احتلت القومية الأذرية في إيران
أتراك إيران موقعًا مهمًا على الساحتين الداخلية والخارجية لإيران منذ بدايات القرن الماضي لما للمناطق التي تقطنها هذه القومية من أهمية كبيرة للسيطرة على بحر قزوين والقوقاز بالإضافة إلى ثروات الموارد الطبيعية الموجودة في هذه المنطقة وعلى رأسها النفط والغاز؛ وهو الأمر الذي يمثل عاملًا استراتيجيًا مهمًا للأمن القومي الإيراني بالإضافة إلى الدعم غير المُباشر من جمهورية أذربيجان للأذريين الإيرانيين حيث تخشى إيران محاولاتهم الانفصالية وبالتالي تفكك الدولة الإيرانية التي تتكون من عدد كبير من القوميات وهو الأمر الذي يضعه النظام الإيراني في الحسبان لمنع أي تقارُب بين الأذريين ودولة أذربيجان التي تتمتع بعلاقات قوية مع إسرائيل وتركيا وهما المنافسان الإقليميان الرئيسان لإيران سواء في الشرق الأوسط أو آسيا الوسطى والقوقاز.

أرشيفية

تعاطي النظام الإيراني مع القومية الأذرية في إيران (تهميش وإقصاء متعمد)  

بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية 1988م، وفي أعقاب إنهيار الاتحاد السوفييتي 1991م، انتهج النظام الإيراني سياسات جديدة لتهميش وإقصاء القوميات والأقليات العرقية الإيرانية خصوصًا الأذريين، حيث ازدادت مخاوفطهران بشأن السيطرة على مناطقها الشمالية الغربية ذات الأغلبية الآذرية مع استقلال جمهورية أذربيجانوتنامي المشاعر التركية التي عبر عنها الرئيس الأذربيجانيالأسبق أبو الفضل قدیرقولو أوغلو إلتشي بـَي وهو الرئيس الثاني في تاريخ جمهورية أذربيجان بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي ومؤسس الجبهة الشهبية الأذربيجانية،الذي وصفتوقيت إعادة توحيد أذربيجان بخمس سنواتعلى الأكثر“. وهو ما حدا إيران بدعم أرمينيا المسيحية ضدأذربيجان الشيعية في الحرب بين البلدين التي إندلعت فيأوائل التسعينيات حول منطقة ناجورنو قاراباغ المتنازععليها. وفي أوائل التسعينيات، اتخذت طهران إجراءاتوقائية حيث قسمت مقاطعة أذربيجان الإيرانية إلى عدةمقاطعات، واستمرت في تكريس وضع الفرس بشكلٍحصري في المناصب القيادية هناك. كما قامت الحكومةبتوطين الأكراد وغيرهم من الأقليات والقوميات العرقية الأخرى في المناطق المتاخمة لجمهورية أذربيجان لخلق نوعمن الطوق الاستراتيجي بين الدولة الأذرية والأقليةالأذربيجانية الداخلية في إيران. ولتعزيز استراتيجيةطهران، أججت الدولة الصراع بين الأكراد والأذربيجانيين. ونتيجة لذلك، انتشر الحديث حولالفاشيين الفرسبينالمهاجرين الأذربيجانيين، الذين يروجون من المنفى فيأوروبا والولايات المتحدة لفكرة الإحياء الوطني والحريةوالوحدة التركية بين الأقاليم والدول التركية في آسيا الوسطى والقوقاز وروسيا الإتحادية. وفي الوقت نفسه،بالنسبة للعديد من المواطنين الأذربيجانيين العاديينوالمندمجين في إيران والذين يشغلون مناصب اقتصاديةوسياسية وعسكرية قيادية في البلاد بعد الثورة الإيرانية،فإن العدو المشترك بين هؤلاء المواطنين والنظام الإيرانييمثلهالأكرادفي استبدال واضح للفاشية الفارسية. وحتى الآن، وعلى الرغم من مواد الدستور الإيراني، الذييضمن حقوق الأقليات العرقية والقوميات المختلفة فيممارسة التعليم بلغتهم الأم، فإن التعليم باللغة التركيةالأذربيجانية محظور، بالإضافة إلى ذلك لا يُطبع سوى عددمحدود من الصحف والمجلات المتخصصة باللغةالأذربيجانية، بينما في الواقع لا توجد أية قنوات تلفزيونية أو مواقع على الشبكة الدولية للمعلومات باللغة التركية الآذربيجانية تخصص القومية الأذرية في إيران.

أرشيفية

محددات العلاقات الإيرانية الأذربيجانية

تخضع العلاقات الإيرانية الأذربيجانية إلى عدد من المحددات المعقدة التي ترتبط بعدد من الملفات الشائكة والأزمات المتلاحقة التي تؤثر بالسلب على العلاقات بين البلدين. وهذه الملفات والأزمات ليست وليدة اللحظة وإنما تمتد عبر تاريخ طويل من المشاحنات المعقدة والاضطرابات سواء على المستوى الداخلي للبلدين والمرتبط بالأقلية والقومية الأذرية في إيران ومستقبلها على المستوى الاجتماعي والسياسي، وعلى المستوى الخارجي هناك العديد من الأزمات التي رسخت فكرة العداء بين الدولتين منذ استقلال أذربيجان وجمهوريات آسيا الوسطى عن الاتحاد السوفييتي في بداية تسعينيات القرن الماضي.

دعم الحركات الانفصالية

تعمقت المخاوف الإيرانية من دعم جمهورية أذربيجان المستقلة عن الاتحاد السوفييتي السابق 1991م للانفصاليين والقوميين الأذريين الموجودين في إيران حيث تشكل القومية الأذرية أكثر من 25% من عدد السكان في إيران، حيث تشكلت حركة الصحوة الوطنية لأذربيجانالجنوبية التي تدعم حقوق انفصال الأذريين عن إيران وانضمامهم إلى جمهورية أذربيجان لتحقيق ما يسمى بأذربيجان الكبرى حيث تأسست الحركة في عام 2002ممن قبل محمود علي الشيرغاني، زاعمةً أنها تمثل مصالحالأقلية الأذرية في إيران وانضم ممثلون عن القومية الأذرية في إيران إلى منظمة الأمم والشعوب غير الممثلة وهي منظمة دولية غير رسمية تدعم حقوق القوميات والأقليات في تقرير المصير.

بالإضافة إلى حركة الصحوة الوطنية لأذربيجان الجنوبية، تتهم إيران أذربيجان بدعم حركة التحرير الوطنية الآذرية والتي تسعى للاتحاد مع جمهورية أذربيجان الواقعة فيآسيا الوسطى، وتشمل مناطق عمل هذه المنظمة أقاليمهمدان وقزوين والكرج ومناطق الغرب الإيراني، وتحاولجمع شتات العرق الإيراني ذو الأصول التركية في إيرانتحت لواء واحد وذلك بسبب الممارسات الرسمية الإيرانية تجاه الأذريين في إيران والتي تعتمد على الإقصاء والتهميش الدائم تجاههم.

أرشيفية

في المقابل، قامت طهران بتأسيس ودعم بعض من الجماعات المسلحة في أذربيجان وعلى رأسها حركة المقاومةالإسلامية الأذربيجانية (حسينيون) وهي مجموعة مسلحة أذربيجانية تدين بالولاء لإيران وأسسها قائد فيلق القدس قاسم سليماني ويُعد توحيد إبراهيم بيگلي مؤسس هذه الحركة من أشد المعارضين لسياسات الرئيس الأذربيجاني إلهام حيدر علييف وتم تجنيد العديد من أعضاء هذه الحركة للقتال في صفوف القوات الإيرانية المتمثلة في الحرس الثوري الإيراني ولواء زينبيون الإيراني في باكستان ولواء فاطميون الإيراني في أفغانستان وذلك للمشاركة في الحرب السورية وتم اعتقال عدد كبير من هؤلاء المقاتلين فور وصولهم إلى أذربيجان ووُجهت لهم تهم تلقي تدريبات عسكرية خارج أذربيجان والتخطيط للقيام بعمليات إرهابية في الداخل.

أزمة ناجورنو قاراباغ

ترى إيران أن أزمة ناجورنو قاراباغ بين أذربيجان وأرمينيا تهديدًا مباشرًا لسيادتها على المستوى الداخلي، حيث ترى أن التعدُد القومي في الداخل الإيراني خصوصًا القومية الأذرية من أكبر التهديدات التي تواجه النظام الحاكم في إيران وعليه ساندت إيران أرمينيا في الحرب مع أذربيجان والتي بدأت منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفييت 1991م وذلك للحفاظ على وحدة وتماسُك وهوية المجتمع الإيراني ضد الانفصالية القومية ودعوات الانفصال المتتالية، ولم تتوسط إيران في بداية الصراع ولم تكن وسيطًا محايدًا لإنهاء الصراع وكل ما فعلته هو تقديم المساعدات للاجئين المسلمين الفارين من الحرب الأذربيجانية الأرمينية في ناجورنو قاراباغ.

