كان تصريح نتنياهو غير المسبوق في درجة تحديه للإدارة الأمريكية مفاجئًا لكل المراقبين عندما قال خلال حفل لرئيس الموساد الجديد “اذا احتجنا الى الاختيار وأتمنى ألا يحدث ذلك، بين الاحتكاك مع صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة، وإزالة التهديد الوجودي (يقصد ايران) فان إزالة التهديد الوجودي هي التي تتغلب “.
ولأن هذا التصريح يحمل دلالات كثيرة غير مسبوقة في التحدي خصوصا بعد عودة بينيت الى ائتلاف التغيير الذي يقوده لابيد لتشكيل حكومة للخلاص من نتنياهو الذي ظن أنه نجح في افشال لابيد ومنعه من تشكيل حكومة التغيير بانضمام بينيت له أثناء الحرب على غزة وتعهده بألا يساهم بتشكيل حكومة غير يمينية .

وبالعودة إلى الوراء في زيارة بلينكن (25/5/2021) التي شملت إسرائيل ضمن جولته للمنطقة لتثبيت وقف إطلاق النار ورغم أن عنوان الزيارة كان للحديث عن تثبيت وقف إطلاق النار وترتيب الإعمار في غزة وإطلاق عملية سياسية لاحقا إلا أن الملاحظ أن نتنياهو تحدث في المؤتمر الصحفي وبجانب وزير الخارجية الأمريكي بلينكن عن عدم رغبته في عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي وأن الاتفاق النووي يسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية وأن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها .
وحسب ما ذكرت مصادر ووسائل إعلام اسرائيلية أن من ضمن ما نقله بلينكن لنتنياهو أثناء اجتماعه به أن الإدارة الأمريكية سوف تعود للاتفاق النووى ومما شكل إحراجًا للإدارة الأمريكية والتي اعتقدت أن ما قدمته خلال الحرب على غزة من دعم لاسرائيل قد روض نتنياهو وكبح تمرده، إلا أن نتنياهو عندما أطلق التصريح كان متأكداً أن إسرائيل ستذهب الى انتخابات خامسة إذا لم يعد التكليف له ويشكل حكومة يمينية عبر عودة التكليف الى الكنيست، لذا لم يعبأ برد فعل الإدارة الأمريكية وغازل اليمين وجمهوره بعد الصورة السيئة التي ظهرت بها إسرائيل أمام العالم خلال المواجهات مع الفلسطينيين سواء في القدس والضفة والعدوان الغاشم على غزة إضافة الى الأحداث غير المسبوقة داخل المدن المختلطة في إسرائيل.
