مقدمة

عمدت إسرائيل، منذ قيامها، بمساعدة الدول الكبرى في حينها، والولايات المتحدة الأمريكية الآن، إلى تعزيز قدرات جيشها وصناعاتها العسكرية؛ لمواجهة  ماتعتبره تحدي وجودها، حيث شهدت إسرائيل منذ نشأتها حروبًا عديدة، وأطلقت عليها صواريخ متنوعة، وقاذفات، وطائرات المسيرة، ولذا دعت الحاجة إلى حماية سمائها من هذه التهديدات على أمنها القومي.

وفي هذا الصد تحدث عدد من الخبراء العسكريين عن أهمية ان تتسلح إسرائيل بأحدث الأسلحة وأكثرها تطورا، فيقول المحلل الاستراتيجي “زئيف شيف”: “ينبغي على إسرائيل التحصن بصناعة عسكرية متطورة، والتزود بأحدث ما أنتجته التكنولوجيا العسكرية؛ لبناء قوة ردع لا تُضاهى في المنطقة، وضمان دحر العدو بحيث تحسم المعركة لصالح إسرائيل”.[1] واضاف اللواء احتياط هرتسل بودينجر، القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي، إن “استخدام أعدائنا للصواريخ يعد حلًا ناجعًا لهم (أي للأعداء)؛ لأنه يلحق أضرارًا بشرية واستراتيجية”.

وترى إسرائيل في إيران وأذرعها في المنطقة العربية، والتي تطوقها من جوانب عدة، تهديدًا استراتيجيًا حقيقيًا. خاصة وأن إيران لديها 3000 صاروخ باليستي دقيق، ولدى حزب الله 150 ألف صاروخ قادر على تغطية كل مناطق إسرائيل. وفيما يتعلق بالطائرات المسيرة، وكما تزعم  مصادر عسكرية في إسرائيل، فإن حزب الله لديه أسطول نشط من الطائرات بدون طيار، معظمها مصنوع في إيران، وبعضها قام حزب الله بصناعته. أما إيران نفسها فتمتلك آلاف الطائرات المسيرة المتطورة، وطرازات متنوعة لديها القدرة على الطيران لآلآف الكيلومترات.

نظام ليزر نوتيلوس

تطوير نظام ليزر يعتمد على كبح جماح الطائرات المسيرة والصواريخ ليس وليد اللحظة في إسرائيل بل يعود إلى أكثر من 20 عامًا عندما وقع الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ووزير الدفاع آنذاك شمعون بيريس، عام 1996، مشروعًا مشتركًا عرف في حينه بـ”تطوير نظام ليزر نوتيلوس”، بهدف اعتراض صواريخ كاتيوشا، ثم طوّر لمواجهة الصواريخ الباليستية. كانت التجارب مشجعة، لكن التكنولوجيا لم تصل إلى مراحل تشغيلية متقدمة، وتوقف المشروع عام 2005 بعد أن تبين انخفاض معدل الليزر وشدته، وأن الليزر الكيميائي كان سامًا وضارًا بالبيئة، بالإضافة إلى أن الكاتيوشا صواريخ رخيصة مقابل الأنظمة الليزرية والصاروخية الإسرائيلية الباهظة وبالغة التعقيد. وبدلاً من ذلك، بدأ تطوير أنظمة الأسلحة الحركية مثل القبة الحديدية، والسهم، والتي تعمل بالفعل ولكنها مكلفة وبطيئة.

يعمل الليزر من خلال تركيز شعاع الطاقة على السلاح المهاجم، وتسخينه إلى درجات حرارة عالية تؤدي إلى انفجاره أو انهياره في الهواء. ويركز الاستخدام الواسع لتقنية الليزر العسكرية على أجهزة الاستشعار، ومعلومات حول المسافة.