كانت الحرب الأذربيجانية الأرمينية الأخيرة التي إندلعت في أكتوبر من العام 2021م والتي انتهت بتحرير جزء كبير من الأراضي الأذربيجانية في ناجورنو قاراباغ سببًا في تعديل السياسة الإيرانية تجاه أزمة ناجورنو قاراباغ حيث شعرت إيران بوجود تنافُس قوي مع قوى إقليمية ودولية في منطقة جنوب القوقاز حيث ساندت تركيا وإسرائيل أذربيجان خلال هذه الحرب واكتفت روسيا بدور المُحايد ولعب دور الوسيط في مباحثات وقف إطلاق النار بين الطرفين؛ وهنا تعاملت إيران ببراجماتية بحتة في إدارة هذا الجانب من الصراع والذي يُشكِل تهديدًا للدور الإيراني في المنطقة بل ويخصِم من رصيدها فعادت إلى المربع الصفري في إدارة الأزمة وعادت إلى سياسة الحياد التي لم تنتهجها إطلاقًا في الصراع الأذربيجاني الأرميني حول إقليم ناجورنو قاراباغ.

العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية

ترتبط أذربيجان بعلاقاتٍ قويةٍ مع إسرائيل منذ استقلال الأولى عن الاتحاد السوفييتي في بدايات تسعينيات القرن الماضي وذلك بعد أن فقدت إيران موقعها الجيواستراتيجي في منطقة جنوب القوقاز، وخلال الحرب الأرمينية الأذربيجانية انحازت إيران لأرمينيا المسيحية ضد أذربيجان الشيعية وذلك خوفًا من تطلعات انفصالية للأذربيجانيين الإيرانيين وانحازت إسرائيل إلى أذربيجان وغلبت مصالحها الاقتصادية الضخمة معها على الرغم من الارتباط الدبلوماسي بين أرمينيا وإسرائيل وفكرة المظلومية التاريخية المتمثلة في الهولوكوست والإبادة الأرمنية.

أرشيفية

استغلت إسرائيل الأقلية اليهودية في أذربيجان لمنع امتداد النفوذ الإيراني في منطقة جنوب القوقاز وآسيا الوسطى في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي واستقلال أذربيجان وعمقت من علاقاتها السياسية والدلوماسية والاقتصادية مع أذربيجان خلال العقدين الماضيين وقدمت كافة أنواع الدعم لأذربيجان في حرب ناجورنو قاراباغ وملئت الفراغ الجيوسياسي والجيواستراتيجي الذي خلفته إيران في المنطقة، وبالإضافة إلى ذلك عمقت من علاقاتها العسكرية والاستخباراتية مع أذربيجان حيث صارت أذربيجان نقطة انطلاق إسرائيلية في خاصرة إيران وهو الأمر الذي يُزعج النظام الإيراني.

التحالف التركي الأذربيجاني

تمثل العلاقات بين تركيا وإيران في الوقت الحالي حلقة من البراجماتية الدائمة التي تسيطر على العلاقات بين البلدين طوال التاريخ وتجاهلت إيران علاقاتها مع أذربيجان المستقلة عن الاتحاد السوفييتي في بداية تسعينيات القرن الماضي لمنع تزايُد النفوذ التركي والإسرائيلي في آسيا الوسطى وفي القوقاز، لكن خلال تلك الفترة حافظت تركيا على علاقاتها الاستراتيجية القوية مع أذربيجان التي تُعد حلقة الوصل بين تركيا وإسرائيل في جنوب القوقاز واستمرت تركيا في دعم أذربيجان خلال حربها مع أرمينيا بسبب أزمة إقليم ناجورنو قاراباغ وذلك بسبب العداء التاريخي بين تركيا وأرمينيا وتدخلت تركيا خلال الحرب الأخيرة التي استردت فيها أذربيجان أجزاء كبيرة من إقليم ناجورنو قاراباغ وأعادته إلى سيادتها ودعمت تركيا أذربيجان على المستوى العسكري والاستخباراتي وكانت هذه الحرب مدخلًأ لإعادة تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية من جديد.

أرشيفية

على جانب آخر، زادت تركيا من نفوذها في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز عن طريق الدعم القومي للقوميات التركية في المنطقة وبالتحديد بعد تأسيس مجلس التعاون للدولالناطقة بالتركية والذي يضم في عضويته كل من تركيا أذربيجان أوزبكستان كازاخستان قيرغيزستان وهو الأمر الذي يُعد خصمًا من الرصيد الإيراني على مستوى الجغرافيا السياسية في القوقاز ويمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح والهوية الإيرانية في المنطقة ذاتها.

