في ظل العدوان الغاشم الذي تشنه إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، والممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وحتى داخل أراضي الـ 48، يتساءل البعض عن سبب فشل الجهود المصرية أو حتى العربية والدولية، في إحراز تسوية أو إيجاد حل للقضية الفلسطينية. وربما يتناسى البعض أن هناك نصوصا دينية ونبوءات توراتية هي التي تجعل الإسرائيليين يماطلون في الحلول السياسية ولا يتنازلون عن الأرض الفلسطينية.
الدعم المصري للفلسطينيين..
لا يخفى على أحد أن مصر تسعى منذ عقود لتحقيق الاستقلال الوطني الفلسطيني، عبر إقامة دولة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، حيث ترى مصر أن وجود الدولة الفلسطينية يُعد مصلحة أمنية وقومية لها. كما تتعاطى القاهرة مع القضية الفلسطينية باعتبارها التزامًا تاريخيًا لا يمكن لمصر أن تتخلى عنه.
ومنذ اندلاع التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة، سارعت مصر لإحتواء الأزمة ووقف سفك الدماء، فطرحت مبادرة لوقف إطلاق النار بين الجانبين لعودة الهدوء والاستقرار، لكن التعنت الإسرائيلي يحول دون ذلك حتى الآن.
ولم تكن تلك أول مبادرة مصرية في عهد الرئيس السيسي لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بل كانت هناك مبادرة مصرية مشابهة في عام 2016، لأن مصر – رغم ما تواجهه من صعاب و تحديات- كانت ولا تزال هي الدولة المحورية في المنطقة، فضلا عن أن لها علاقات مع إسرائيل، كونها أنها أول دولة عربية وقعت اتفاقية سلام لكنها لم تهرول إلى التطبيع حفاظا على الأمن القومي المصري والعربي.
الأطماع الإسرائيلية تعوق الجهود المصرية!
لم تُقصِّر مصر يوما في حق الفلسطينيين، إذ كانت تحاول دومًا الدفاع عن حقوقهم والذود قضيتهم في جميع المحافل الدولية، لكن أحلام اليهود وأطماعهم تمثل العقبة الكؤود التي تحول دون أي تسوية سلمية، فأحلام اليهود بقيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، لم ولن تنتهي يوما، لا سيما في ظل المساعي الإسرائيلية الحثيثة لضم غور الأردن وشمالي البحر الميت للسيادة الإسرائيلية، فضلا عن اعتراف الولايات المتحدة مؤخرا بسيادة إسرائيل على الجولان، ونقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس. مما يعني أن مشروع قيام دولة إسرائيل الكبرى يتحقق بشكل تدريجي.
لا زال الحلم قائما!
يُخطئ من يظن أن فكرة قيام دولة إسرائيل الكبرى تقتصر فقط على الماضي، بل لا تزال الفكرة قائمة ومستحوذة على عقول كثير من الإسرائيليين حتى يومنا هذا، فهناك حركة سياسية حديثة تُسمى “الحركة الداعمة لإسرائيل الكبرى”، وهي تضم مفكرين وشخصيات عامة، ممن يؤيدون الاستيلاء على جميع الأراضي الفلسطينية وجعلها خاضعة لسيادة الدولة العبرية. وتطالب تلك الحركة بفرض السيادة الإسرائيلية على جميع أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلة في عام 1967، وإقامة المستوطنات اليهودية عليها.
وكانت فكرة تأسيس الحركة الداعمة لقيام دولة إسرائيل الكبرى قد انطلقت فور انتهاء حرب يونيو 1967، وتحديدا في اليوم الثاني عشر من نفس الشهر، عندما انعقد مؤتمر خاص داخل الكنيست للاحتفال بالنصر على الجيوش العربية. وفي ذلك المؤتمر أطلقت كتلة “المركز الحر” البرلمانية، التي كان يرأسها “شموئيل تامير” و”اليعازر شوستيك”، شعارا يحمل عنوان: “الأرض المُحررة لا تُسترد”، إيذانًا ببدء قيام إسرائيل الكبرى.
ويزعم داعمو فكرة إقامة دولة إسرائيل الكبرى أن التاريخ لم يشهد قيام دولة فلسطينة في تلك المنطقة، وأن الشعب الفلسطيني هو مجرد أكذوبة لا أصل لها، بل إنه افتراء جديد، يهدف إلى تحريض شعوب الشرق الأوسط ضد اليهود.
موقف الأحزاب اليهودية المتطرفة:
ترى الأحزاب اليهودية المتطرفة أن كل الأراضي الفلسطينية يجب أن تكون خاضعةً للدولة اليهودية التي تستند إلى الركائز التالية:
ركيزة العقيدة (بأن أرض اسرائيل هي ملك للشعب اليهودي وفق الوعد الإلهي الذي نصت عليه التوراة).
ركيزة التاريخ، لأن تلك الأرض تعتبر ملكا للشعب اليهودي منذ حوالي 3500 عام أو 3800 عام. أما فكرة الدولتين لشعبين فلا صلة لها بالواقع، حيث لم تكن قائمة من قبل ولا ينبغي أن تكون قائمةً في المستقبل.
الركيزة الأمنية, التي ترى أن مناطق الضفة الغربية إذا سيطر عليها الفلسطينيون ستشكل خطرا وجوديا على دولة إسرائيل.
الركيزة اليهودية، وتتمثل في تعزيز الاستيطان اليهودي بأراضي الضفة الغربية, وهذا ما يريده الناخب الإسرائيلي منذ عام 1977، من خلال فرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات.