الأستاذ/ بيشوي بخيت طالب بكلية السياسة والافتصاد – جامعة بني سويف مقدمة في عالمٍ تتشابك فيه الأزمات وتتقاطع المصالح وتتعاظم التهديدات، تبرز الدبلوماسية المصرية بوصفها أحد أهم أدوات القوة الهادئة في الشرق الأوسط وإفريقيا. فبين اضطرابات الجوار، وتغيرات النظام الدولي، وصراعات النفوذ الإقليمي، اختارت مصر أن تكون صوت العقل وحائط الصدّ ضد الانهيار. لقد باتت الدبلوماسية المصرية تجسيدًا لمعادلة دقيقة تجمع بين الثبات والمرونة، وبين الدفاع عن الأمن القومي والسعي لتحقيق الاستقرار الإقليمي، في وقتٍ تتراجع فيه موازين الاتزان في الإقليم. وهكذا أصبحت القاهرة مركز توازن استراتيجي، تدير الملفات المتشابكة بواقعية سياسية، وتُعيد تعريف مفهوم القوة من السيطرة العسكرية إلى…
الكاتب: Websie Editor
إعداد/ حسين محمود التلاوي يذكر متابعو الأفلام السينمائية ذلك المشهد الشهير من فيلم “شيء من الخوف” الذي تظهر فيه فؤادة: الشخصية الرئيسة في الفيلم، التي لعبت دورها الفنانة القديرة “شادية”؛ وهي تفتح الهويس لتتدفق مياه النيل حاملةً الخير إلى أرض القرية العطشى، وتعُمَّ الفرحة الأهالي، وتنفجر الأفراح. لكنّ ما فعلت إثيوبيا منذ أيام يختلف تمامًا عن فتح “هويس الخير”؛ حيث بدأت إثيوبيا تصريف مياه النيل الأزرق من سد النهضة ليرتفع منسوب المياه وتدفقها وتغرق بعض الأراضي من وراء ذلك، وتنطلق التحذيرات من فيضانات عارمة محتملة في السودان. لماذا فتحت إثيوبيا بوابات السد الهائل، وصرفت المياه في هذا التوقيت؟ وما حجم…
إعداد/ محمود سامح همام – باحث متخصص في الشئون الأفريقية منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، دخل السودان في أزمة سياسية وإنسانية حادة امتدت لأكثر من عامين. خلال هذه الفترة، أُجبر أكثر من 12 مليون شخص على النزوح داخلياً وخارجياً، بينما يحتاج نحو نصف سكان البلاد، أي حوالي 30 مليون شخص، إلى مساعدات إنسانية عاجلة لتأمين الغذاء والمأوى والرعاية الصحية. في ظل هذا الانهيار الأمني والإنساني، تبدو مسألة التقسيم المحتمل للسودان ليست مجرد احتمال بعيد، بل خياراً يتبلور تدريجياً مع استمرار النزاع وإعادة رسم خريطة النفوذ والسيطرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما…
عبدالله فارس القزاز .. باحث بوحدة الدراسات الإفريقية تقف إثيوبيا اليوم عند مفترق طرق حاسم بين طموحات التحديث الاقتصادي ومتطلبات الاستقرار السياسي والأمني. فمنذ وصول رئيس الوزراء آبي أحمد إلى السلطة عام 2018م، دخلت البلاد مرحلة جديدة من التحولات الهيكلية، سعت من خلالها إلى إعادة تعريف دورها الإقليمي في القرن الإفريقي والانفتاح على الاقتصاد العالمي عبر حزمة واسعة من الإصلاحات التي استهدفت تقليص هيمنة الدولة على القطاعات الإنتاجية وتشجيع الاستثمار الأجنبي. وقد ترافق ذلك مع دعم مالي دولي كبير من مؤسسات التمويل والبنوك المانحة، بما يعكس رهانًا غربيًا على قدرة أديس أبابا على التحول إلى نموذج للتنمية والاستقرار في منطقة…
حسين محمود التلاوي وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تهديدات واضحة إلى الحكومة النيجيرية على خلفية الاعتداءات التي تتعرض لها المناطق المسيحية في نيجيريا على يد الجماعات الإرهابية. وهدد الرئيسُ الامريكي الحكومةَ النيجيرية بالتدخل العسكري في الأراضي النيجيرية لوقف تلك الاعتداءات، ما لم تتخذ حكومة البلاد إجراءات لوقفها منتقدًا ما اعتبره تراخيًا في أداء الحكومة النيجيرية إزاء هذه الاعتداءات. ودعا ترمب وزير دفاعه مارتن هيجسيث إلى الاستعداد لتوجيه ضربات جوية أو حتى الانتشار على الأرض، وردَّ وزير الدفاع الأمريكي بأن قواته جاهزة للاحتمالات كافة؛ بما فيها التدخل البري. في المقابل حاولت الحكومة النيجيرية تبني لهجة متوازنة؛ حيث قالت إن الاتهامات لا…
