معلومة في كبسولة
ينقسم مجتمع المتدينين اليهود في إسرائيل إلى “متدينون قوميون” و”متدينون محافظون” (يهود متشددون)، ومنهم “حريديم” و”حسيديم”، وأيضا منهم المنضمون لحركة “نطوراي كارتا”، لكنهم طردوا من إسرائيل بسبب معارضتهم للدولة ومؤسساتها والرفض التام للتعاون معها، وما يجمع بين هؤلاء أنهم يشتركون في الالتزام بالدين على نحو تقليدي (أداء الشعائر، والالتزام بالطقوس الدينية والشريعة), ولكنهم يختلفون في أن المتدينين القوميين اكثر اندماجا في المجتمع الإسرائيلي من المحافظين، الذين اختاروا، في اغلبهم، الانفصال عن المجتمع.
الجماعات الدينية في إسرائيل لها انتماءات سياسية متقاربة، حيث يعتبر الوسط الديني من أكثر الأوساط انضباطا في توجهه الانتخابي، خاصة الوسط الحريدي، باعتباره مجتمعا منغلقا، ويتركز في إحياء أو مدن خاصة، ولهذا نجد التوجه يهيمن في المدن الدينية للتصويت على حزب “يهودوت هاتورا” في المرتبة الأولى، يليه حزب “شاس”.
ومن الأحزاب السياسية التي تمثل المتدينين في البرلمان الإسرائيلي (كنيست)، مثل “شاس”، حيث يكمن تركزهم الانتخابي، و”اجودات يسرائيل”، و”ديجيل هاتورا”، و”البيت اليهودي”، و”الاتحاد اليميني” (تكوما)، و”يهودوت هاتورا”.
اما عن وضعهم السياسي في الانتخابات في الوقت الحالي، فإن رؤساء الأحزاب الدينية في الكنيست, يعدون من أهم القوى السياسية التي تدفع نحو انتخابات جديدة في الفترة القادمة بأسرع وقت.
وتشير بيانات دائرة الإحصاء المركزية لعام ٢٠٢١م الى ان نسبة سكان اليهود في إسرائيل حوالي ٧٤٪ ، منهم ١١,٧٪ متدين، و١٢,٥ ٪ متدين محافظ، و١٠٪ عرفوا أنفسهم بأنهم أرثوذكس متشددين, وأكبر الأحياء السكنية التي يسكنوها هي “ميئا شعاريم” و”بني براك” و”مدينة أشدود”.
ويثير مجتمع المتدينين في إسرائيل العديد من القضايا الشائكة الناتجة عن عزلتهم عن بقية المجتمع، وتبنيهم أفكار اليمين المتطرف، بحيث أصبحت الأحزاب السياسية تدرج المسألة الدينية والتعايش مع المتدينين ضمن خطاباتها السياسية.
ويركز مجتمع المتدينين على العديد من القضايا التي تعنيه وتتقاطع مع مجتمع العلمانيين ومؤسسات الدولة، منها الهوية، وخطورة الاندماج مع باقي المجتمع، والمحافظة على الشريعة والتقاليد الدينية، والتجنيد في الجيش، وهي من أكثر القضايا المثارة بين المتدينين والدولة، ومواقفهم تجاه العرب والمقدسات الإسلامية، وصراعهم مع العلمانيين.