المزايا والعيوب

قال ديفيد عفري قائد سلاح الجو الإسرائيلي في مؤتمر عقد في 9 مايو 2007 في معهد فيشر لأبحاث الفضاء: إن نظام نوتيلوس سلاح مثالي ضد الصواريخ قصيرة المدى. تتمثل إحدى مزاياه الرئيسة في الاعتراض بسرعة الضوء. وأضاف أن حرب لبنان الثانية كانت ستبدو مختلفة لو كان لدى إسرائيل عدد من هذه الأنظمة الدفاعية. كما عُقد قبيل عملية “الرصاص المصبوب” على قطاع غزة عام 2008 اجتماع في جامعة تل أبيب، وخلص إلى ضرورة أن تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جادة لإدخال سلاح الليزر باعتباره أحد الأسلحة المهمة في الجيش الإسرائيلي، ولتحقيق ذلك يجب زيادة الاستثمار في البحث والتطوير؛ لأن مزاياه عديدة. فسلاح الليزر سلاح تكتيكي يستخدم في ساحة المعركة الفعلية، كما أنه سلاح استراتيجي يستخدم للردع؛ لمنع العدو من إطلاق الصواريخ على الأماكن الحدودية. وقد صمم سلاح الليزر الدفاعي بشكل أساسي ضد الأجسام المتحركة – الصواريخ، وقذائف المدافع، والهاون، والطائرات الصغيرة بدون طيار، وكذلك ضد الأهداف الثابتة مثل: العبوات الناسفة.

ووفقًا لما هو مخطط له، سيكون من الممكن تشغيل سلاح الليزر من البر، والبحر، والجو وحتى من الفضاء. بالإضافة إلى أن هناك مجالا عسكريا آخر يستخدم فيه أنظمة الليزر وهو تعطيل نشاط الصواريخ المحمولة على الكتف. ومن مزاياه أيضًا أن سعر “الطلقة” يتراوح بين ألف وألفي دولار.

ولكن هناك عيوب لنظام ليزر نوتيلوس، فمعدلات إصابة نوتيلوس أقل من 100 ٪، كما أن فعالية التكنولوجيا لم تتحقق بعد، ولا يمكن حماية سوى مساحة محدودة تبلغ مساحتها بضعة أميال مربعة، كما أنه لا يعمل جيدًا في الأحوال الجوية السيئة، في المطر أو الضباب أو العواصف الترابية.

وتساءل الدكتور عوديد عميحاي الخبير في الليزر، عام 2011 عن عدم وجود نظام ليزر في إسرائيل، وبدأ في تفنيد الحجج التي نشرت ضد نظام نوتيلوس وسكاي جارد وقال إن أسباب عدم استكمال هذه المشاريع واهية ولا أساس لها من الصحة. ورغم نجاح التجارب المتعلقة بنظام نوتيلوس فقد تقرر أنه غير مناسب لأنه يتم إنتاجه بوسائل كيميائية تشكل خطرًا على البيئة، وتكاليفه عالية، فتحولت إسرائيل والولايات المتحدة إلى إنتاج الليزر باستخدام الكهرباء.

طفرة في صناعة أسلحة الليزر

ذكر موقع معاريف في ديسمبر 2018 أن الجنرال يتسحاق بن إسرائيل رئيس وكالة الفضاء الإسرائيلية، قال إن إسرائيل حققت طفرة تمكنها من تطوير أسلحة تعمل بالليزر لاعتراض الصواريخ، وفي غضون سنة سيكون الجيش الإسرائيلي مجهزًا بمثل هذا النظام، إذا توافرت الميزانيات المطلوبة، وتحققت منذ عام طفرة في إسرائيل في هذا المجال وهو حقا غير مسبوق في العالم”، وأضاف أن دمج نظام الليزر مع القبة الحديدية يجعله لا يقهر تقريبًا. ثم أعلنت إسرائيل عن تطور جديد في نظام الليزر في يناير عام 2020، وذكرت وزارة الدفاع أن إدارة البحث وتطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية بالتعاون مع شركة رفائيل وإلبيت حققت طفرة في تطوير ليزر يمكنه اعتراض الأهداف الجوية.

أنواع الليزر:

ذكر أودي عتصيون في موقع كالكاليست في يناير 2020 أن إدارة البحث وتطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية في وزارة الدفاع الإسرائيلية تعمل على ثلاثة برامج، وهم:

– الليزر الأرضي: وهو مُكمِّل لنظام القبة الحديدية، وستبدأ عليه التجارب. سيتم اختبار النظام الذي تتحمل مسؤوليته شركة رفائيل في النصف الثاني من العام، وقد ينشر في الجنوب بحلول نهاية عام  2020 إذا نجح في التجارب، لاختبار قدراته ضد نيران حماس الحقيقية.

– الليزر المحمول: سيتم وضعه على ناقلة جنود مدرعة أو شاحنة، وهدفه حماية القوات في منطقة 4-3 كم. وتعد شركة رافائيل مسؤولة عن هذا النظام، ومن المتوقع أن يتم اختباره في عام 2022.

