بينيت

فإن استمرار الحرب الباردة بين إسرائيل وطهران طيلة السنوات الماضية، يؤكد مخاوف الدولتين من اندلاع الحرب المباشرة بينهما. فإسرائيل من جانبها، ترى أنها عاجزة بمفردها عن شن هجوم عسكري ضد إيران لتدمير منشآتها النووية.

تمكن ستة أسرى فلسطينيين في وقت مبكر من صباح يوم أمس الإثنين من الهروب من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد التحصين، في عملية هروب تاريخية هزت عرش المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ولم تتمكن القوات الأمنية من العثور عليهم أو كشف ملابسات الحادث بدقة حتى الآن، وبهذا يتواصل التاريخ الطويل من عمليات هروب الأسرى التي ترعب إسرائيل، وهو ما يترك كبير الأثر على إسرائيل وعلى السلطة الفلسطينية أيضًا، وهو ما نوضحه في هذا التقرير.

أسقطت الهيئة العامة للكنيست الاقتراح الذى تقدمت به “القائمة المشتركة” لإقامة لجنة تحقيق برلمانية فى ظاهرة العنف فى المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل وتدخل “الشاباك” فى تعامل الشرطة مع تلك الظاهرة ، ولم تدعمه “القائمة الموحدة” برئاسة “منصور عباس” بدعوى أن طرح القائمة المشتركة للموضوع من باب المزايدة عليها ومحاولة إحراجها، والتعبئة الشعبوية الذى دأبت عليه، واعتبرت أنها تعمل بشكل أكثر فعالية داخل الائتلاف الحكومى ؛ فهى تراقب أداء الشرطة وتوجهها ، وتساهم فى إقرار الخطط والميزانيات لمكافحة والعنف الجريمة.

تعتبر حكومة بينيت من أكثر الحكومات التى يشملها ائتلاف متناقض
أيدلوجيا وفكريا، إلا أن ما جمع هذا الائتلاف هو الرغبة في الخلاص من نتنياهو يدعمها رغبة الإدارة الأمريكية والتي ساهمت في هذا الاتجاه، إلا أن أهم ما يشغل مراكز الدراسات والباحثين في الشأن الاسرائيلي هو توقع ما يمكن أن تكون عليه سياسات هذه الحكومة وكيف ستتعامل داخليا وخارجيا بعد سنوات نتنياهو التي أثرت بشكل كبير على عملية السلام وموازين القوى في المنطقة، لاسيما وأن بينيت رئيسا للوزراء بست مقاعد إلا أن ائتلافه حتى هذه اللحظة متماسك ولا يبدو عليه أي بوادر للتفكك قريبا، ربما بسبب أن نتنياهو مازال على رأس الليكود وهو ينتظر فرصة للعودة مرة أخرى وربما أن مكونات الائتلاف تحتاج إلى مزيد من الوقت لتحقق جزءا من وعودها لناخبيها.

أفادت وكلات الأنباء العالمية والإيرانية على حد سواء أن الولايات المتحدة أغلقت، يوم الثلاثاء الموافق 22 يونيو 2021م، عددا من المواقع الإليكترونية الإيرانية والعربية المحسوبة على “محور المقاومة” على شبكة الانترنت؛ وذلك بموجب العقوبات الأميركية، وأنه قد ظهرت رسالة بهذا الإجراء على صفحات هذه المواقع مذيلة بختمي مكتب التحقيقات الفدرالي “أف بي آي” ووزارة التجارة، ولكنها أوضحت أن التضليل الذي تعمدته هذه المواقع يقف سببا وراء هذا الإغلاق.

بعد إعلان فوز “إبراهيم رئيسي” في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وتفوقه على كل منافسيه، يكون النظام الحاكم في إيران قد وضع المنطقة كلها وإسرائيل بصفة خاصة، أمام مشهد جديد، أصبحت فيه كافة مؤسسات السلطة خاضعةً للتيار المحافظ الذي يتبنى النهج المتشدد، وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لنظام الاحتلال في تل أبيب الذي لم يكن راضيا عن سياسة إيران حتى في ظل الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، الذي اعتبره البعض أكثر عقلانية وموضوعية في التعامل مع القوى الإقليمية والدولية، مقارنة بالنهج المتشدد للمُرشد الإيراني علي خامنئي، وكبار قادة الحرس الثوري.

تشكل الائتلاف الحكومي الجديد في إسرائيل برئاسة زعيم حزب يمينا نفتالي بينيت، وهو ائتلاف هش نظرٍا لانه يضم ثمانية أحزاب تمثل أطيافا سياسية وأيديولوجية مختلفة، بما يعني أن السياسة الإسرائيلية الداخلية والخارجية ستشهد تحولات كبيرة، ربما لن يتحملها الائتلاف الجديد، الذي لا يقوم على أسس متينة أو برامج سياسية متقاربة، بل إن عوامل الفُرقة والخلاف فيه أكثر من عوامل الوحدة والتلاحم. لذا يعول نتنياهو وباقى أعضاء المعارضة على احتمال سقوط حكومة بينيت عند أول اختبار حقيقي، ليكون السيناريو الأقرب هو خوض انتخابات خامسة.

كان تصريح نتنياهو غير المسبوق في درجة تحديه للإدارة الأمريكية مفاجئًا لكل المراقبين عندما قال خلال حفل لرئيس الموساد الجديد “اذا احتجنا الى الاختيار وأتمنى ألا يحدث ذلك، بين الاحتكاك مع صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة، وإزالة التهديد الوجودي (يقصد ايران) فان إزالة التهديد الوجودي هي التي تتغلب “.