تعد إسرائيل من الدول التي تحرص على استغلال قطاع التقنية الفائقة (هاي تيك) كأداة اقتصادية ذات بعد سياسي وأمني وعسكري، مع التركيز على تقوية القدرات البرمجية في مجال الأمن السيبراني؛ بدافع تعويض النقص في الموارد التي تمكنها من تعزيز أمنها في الشرق الأوسط.

وانطلاقًا من ذلك؛ فلقد شكّلت التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية المحرك للنمو الأساسي للاقتصاد خلال العام الماضي؛ فطبقًا لبيانات تقرير هيئة الابتكار الإسرائيلية «حالة مجال التقنية الفائقة 2022»؛ فقد نما القطاع بأكثر من 10٪ في عام 2021 وبلغ 237 مليار شيكل، بنسبة 15.3٪. من إجمالي الناتج المحلي، وبلغت صادرات هذا القطاع في العام نفسه 54٪ مقارنة بـ 43٪ في العام السابق فيما يعادل 67 مليار دولار، وأبرز المستوردين الدول الأوروبية وأهمها هولندا وسويسرا، ودول آسيا أهمها تركيا، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وفي سياق ذلك فإن هناك شراكات عسكرية تجارية بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية؛ من أجل توفير فرص التصدير لموردي الولايات المتحدة من المكونات عالية الجودة التي يمكن دمجها في الأنظمة الإسرائيلية.

ونظرًا لأن هذا القطاع هو الأكثر طلبًا في الاقتصاد الإسرائيلي والأكثر عائدًا في الأجور؛ فهو أيضا الأكثر جذبًا للأيدي العاملة؛ فقد بلغ عدد الموظفين بأجر في هذا القطاع في نهاية عام 2021 نحو 400 ألف موظف مقسمين وفقًا لإحصائية 2021 إلى 182 في مجال برمجة الحاسوب، و38 في مجال تصنيع الكمبيوتر والإلكترونيات، و39 في مجال البحث والتطوير في مجال الهندسة والعلوم الطبيعية، و24 في مجال الاتصالات عن بعد، و20 في مجال تصنيع تكنولوجيا الفضاء، و16 في مجال التقنيات الصيدلانية، و15 في مجال مراكز الأبحاث التقنية، و7 في مجال معالجة البيانات.

كما بلغ مستوى وظائف التقنية الفائقة 7.17٪ مقارنة بـ 4.61٪ في باقي قطاعات الاقتصاد، النسبة الأكبر منهم شباب وغير متدينين تحديدًا، كما نما عدد الموظفين بأجر في مجال التكنولوجيا الفائقة بنسبة 8٪ مقارنة بالعام السابق، في حين ارتفع عدد الموظفين بأجر في الاقتصاد بشكل عام بنسبة 1٪ فقط، ويكون هدف الحكومة هو الوصول إلى مستوى 15٪ بحلول عام 2026.

وتمثل تل أبيب موطنًا لأكثر من ثلث الشركات العاملة في إسرائيل، وربع موظفي التكنولوجيا الفائقة، وتأتي بعدها بالترتيب حيفا بنسبة 13.6٪ وهرتسليا بنسبة 7.7 ٪، ويعمل في مدينتي رحوفوت ونيس تسيونا 6.6٪ من موظفي الهايتيك في إسرائيل.

أما بالنسبة إلى الأمن السيبراني؛ فإن إسرائيل تجذب حوالي 13% من الاستثمار العالمي؛ حيث تبلغ صادراتها السنوية منه أكثر من 3 مليارات دولار أمريكي، فيما يمثل 7٪ من المبيعات العالمية، و8٪ من الاستثمارات العالمية، مع وجود أكثر من 250 شركة متقدمة، كما أنها تحتل المرتبة الأولى عالميًا في مخصصات البحث والتطوير على المدى القصير، وتستضيف أكثر من 20 شركة متعددة الجنسيات في هذا المجال؛ مثل IBM وCisco وGE، HP، Oracle.

ومن جانب آخر فإن مجال هاي تيك ذو تأثير كبير في الاقتصاد لأن بسببه تحصل إسرائيل على عائد كبير بسبب صادرات تتخطى الـ50%، وهذا يبرر لماذا يحظى مجال هاي تيك الإسرائيلي بمكانة بارزة في الاقتصاد.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version