حرام في نيجريا، فقد تنزح هذه المجموعات إلى الداخل لاستغلال الأوضاع المضطربة، كما قد تتوجه إلى الدول المجاورة وفي مقدمتها مصر، إذ عانت مصر خلال العقد الماضي من أحداث على طول حدودها الغربية مع ليبيا وحدودها الشرقية مع غزة، وبالتالي زيادة المخاطر المرتبطة بالإرهاب وتسلل الجماعات المتطرفة من الجنوب السوداني.

ختامًا
يجدر الإشارة إلى ضرورة تكثيف الجهود المصرية مع الشركاء الدوليين لتقديم الدعم الانساني للسودانيين المتواجدين في مصر، والقريبين من الحدود المصرية، من خلال منظمات المجتمع المدني المصرية الموثوقة لعدم تسرب تلك المساعدات إلى أيدي الجماعات المتطرفة والمسلحة كما حدث في الأزمة السورية، كما نشير على الصعيد الغذائي يمكن توجيه ما تحصل عليه مصر من دعم للأشقاء السودانيين المتواجدين في مصر خلال مؤتمر دعم السودان الذي عقد برئاسة مصر والمملكة العربية السعودية يونيو الجاري، في جينيف، عبر مؤسسات تقديم الغذاء المصرية والتي من بينها بنك الطعام المصري، كما نشير إلى إمكانية التنسيق المصري الأممي لتوحيد الجهود المقدمة من قبل المنظمات الدولية العاملة في مصر لتقديم المساعدات الغذائية والنقدية من خلال الجهات المصرية، حيث أن اللاجئين المسجلين لدى تلك المنظمات لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من المتواجدين في الأراضي المصرية بشكل فعلي، وأن تلجأ مصر إلى تكثيف الاستثمارات في القطاع الحيواني، إلى جانب البحث عن وجهات آمنة يمكن استقدام الماشية من خلالها.
ويجدر الإشارة إلى ضرورة وضع اشتراطات أمنية قوية على المارين من الأراضي السوداني والأخذ في الاعتبار بإمكانية تسلل عناصر الجماعات الإرهابية المتطرفة المتواجدة في السودان، إلى جانب متابعة من تمكنوا من الدخول إلى الأراضي المصرية والتحوط من إمكانية تكشف توجهاتهم الفكرية عقب دخولهم، مع تكثيف التنسيق مع الجهات الرسيمة السودانية لمعرفة أسماء الفارين من السجون، والأسماء التي قد تسبب إزعاجًا أمنيًا للداخل المصري.
كذلك من المتوقع أن تلجأ مصر إلى تكثيف قنوات الاتصال الدولية والأممية لزيادة الدعم المقدم من خلال المنظمات الدولية إلى كافة السوادنيين المتواجدين على أراضيها، وإلى باقي الوافدين من الدول الأخرى، وذلك في ظل ما يعيشه العالم بشكل عام ومصر بشكل خاص من تضخم اقتصادي جراء الصراع الروسي الأوكراني وما تسبب به من ارتفاع في أسعار الغذاء، إلى جانب تكثيف قنوات الاتصال لزيادة المعونات المقدمة السودان كمساعدات غذائية وطبية، ومتابعة التعهدات الدولية بتقديم تلك المعونات، إلى جانب التنسيق مع الدول المانحة في توجيه تلك المعونات للداخل السوداني بهدف التقليل من عمليات النزوح تجاه الحدود المصرية.
……………….
المصادر
https://www.fas.usda.gov/data/egypt-sudan-crisis-provides-further-blow-egyptian-food-prices (1)
https://www.geopoliticalmonitor.com/sudan-crisis-sets-stage-for-possible-egypt-intervention/ (2)

https://www.thecairoreview.com/tahrir-forum/crisis-in-sudan-what-does-it-mean-for-egypt/ (3)
(4) https://www.al-monitor.com/originals/2023/05/egypts-economy-braces-new-hit-sudan-conflict#ixzz853wBCh

https://www.geopoliticalmonitor.com/sudan-crisis-sets-stage-for-possible-egypt-intervention/ (5)
https://www.thecairoreview.com/tahrir-forum/crisis-in-sudan-what-does-it-mean-for-egypt/ (6)

 

 

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version