الكاتب: د/ سعيد الصباغ

بعد مفاوضات سرية مطولة جرت بين السعودية وإيران على مدى العامين الماضيين بوساطة عراقية وعمانية، تعرفت خلالهما كل من الرياض وطهران على شواغل الطرف الآخر ومخاوفه وتصوراته لحسم القضايا الخلافية بينهما، الأمر الذي وفر الأرضية المناسبة لتلبية نداءات الوساطة الصينية بوصفها الخيار الأمثل الذي يمكنه ضمان أي اتفاق يمكن التوصل إليه بين أكبر بلدين مطلين على مياه الخليج العربي والأغنى بين دول المنطقة بالنفط والغاز، كانا يوما هما ركيزة الولايات المتحدة لحماية الأمن وضمان تدفق الطاقة بمنطقة غرب آسيا والمحيط الهندي، ولكنهما انقلبا، منذ قيام الثورة الإسلامية، عام 1979م، إلى أعتى متنافسين على المستوى الجيوسياسي والتنافر الأيديولوجي، حتى بدى التقارب…

قراءة المزيد

يرى المراقبون الإيرانيون أن الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير 2022م، واستمرار الحرب على هذا النحو، يعد نقطة تحول في تاريخ القارة الأوربية منذ الحرب الباردة؛ من حيث أنها خلقت تحديات أمنية للدول الأوراسية، كما أدت إلى تغييرات مفاجئة في مكونات سياسة الاتحاد الأوربي الخارجية والأمنية التقليدية. كما خلقت ضغطا على هيكل الأمن ​​الدولي؛ أدى بدوره إلى تغيير في توازن القوى الفاعلة في المعادلات الدولية الحساسة، جعل كل طرف من أطراف الصراع يلجأ لاستخدام قدراته الدبلوماسية لتشكيل قرارات اللاعبين الإقليميين المهمين وعلى رأسهم إيران وفقًا لمصالحهم الخاصة ومصالح حلفائهم.

قراءة المزيد

تتمتع أفغانستان بموقع جيوسياسي مهم بالنسبة لمصر ومصالحها القومية؛ خاصة أنها مثلت مدخلا لمصر إلى آسيا الوسطى بديلا عن إيران وتركيا اللتين ناصبتا القاهرة العداء بسبب رفضها حلف بغداد عام 1955م، كما أنها مثلت محور ارتكاز مصري لمنع إسرائيل من التسلل إلى قارة آسيا. وقد ارتبطت أفغانستان بمصر ارتباطا وثيقا، وتبنت مواقف سياسية مساندة لمواقف القاهرة على مر عقد كامل، فقد اعترفت باستقلال مصر فور اعلانه عام 1923م، وساندتها في إلغاء معاهدة 1936م، ورحبت بقيام الجامعة العربية بزعامة مصر، واعترفت بثورة يوليو 1952م، وقيام النظام الجمهوري، وأيدتها في قرار تأميم القناة عام 1956م، وآزرتها أثناء العدوان الثلاثي، ووقف بجانبها أثناء…

قراءة المزيد

تمر هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة والستون لاحتفال مصر بعيد النصر، يوم 23 ديسمبر من كل عام، احتفاء بانتصار إرادة المصرية على العدوان الثلاثي والذي شنته القوات الإسرائيلية والفرنسية والبريطانية على مصر، في نوفمبر 1956م، بسبب تأميم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر لقناة السويس في 26 يوليو وكان التأميم، بمثابة الرصاصة الأولى التي انطلقت من ميدان المنشية بالإسكندرية، لتستقر في قلب الهيمنة الغربية على مقدرات الشعوب العربية، ولأن قرار التأميم كان صرخة مدوية بصوت عبد الناصر هزت أركان الظلم والطغيان، وأسمعت العالم أجمع أن إرادة الأمة أمضى من أي سلاح، وأقوى من أي قوة استعمارية. فلن تنسى جماهير الأمة العربية…

