أصدرت الوحدة الحكومية لتنسيق لمكافحة العنصرية التابعة لوزارة العدل تقريرها السنوى عن عام 2020 فى الثامن من شهر مارس 2021م أوضحت فيه أن عام 2020 كان مليئًا بالتحديات؛ بسبب مزيج خاص ومختلف من تداعيات كل من أزمة الكورونا والانتخابات الثالثة وعدم التصديق على ميزانية الدولة، مما أثار خطاب الكراهية والعنصرية.
استقبلت الوحدة 1450 شكوى، بزيادة حوالى ثلاثة أضعاف عدد الشكاوى المقدمة لها خلال 2019، حيث تُعد الوحدة الهيئة المسؤولة عن مكافحة التمييز والعنصرية، وتطوير الوعى المجتمعى بهما، وهي تتعامل بشكل مباشر مع شكاوى مختلف الإسرائيليين سواء من أصل إثيوبى، أو فلسطينيين، أو يهود متدينين، أو يهود علمانيين، أة أشكيناز أو سفارديم، أو دروز أو بدو أو طالبى اللجوء وغير ذلك.
العنصرية
مستوطن يهودى يصرخ بوجه فتاة فلسطينية مسلمة – أرشيفية
فيما تختلف شكاوى الإسرائيليين على النحو التالي:-
تعلقت 26٪ من الشكاوى بقضايا التمييز في تقديم الخدمات العامة، وتعلقت 19٪ منها بالعنصرية، و 15٪ بالتمييز في الوظائف، و 11٪ بالدعاية العنصرية المعتادة، و بتقصير رجال الشرطة وبإعمال القانون، و متعلقة بالتمييز فى التعليم، و من الشكاوى حول الجرائم التحريضية على التمييز والعنصرية.
وأشار التقرير إلى أن 27٪ من الشكاوى كانت بخصوص حوادث عنصرية ضد الإثيوبيين، و 27٪ ضد فلسطينيين من المجتمع العربي، و 19٪ بخصوص التمييز ضد اليهود المتدينين، و7٪ للحوادث ضد اليهود الروس، و20٪ ضد آخرين من باقى فئات المجتمع.
وكانت صحيفة هآرتس اليسارية، قد أجرت استطلاعا للرأى شمل يهودًا متدينين وعلمانيين طرحت فيه السؤال: لماذا انتشرت الكراهية بهذه الحدة فى المجتمع الإسرائيلى؟، فأظهرت المؤشرات أن حوالى 68% من الأجيال الجديدة من اليهود يكرهون الفلسطينيين من عرب اسرائيل، ويفسره ما ورد فى التقرير الحكومى، حيث كانت 56٪ من الشكاوى متعلقة بالمجتمع اليهودى المتدين بسبب تصريحات مسيئة فى وسائل الإعلام من قِبل شخصيات عامة.
ورغم تأكيد التقرير على أن الزيادة الهائلة لعنصرية المجتمع الإسرائيلى ترجع إلى تداعيات أزمة الكورونا والانتخابات الثالثة، وعدم التصديق على ميزانية الدولة إلا أن الباحث يرى ما يلى:
– أن ثقافة المجتمع الإسرائيلى اليهودى تقوم على التحريض العنصري ضد غير اليهودى بشكل عام، وهناك منظومة تربوية كاملة ينشأ عليها اليهودى، وهي ترسخ جذور العقيدة الدينية الصهيونية؛ (أنا والآخر – نحن وهم)، وربما تُشكل الهجرة العكسية لعدد من الليبراليين واليساريين والعلمانيين الإسرائيليين فى السنوات الأخيرة من الرافضين لهذا السلوك الإسرائيلى أكبر دليل على ذلك.
الوحدة الحكومية لتنسيق مكافحة العنصرية – أرشيفية
– تُشجع القوانين الإسرائيلية على ازدياد عنصرية المجتمع ضد الإسرائيليين من أصل إثيوبى رغم أنهم من أقدم الجماعات اليهودية فى العالم، حيث لايتم منحهم الجنسية الإسرائيلية بمجرد وصولهم لإسرائيل وذلك بسبب التحرى الدقيق فى يهودية أجدادهم، ما أدى إلى انعزالهم وعدم قدرتهم على الاندماج فى المجتمع، وقبولهم لأعمال منخفضة الأجور ولا تحتاج لتأهيل علمى بالتالى أصبحوا فريسة سهلة للتنمر والممارسات العنصرية.
– على الرغم من إخفاق الحكومة الإسرائيلية فى رأب الصدع الاجتماعى الناتج عن تداعيات أزمة كورونا فى عامها الأول وعدم تمرير ميزانية الدولة؛ إلا أنها مضت بثبات نحو انتخابات رابعة دون الالتفات للمواطن واحتياجاته الاجتماعية الأساسية وأبرزها الأمن والشعور بالمساواة.
العنصرية ومستقبل إسرائيل
إن انتشار العنصرية ، وما يترتب عليها من تطرف وعنف، في غياب الرادع الفعال والمؤثر، تُعد بداية لإضعاف المجتمع الإسرائيلى وتقويضه من الداخل، وتصريح 73٪ من الاسرائيليين بأنهم يفكرون في الهجرة من الدولة العبرية بسبب العنصرية، بحسب استطلاع أجرته صحيفة هآرتس، ماهو الا مؤشر لهذا التوجه، ونذير بانتهاء المشروع الصهيونى على المدى القريب.
وعليه، فمن مصلحة إسرائيل فى المستقبل أن تتوازن داخليا، حتى تتمكن من إتمام مشاريع التعايش التى تسعي إلى تحقيقها، وأن تستعد لاستقبال الاستثمارات والسياحة وغير ذلك من النتائج المباشرة لتلك المشاريع.
وإضافةً إلى البند السابق، فإن إيقاف سياسات الاستيطان وتهويد المناطق والأراضى والهويات، والاعتراف بالحق الفلسطينى كاملا، من شأنه الحد من موجات العنصرية وما يتبعها من عنف.
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version