– الليزر المحمول جوًا: سيتم تركيبه في طائرة هرقل، ويستخدم في الاعتراض الجوي للصواريخ والصواريخ. ومن المتوقع أن يصل إلى التجارب في عام 2024.

من المهم التأكيد على ما قاله العميد يانيف روتيم، رئيس قسم البحث وتطوير الأسلحة في وزارة الدفاع، “بأن نظام الليزر لن يكون قادرًا على استبدال نظام القبة الحديدية، وحتى لو كان النظام الذي نطوره يلبي توقعاتنا، فلن يكون لديه القدرة على اعتراض كل الصواريخ. والهدف هو نظام يعمل جنبًا إلى جنب مع القبة الحديدية، ويوفر استخدام اعتراضات صاروخ تامير الإسرائيلي، ويكون أرخص بكثير. كل طلقة ليزر هي بضعة دولارات، “هذا اقتصاد حرب جديد، حيث يكون الاعتراض أرخص من الصاروخ الذي يُطلق نحو إسرائيل”.

جدير بالذكر أن تكلفة صاروخ القبة الحديدية الاعتراضية تبلغ حوالي 10000 دولار، وتبلغ تكلفة صاروخ “العصا السحرية” حوالي مليون دولار، وصاروخ “السهم” حوالي 3 ملايين دولار. من ناحية أخرى، تكون تكاليف تشغيل أنظمة أسلحة الليزر أقل بكثير من هذه المبالغ عند التشغيل.

وعلى المستوى السياسي رحب نفتالي بينيت عندما كان وزيرًا للدفاع (يناير 2020) بهذه الخطوة قائلا: “يواصل العقل الإسرائيلي الريادة في الابتكار. ومشروع الليزر سيجعل نظام الدفاع فتاكًا وأكثر قوة وأكثر تقدمًا. وهذه خطوة مهمة في تعزيز أمن دولة إسرائيل. نحن نتقدم بأقصى سرعة، والرسالة الواضحة هي: إسرائيل لديها قدرات ودفاعات ووقدرات هجومية كبيرة. والأفضل لأعداء إسرائيل عدم اختبار صبرنا وقدراتنا”.

وفي سياق متصل ذكرت صحيفة كالكاليست الإقتصادية الإسرائيلية مزايا وعيوب نظام الليزر الذي أعلن عنه مؤخرًا مشيرًا إلى أنه يتميز على الصواريخ المعترضة بأن كميته غير محدودة، وتكلفته لا تذكر. وتقدر وزارة الدفاع أن كل عملية إطلاق ليزر لاعتراض الصواريخ بتكلفة بضعة دولارات، ولكنها ذكرت أن له أيضًا عيوبًا كبيرة:

أولاً، نطاق شعاع الليزر محدود، ولن يتمكن من التعامل مع وابل من الصواريخ بمفرده.

ثانيًا، نظام الليزر عرضة للاضطرابات مثل: الضباب، والسحب، والعواصف الرملية التي تشتت شعاع الليزر وتضعف فعاليته. لهذا السبب، تعتزم لوزارة الدفاع أيضًا تركيب النظام على الطائرات، مما سيساعد في تفادي هذا القصور من خلال وضع النظام فوق السحاب، على الرغم من أن هذا لا يزال أمامه بضع سنوات أخرى.

ثالثًا، عدم اعتراض الصواريخ الثقيلة بعيدة المدى.

ومن هنا أوصت الصحيفة بألا يحل الليزر محل القبة الحديدية في المستقبل المنظور، بل يجب أن ينضم إلى البطاريات باعتباره معترض يعتمد على الرادار ونظام التحكم فيه.

السيناريو التشغيلي

أشار دان أراكين، المراسل العسكري في موقع إسرائيل ديفنس،(إبريل 2020)، إلى أن إسرائيل أجرت تجارب في جنوب البلاد على نظام الليزر، ونفذ نظام الحماية من الطائرات المسيرة اعتراضًا ناجحًا باستخدام شعاع الليزر (تم تثبيت النظام الذي طورته شركة إلبيت على طائرة من طراز سيسنا)، وشملت مراحل الاعتراض الكشف عن الهدف، والمراقبة النهارية والليلية، وأخيرًا الاعتراض بشعاع ليزر صلب.