حسين محمود التلاوي أصدر مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة 31 اكتوبر الماضي قرارًا بشأن قضية الصحراء الغربية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة بوليساريو قال فيه إن “الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يمكن أن يشكّل أساسًا أكثر واقعية لحل النزاع”، وطالب بتجديد بعثة الأمم المتحدة مينورسو لعام إضافي لمراقبة وقف إطلاق النار والتسوية، ودعا “الأطراف المجاورة والمشاركة في النزاع إلى التفاوض بحسن نية باستخدام المقترح المغربي كقاعدة للحوار” في إشارة إلى المغرب، وجبهة بوليساريو والجزائر الداعمة لها. ردود الفعل على الرغم من أن القرار لم يشر صراحةً إلى سيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية، فقد اعتبرته المغرب انتصارًا دبلوماسيًّا؛ لأنه يمثل…
د/ مروة إبراهيم أبرزت الصحف الحكومية والمعارضة الإثيوبية تزايد التوتر بشأن الانتخابات البرلمانية القادمة، والكشفت عن مخاوف أمنية وتدهور المناخ السياسي، ماينذر بأزمة ثقة محتملة في سير العملية الانتخابية. كما عكست التقارير الإعلامية قلق إثيوبيا واستيائها من تهديدات خارجية، قد تؤدى إلى عزلة دبلوماسية متزايدة في المنطقة، واستمرار التوترات والصراعات العرقية في إثيوبيا، والإقليمية عبر إشتعال نيران الحرب مجددًا بين إثيوبيا وإريتريا، والتحسب من تسبب سد النهضة فى عزلة إثيوبيا عربياً، ومواجهة إثيوبيا ضغط دولي ومصري. أولا: على المستوى الداخلي أ- اجتماعيًا خلاف بين هيئة الانتخابات الإثيوبية والأحزاب السياسية نشرت صحيفة “أديس أستاندرد” الأمهرية (23-10) خبرًا حول تقديم مجلس الانتخابات…
عبدالله فارس القزاز .. باحث بوحدة الدراسات الإفريقية مع دخول سد النهضة مرحلة التشغيل الكامل في سبتمبر 2025م، بدا واضحًا أن الأمر يتجاوز كونه خطوة مرتبطة بالكهرباء أو بإدارة المياه، ليشكّل منعطفًا سياسيًا وأمنيًا كاشفًا لتشابك الأبعاد الداخلية والإقليمية والدولية للأزمة. فقد سعت الحكومة الإثيوبية إلى تقديم السد بوصفه إنجازًا وطنيًا يعيد ترميم شرعية مهددة، أكثر من كونه مشروعا تنمويا، في محاولة لتوحيد مجتمع مثقل بالانقسامات العرقية والأزمات الاقتصادية. وفي الوقت ذاته، أعاد السد رسم خريطة التوازنات في حوض النيل والقرن الإفريقي، بعدما تحولت المياه، باعتبارها موردًا وجوديًا، إلى ورقة ضغط جيوسياسي تهدد الأمن المائي والغذائي لدولتي المصب، وتفتح الباب…
د/ مروة إبراهيم تلقي هذه الورقة الضوء على ما تناولته الصحف الإثيوبية، ولا سيما المعارضة من تحديات تواجهها إثيوبيا في ضوء التحضير لانتخابات عام 2026م المقبلة، من صراع قائم على الهوية، ونزاعات أمنية تشعل فتيل الحرب بينها وبين إريتريا، ومحاولة دحض الاتهامات حول سد النهضة. أولا – على المستوى الداخلي أ – اجتماعيًا 1- انقسام وصراع وطني حول إحياء الجعزية شهدت إثيوبيا في الآونة الأخيرة حراكًا ومبادرات لإحياء اللغة الجعزية، تلك اللغة السامية الموغلة في القدم، التي كانت لها مكانة دينية وتاريخية وأدبية كبيرة في البلاد، تسعى اليوم لإحيائها بعد أن أصبح استخدامها مقتصرًا بشكل كبير على الاستخدام الليتورجي في…
عبدالله فارس القزاز .. باحث بوحدة الدراسات الإفريقية يشهد السودان خلال عام 2025م مرحلة حاسمة في تاريخه السياسي والعسكري، إذ أعاد صعود محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى واجهة الأحداث رسم ملامح جديدة لمعادلة السلطة والقوة داخل الدولة. فقد تحوّلت مليشيات الدعم السريع من مجرد قوة ميدانية تابعة إلى كيان سياسي وعسكري موازٍ يسعى إلى فرض شرعية بديلة، الأمر الذي جعل البلاد تواجه واقعًا مزدوجًا بين مؤسستين، واحدة شرعية والثانية تدعي الشرعية، تتنازعان السيادة وتتحكمان في الموارد والقرارات. ولم يكن هذا التحول مجرد تبدّل في موازين القوى التقليدية، بل مثّل انتقالًا فعليًا من منطق الدولة المركزية إلى منطق السيطرة الميدانية والاقتصاد…
