انتهت الانتخابات الإسرائيلية الرابعة على التوالى فى أقل من عامين ، لينتقل المشهد إلى بيت الرئيس “ريفلين” لإجراء المشاورات والنظر فى التوصيات حتى يقع الاختيار على من سيُكلف بتشكيل الحكومة.
وقد شهدت هذه الجولة من الانتخابات أضعف نسبة تصويت مقارنة بسابقاتها وعزف الناخبون على اختلاف توجهاتهم عن الأدلاء بأصواتهم ، وفضّل الأغلبية هذه المرة البقاء فى البيوت أو الخروج للمتنزهات والحدائق على المشاركة الفعالة، كما برز انقسام الإسرائيليون إلى ليكوديين وغير ذلك، حيث جاءت معدلات التصويت متسقة مع أصوات المحتجين على سياسات نتنياهو، المطالبين برحيله منذ أكثر من سبعة شهور معلنة : “الأغلبية لاتريد نتنياهو”.

1- الليكوديون
كشفت النتائج هذه المرة أن الناخب الليكودى مازال يصوت لنتنياهو على الرغم من درايته التامة بالاتهامات الموجهة ضده، ورغم إدراكه عدم قدرة نتنياهو على تشكيل الحكومة، حيث اضطر لتقاسم الحكم مع “بينى جانتس” بعد الانتخابات الثالثة، ما يعنى أنه فشل وفشل منافسوه كذلك.
ولكن لماذا امتنع الناخب عن الذهاب لمراكز الاقتراع هذه المرة؟ رغم تحذير “نتنياهو” مرارًا وتكرارًا من ضعف الإقبال على التصويت ومن بقاء الليكوديون فى منازلهم، ومحاولته جذبهم بكل الطرق الممكنة؛ برسائله عبر وسائل التواصل الاجتماعى ودعوة المشاهير لمواقع الجماهير مثل المطربة “عيدن بن زاكين”، إلا أن نتائج الفرز أشارت إلى خسارته مالايقل عن 250ألف صوت مقارنة بالانتخابات السابقة حيث انخفض الإقبال بحوالى 4-5٪، خاصة فى معاقل الليكود مثل: عسقلان وطبريا والقدس وكريات شمونة ، وجاءت النتائج كالآتى :
انخفضت نسبة الإقبال في عسقلان من 63٪ في انتخابات 2020 إلى 59٪ في الجولة الحالية. وانخفضت النسبة في بئر السبع من 62٪ إلى 57٪، أشدود من 66٪ إلى 62٪ ، في سديروت من 65٪ إلى 60٪ ، طبريا من 61٪ إلى 56٪، القدس المحتلة من 63٪ إلى 59٪ وفي كريات شمونة من 61٪ إلى 57٪.
وكانت أبرز الأسباب التى ذكرها الناخب الليكودى فى بعض لقاءات البرامج التلفزيونية والإذاعية:
– شعور الناخب بالمطاردة خاصة بعد إرسال الليكود رسائل طوارئ على هواتفهم تحتوى على تحذير شديد اللهجة من ضعف التصويت.
– شعور الليكوديون العام بعدم وجود خصم قوى او تهديد حقيقى.
– شعورهم بقلق المسؤلين من الاخفاق يوم الانتخابات دون القلق بشأنهم أو بشأن مستقبلهم خاصة بعد أزمة كورونا.

2- غير ليكوديين
من ناحية أخرى حاول الناخب فى معسكر يسار الوسط هزيمة الإحباطات السائدة فى المجتمع بصفة عامة ، وحافظوا على نسبة إقبال جيدة إلى حد ما فى تل أبيب وجفعاتيم وجوش دان ودفع حزب العمل وأزرق أبيض ، ميرتس ، يش عتيد ، إسرائيل بيتينو ، أمل جديد ، بحملات مكثفة فى هذه المناطق ، ورغم ذلك ظلت نسبة الانتخابات أضعف من السابق ومرتفعة عما يروجه الليكود.
بلغت نسبة المشاركة فى هرتسليا 65٪ مقابل 66٪ فى الجولة السابقة ، جفعتايم 69٪ مقابل 70٪ ، في رمات هشارون 72٪ مقابل 73٪ ، وفى رامات هشارون 74٪ مقابل 76٪ في المرة السابقة.
وكانت أبرز أسبابهم رفضهم للإنقسام والتفكك ، واعتقادهم أن المشاركة لن تزيد الأمر إلا سوءًا ، حيث اعتبر البعض أن هذه الانتخابات الأكثر مللًا فى تاريخ اسرائيل.
3- الحريديم
المتدينون سواء بمرجعية غربية أو شرقية “يهدوت هاتوراه ، شاس” على نفس الموقف من نتنياهو ، والحقيقة أن عالم التوراة والمتدينين لا ينتمي إلى مجتمع معين أو زعيم بعينه إلا عندما تتفق مصالحهم.