وتعد إسرائيل من أوائل الدول في العالم التي نجحت في تطوير تكنولوجيا الليزر إلى نظام محمول جوًا وتم إثبات الاعتراض في سيناريو تشغيلي. هذه السلسلة من التجارب هي المرحلة الأولى في برنامج تجريبي لأنظمة إدارة البحث وتطوير الأسلحة وشركة إلبيت لتطوير نظام ليزر محمول جوًا للتعامل مع التهديدات الجوية وتهديدات المدارات بعيدة المدى بقدرة عالية.

وأضاف أراكين أن صناعات مختلفة في إسرائيل تقوم بتطوير أنظمة مدنية وعسكرية قائمة على الليزر. ومن أبرز هذه الأنظمة، التي اكتسبت شهرة عالمية، نظام DIRCM من شركة إلبيت – وهو نظام لحماية الطائرات من الصواريخ، وهو موجود في طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي، وفي طائرات شركة العال وشركات الطيران الإسرائيلية، وكذلك في طائرة الرئيس الفرنسي ماكرون.

وتشير بعض التقارير الصحفية إلى أن شركة لوكهيد مارتن ورافائيل وقعا اتفاقية أولية للتعاون في تطوير وإنتاج وتسويق نظام دفاع قائم على الليزر يمكنه اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار. في المرحلة الأولى، سيقومون بتطوير النظام حتى مرحلة الاستخدام التشغيلي في إسرائيل. في الوقت نفسه، سوف يستكشفون إمكانية تسويقه في الولايات المتحدة أيضًا.

إنجاز تاريخي

قال رون بن يشاي المحلل العسكري الإسرائيلي، في صحيفة يديعوت أحرونوت (14إبريل 2022)، إن نظام سلاح الليزر الذي طورته شركة رافائيل، بالتعاون مع وزارة الدفاع الإسرائيلية، ليس طفرة تكنولوجية لا مثيل لها في العالم فحسب؛ بل لديه أيضًا القدرة على تحويل إسرائيل إلى قوة عسكرية في مجال منظومات الدفاع ضد الصواريخ، على الأقل عندما يتعلق الأمر بالحماية من التهديدات الجوية والصاروخية بأنواعها. وأضاف أن هذا السلاح قادر على خلق واقع إقليمي جديد تجاه إيران وأذرعها، وفي المستقبل – في مواجهة التهديدات الأخرى التي قد تنشأ في المنطقة. إن نظام “ماجن أور”، الذي لم يستخدم بعد في العمليات، لديه أيضًا القدرة على أن يصبح سلاحًا هجوميًا فتاكا.

وفي الوقت ذاته، قال يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت أنه تم الانتهاء من الاختبار الرئيس لنظام الليزر ضد الصواريخ والطائرات المسيرة وسيتم نقل قاعدة النظام قريبًا إلى القوات الجوية باعتبارها جزءًا من إنشاء وحدة ماجن أور لنظام الدفاع الجوي، استعدادًا لإعلان أسلحة الدفاع العملياتية في غضون عام تقريبًا إلى حوالي عامين، من عام 2022 إلى 2024.

بينما قال يوآف ليمور الخبير العسكري في صحيفة إسرائيل هيوم إن نظام اعتراض الليزر يعد إنجازًا عالميًا مهمًا سيغير الدفاعات الإسرائيلية في المستقبل القريب، وهذا النظام طور باستثمار إسرائيلي حصري، لكنه يكتسب اهتمامًا من الولايات المتحدة ودول الخليج أيضًا، وبمجرد تشغيل النظام سيسعى العالم لشرائه لحماية نفسه من التهديد الصاروخي.

قال أمير بار شالوم الخبير العسكري في موقع زمان (4 فبراير 2022) إن رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت ألقى قنبلة خلال لقاءه في المؤتمر السنوي لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي وقال إن إسرائيل سيكون لديها نظام دفاعي قائم على الليزر في غضون عام. وأضاف أن بيانه أثار الدهشة حيث قال “تجريبيًا في البداية ثم تشغيليًا في وقت لاحق”. وأشار بار شالوم إلى إنه على الرغم من أن إسرائيل حققت طفرة في تكنولوجيا الليزر، إلا أن اختبار مثل هذا النظام قد يستغرق سنوات. ولكي يكون شعاع الليزر فعالاً ضد الصواريخ ، يجب أن تكون قوته لا تقل عن 100 كيلووات. حتى الآن، لم يتمكن أي نظام تشغيل من الوصول إلى هذه القوة. وأن الولايات المتحدة فقط هي التي تستخدم اليوم أسلحة ليزر بقوة 30 كيلوواط.