قراءة المزيد

مما لا شك فيه أن كثرة الاحتجاجات الشعبية ضد ممارسات النظام الإيراني وسياساته، والتي تجددت مرة أخرى على خلفية مقتل الفتاة الكردية “مهسا أميني، في 14 سبتمبر 2022م، تكشف لنا مدى الافتراق الأيديولوجي والتباعد السياسي بين المجتمع والنظام ومدى تقلص القاعدة الجماهيرية المؤيدة له، حتى بات الحفاظ على شرعية بقائه ومشروعية استمراره شاغله الأول وهمه الرئيس. خاصة أن هذه الاحتجاجات المتكررة تأتي في وقت حرج تمثل فيه الأزمات الداخلية تحديا خطيرا للنظام. وهنا تبدو التساؤلات منطقية: لماذا تتجدد الاحتجاجات في إيران؟ وكيف أصبح النظام الإيراني عاجزا عن معالجة الأسباب التي تدفع المجتمع إلى دائرة الغضب للحد الذي يفاقم من أزمته…

قراءة المزيد

تشهد العلاقات الإيرانية ـ المصرية حالة من الترقب في ظل التوجه الإيراني الحالي للدخول في حوار مع القوى الإقليمية ووجود تحركات جادة منها نحو التقارب مع مصر على وجه التحديد، تستند إلى منطلقات جديدة، مفادها: العمل على إرجاء طرح أو مناقشة قضايا الخلاف المعقدة بين القاهرة وطهران.التخلي عن الشروط المسبقة في عملية تطبيع العلاقات بين البلدين.الوقوف على أسس تفاهم واتفاق جديدة تقود الجانبين إلى تنمية وتعميق مجالات التعاون الاقتصادي، وإيجاد أرضية مشتركة لتنمية العلاقات السياسية والدبلوماسية بينهماِ مما سبق يتضح أنه إذا نجح الجانبان في تحقيق النقاط المشار إليها؛ فسوف يتمتع كل منهما بعدد وافر من المنافع السياسية والمصالح الاقتصادية…

قراءة المزيد

مما لا شك فيه أن تنصيب أمير حسين عبد اللهيان وزيرا للخارجية، بتأييد من جميع أعضاء لجنة الأمن والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي، اعتبارا من يوم 25 أغسطس 2021م، جاء متسقا مع حسابات النظام الإيراني التي أفضت إلى تصعيد التيار الأصولي المتشدد إلى قمة سلطات الدولة ومؤسساتها المختلفة، وربما تتويجا لجهود رجل رأى فيه صانع القرار أنه رجل المرحلة المناسب، خاصة أنه يحمل دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران، وأمضى سني عمره في خدمة الثورة وتحقيق أهدافها الميدانية. وإذا أردنا تحليل اختيار المرشد الأعلى، بحكم الدستور، لأمير عبد اللهيان لهذه الوزارة السيادية، فعلينا أن ندرك للوهلة الأولى أنه اختيار…

قراءة المزيد

في انتخابات رئاسية تعددية نزيهة ومهندسة مسبقا، فاز آية الله سيد إبراهيم رئيسي في المنافسات الانتخابية، التي أجريت يوم 18 يونيو 2021م، وذلك وفقا للبيان الذي أعلنه “عبد الرضا رحماني فضلي” زير الداخلية، وذكر فيه أن الجنة التنفيذية للانتخابات اعتمدت نتيجة الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة في تاريخ جمهورية إيران الإسلامية.

قراءة المزيد

أجرت صحيفة شرق حوارا مع الدكتور سيد على موجاني مستشار وزير الخارجية الحالي، بتاريخ الأربعاء 9 تير 1400ه.ش، الموافق 30 يونيو 2021م، نشرته تحت عنوان: صوت إيران يجب ان يُسمع. في محاولة منها لتلمس ملاح خطاب الحكومة الجديدة، والمنهج الذي تتم صياغته، فيما يتعلق بأسلوب عمل وزارة الخارجية ورؤية الحكومة الجديدة لأداء الدبلوماسية الإيرانية، والتي يبدو أنها مهتمة بـإحداث “قفزات في العلاقات الإقليمية” أكثر من ذي قبل. ويكتسب أن هذا المقال أهميته من حيث توقيت نشره؛ إذ إنه جاء عقب فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، واكتمال سيطرة التيار الأصولي على أركان الدولة وسلطاتها الثلاث. والذي يتبنى شعار إيران القوية.

قراءة المزيد

يعد غلام حسین محسنی اژه‌ای، الذي أصبح رئيسا للسلطة القضائية في جمهورية إيران الإسلامية، اعتبارا من أول شهر يوليو 2021م، رجل أمن من الطراز الأول، أكثر من كونه فقيها دينيا يحمل لقب حجة إسلام ومسلمين،وحاصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي، وقاضيا يتمتع بسمعة قوية في التصدي بصرامة لجرائم الفساد الكبرى.

قراءة المزيد