وحدة الدراسات التركية

تشهد العلاقات التركية الإثيوبية خلال الفترة الأخيرة تقاربًا سياسيًّا ودبلوماسيًّا كبيرًا، حيث طلبت أديس أبابا وساطة أنقرة في حل الخلافات الإثيوبية السودانية المتصاعدة؛ على خلفية الحرب الدائرة حاليًا في إقليم الفشقة (شرق السودان)، ورغبة الجيش السوداني في تحرير الأراضي السودانية من عمليات الاستيطان الإثيوبي لمناطق الفشقة، وإعادة كامل السيطرة السودانية على الإقليم.

كانت الأراضى العراقية والسورية فى السابق غنية بالموارد المائية بل إن بعض مناطقها تعتبر سلة الغذاء للبلدين، فيعمل بالقطاع الزراعى قرابة 20 % من إجمالى اليد العاملة فى العراق ولكن تطورات الأحداث مع توسع تركيا فى سياسة بناء السدود من أجل السيطرة على الموارد المائية فى المناطق المجاورة وضمان تعزيز النفوذ بالإضافة إلى توفير الموارد المائية اللازمة لتحقيق النهضة التركية فى مجالات الزراعة وتوليد الطاقة قد عمل على حجب الماء عن دول الجوار حتى أصبحت تعانى من شح الموارد المائية ونقص المحاصيل الزراعية.

تعود علاقات تركيا الاقتصادية مع ليبيا إلى سنوات عديدة قبل الانقلاب على نظام القذافي، فبالإضافة إلى واردات (الذهب ومنتجات النفط الخام والمعادن الخردة) وصادرات (الأثاث والإكسسوارات، ومنتجات النسيج، والمجوهرات، والسجاد، والأدوية، والإسمنت)، قامت شركات البناء التركية بإنشاء العديد من المشروعات ذات الحجم الكبير في ليبيا، في مختلف مجالات البنى التحتية و الحفر والتنقيب وغيرها الكثير، الذي نتج عنه تراكم المستحقات التركية التي تلتزم الحكومة الليبية بدفعها تعويضًا عن الخسائر التي طالت المعدات التركية المتنوعة أثناء الصراع الداخلي.

أدلى المقدم المتقاعد “شنول أوزبك” -أحد أفراد دائرة العمليات الخاصة في الجيش التركي-بتصريحات لصحيفة “طرف” التركية عام 2010، أكد فيها أن ستة عشر ضابطًا تم إرسالهم إلى الولايات المتحدة لتلقي تدريبات خاصة عام 1948، أي قبل 4 سنوات من انضمام تركيا إلى حلف الناتو، بينهم الزعيم السياسي القومي “ألب أرسلان توركيش” الذي أسس فيما بعد حزب الحركة القومية. ومن ثم أسس “دانيش كارابلين” –أحد الضباط 16-ما سُمّي بـ”دائرة العمليات الخاصة” بصورة سرية عام 1952، وكان يتم اختيار عناصرها وكوادرها من المدنيين، وتتشكل على طريقة “خلايا” لا يعرف أي عضوٍ منها الأعضاء الآخرين، والتي سميت منظمة الذئاب الرمادية، وعرفت فيما بعد بـ”الأرجنكون”.

دشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت (26 يونيو 2021 ) ما أسماه “مشروعه المجنون” _قناة إسطنبول الجديدة_ والذي يعتبره “صفحة جديدة في تاريخ تنمية تركيا”، والمتمثل في حفر قناة بين البحر الأسود وبحر مرمرة، وتربط القناة البحر الأسود شمالي إسطنبول ببحر مرمرة جنوبا، وتقسم الجزء الأوروبي من المدينة إلى قسمين جاعلة من الجزء الشرقي من القسم الأوروبي جزيرةً وسط قارتي آسيا وأوروبا.

تشهد منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا تغيرات واسعة في خريطة التحالفات مع رغبة الجانب التركي في إعادة العلاقات مع تلك الدول مرة أخرى، فقد عانت تركيا في السنوات الماضية توترًا في العلاقات بينها وبين مجموعة من الدول الأوروبية وأمريكا، ولذلك لم تجد تركيا ملاذًا أمامها سوى اللجوء إلى العمق الاستراتيجي، فدائمًا ما تُسَوِّق تركيا نفسها عالميًّا بأنها دولة علمانية في محاولتها الانضمام للاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه تسوق نفسها إسلاميًّا في علاقاتها بدول الجوار وإفريقيا.

عُقدت في العاصمة المصرية القاهرة في مايو الماضى محادثات إعادة تطبيع العلاقات على مستوى نواب وزراء خارجية مصر وتركيا، وقد جاءت التصريحات عقب المباحثات إيجابية، بشأن استئناف العلاقات وتطورها، حيث صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلا: “إن مصر ليست دولة عادية بالنسبة لبلاده، وإن أنقرة تأمل في تعزيز تعاونها مع مصر ودول الخليج إلى أقصى حد “على أساس نهج يحقق الفائدة للجميع”