وقد ألمح رئيس الوزراء إلى أن إسرائيل تقترب من 100 كيلووات وربما تجاوزتها. لكن من هنا وحتى الإعلان التشغيلي عن المنظومة أمام قذائف الهاون في المرحلة الأولى والصواريخ في المرحلة الثانية والصواريخ في المرحلة الثالثة – المسافة هائلة. خلاصة القول، كما قال بار شالوم، إن الطريق لا يزال طويلاً للغاية. ما لم يعلم رئيس الوزراء شيئاً لا نعرفه.

وأضافت وزارة الدفاع: ” تم استثمار أكثر من مليار شيكل في المشروع حتى الآن، ومن أجل مزيد من التطوير، نعتزم اللجوء إلى الحلفاء في جميع أنحاء العالم وفي المنطقة، وربما دول الخليج، للمشاركة في الشراكة وتمويل المشروع. وذلك في إطار التحالف الدفاعي الإقليمي الذي أقامته إسرائيل وعززته في الأشهر الأخيرة مع دول عربية معتدلة في المنطقة، خاصة ضد التهديدات الإيرانية.

قال الرئيس التنفيذي لشركة رافائيل، الجنرال يوآف هار إيفين: “لا يزال الطريق طويلًا ولكن هذه التجربة هي حجر الأساس في قدراتنا لتحقيق نظام كامل. لقد اجتزنا نقطة اللاعودة وأثبتنا أن النظام فعال. وتطور شركة إلبيت النظام الأرضي الذي تبث منه أشعة الليزر.

تُعرِّف المؤسسة الدفاعية في إسرائيل استخدام الليزر على أنه “كسر تعادل” أو فاصل، لأنه سيمنح إسرائيل حماية شبه محكمة ضد تهديد الطائرات المسيرة والصواريخ، وضمنيًا يجعل استثمار العدو فيها غير ضروري تقريبًا. واليوم، تتعرض إسرائيل للتهديد بأكثر من 100 ألف صاروخ من لبنان، وحوالي 15 ألف صاروخ من غزة، وكذلك من العراق وسوريا واليمن وإيران، وهي المحرك وراء الانتشار الواسع النطاق للقذائف والصواريخ والطائرات بدون طيار الشرق الأوسط.

الخلاصة:

  • تسعى إسرائيل تزامنًا مع زيارة بايدن للشرق الأوسط إلى استعراض جهودها العسكرية ومنظومتها الدفاعية؛ لإغراء دول الخليج العربي، التي تسعى بشدة إلى امتلاك أسلحة ردع دفاعية مضادة للصواريخ والطائرات المسيرة، لأنها تتعرض لمخاطر جمة جراء استهداف إيران ووكلاءها في المنطقة للمنشآت النفطية والبنية التحتية.
  • نظام الليزر لم يدخل فعليًا طور التشغيل في الجيش الإسرائيلي، وكل هذه التصريحات نتيجة اختبارات أولية أثبتت نجاحها وفقًا لما أعلنته إسرائيل.
  • قد يكون الإعلان مبالغة في التسويق الإسرائيلي لأسلحتها حتى تقوم بجذب شركاء خليجيين لتمويل هذا المشروع بدلًا من أن يقع على كاهل دافع الضرائب الإسرائيلي أو الأمريكي نظرًا لتكلفته الباهظة.
  • فقدت كثير من المسلمات في نظرية الأمن القومي الإسرائيلي مصداقياتها، مثل خط برليف المنيع، الذي حمته إرادة الجندي المصري وعزيمته وبسالته، وأسطورة الدبابة الإسرائيلية ميركافا التي نجح حزب الله عام 2006 في تحييدها، مما أدى إلى فسخ عدد كبير من الدول عقود شرائها مع إسرائيل.

في النهاية نوصى بأن تتابع الدولة المصرية هذه التحركات عن كثب، لمحاولة الاستفادة من هذه التكنولوجيا قيد التطوير، وليس هذا فحسب بل يجب تطوير واستثمار العقول المصرية والاهتمام بالعلوم التكنولوجية التي تساعد في الارتقاء بمثل هذه الاختراعات والبدء من حيث انتهى الآخرون لتعزيز المنظومة الدفاعية المصرية.

[1]د. حمدونة، رأفت خليل. الجيش الإسرائيلي تشكيلته وقدراته ومهماته 2019، مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الإسرائيلية، ص2.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version