مستقبل القومية الأذرية في إيران في ضوء المستجدات الداخلية والخارجية

يخضع مستقبل الأذريين في إيران إلى المستجدات على الساحتين الداخلية والخارجية، فعلى المستوى الداخلي تمثل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الإيرانيون مدخلًا لتعامل السلطات الإيرانية مع القومية الأذرية حيث لن تتغير سياسات النظام مع الأذريين على المدى القريب بل سيزداد النظام في قمع وتهميش الأذريين في الدخل الإيراني خوفًا من تحولهم إلى أذرع استخباراتية لأذربيجان وبالتالي إسرائيل وسوف يستمر في نهجه المعادي ضد الأذريين وغيرهم من الأقليات والقوميات العرقية والدينية والمذهبية الأخرى وذلك للحفاظ على أركان النظام ولن تتغير سياساته في المستقبل القريب إلا إذا نحجت إحدى الانتفاضات أو الثورات الشعبية في إيران في تغيير السياسات القائمة بل النظام القائم في إيران على غرار الثورة الإيرانية 1979م وحينها سيختار الأذريين إما الاستقلال الذاتي في ظل حكومة مركزية في إيران أو الانفصال التام والانضمام إلى جمهورية أذربيجان وتحقيق حلم أذربيجان الكبرى وهو أمر غير وارد على الأقل في الوقت الحالي والمستقبل القريب وذلك بسبب تشبث النظام الإيراني وإمساكه بكل خيوط السياسات الداخلية في البلاد عن طريق استخدام القوة ضد المعارضين وقمع وتهميش وإقصاء الأقليات العرقية والدينية والمذهبية في البلاد.

مستقبل العلاقات الإيرانية الأذربيجانية في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية

يخضع مستقبل العلاقات بين إيران وأذربيجان إلى المستجدات والتطورات على الساحة الإقليمية في الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى بالإضافة إلى المستجدات الدولية المتمثلة في العلاقات الإيرانية الغربية لاسيما مع الولايات المتحدة الأمريكية حيث اتجهت إيران إلى استخدام سياسات براجماتية العمل على تهدئة الأجواء بين البلدين بعد التوتر والمشاحنات الأخيرة بينهما وذلك خوفًا من فتح جبهات جديدة للصراع ستكون إسرائيل حاضرة بها في كل الأحوال نظرًا لعلاقاتها القوية على كافة المستويات مع أذربيجان بالإضافة إلى لاعب رئيسي آخر تخشى إيران من زيادة نفوذه في المنطقة وعلى حدودها خصوصًا لأن هذا اللاعب يمتلك في الأساس حدود مع إيران وهي تركيا التي تحاول عن طريق الدول الناطقة بالتركية في القوقاز وآسيا الوسطى وروسيا الاتحادية تشكيل تحالفًا قوميًا قويًا على المستوى السياسي والمستوى الاقتصادي والعسكري وهو ما تخشاه إيران حيث أن هذا التحالف سيمثل حصارًا وطوقًا خانقًا لإيران بالإضافة إلى أن سيخصم من رصيد إيران الاستراتيجي والجيوسياسي في جنوب القوقاز وهو الرصيد المتوتر في الأساس لصالح قوى دولية وإقليمية أخرى لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين وتركيا وغيرها من القوى الأخرى. بالإضافة إلى ما سبق فإن إيران ستتجه إلى التهدئة طويلة الأمد مع أذربيجان خصوصًا بعد الحرب الأرمينية الأذربيجانية الأخرى التي شكلت منعطفًا جذريًا في إقليم القوقاز حيث استردت أذربيجان جزء كبير من أراضيها في ناجورنو قاراباغ بموافقة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبمشاركة تركيا وإسرائيل ونتيجة لهذه الهدنة الطويلة وبراجماتية المصالح المشتركة بين إيران وأذربيجان ستتخلى إيران عن نفوذها في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى لصالح القوى الأخرى ولكن هذه الهدنة مُعرضَة للانتهاكات المتبادلة من الجانبين خصوصًا من الجانب الإيراني بالإضافة لكونها رهن التطورات الدولية وعلى رأسها البرنامج النووي الإيراني والاتفاق النووي الإيراني حيث إذا لم تتوصل إيران إلى اتفاق نووي مع القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وقامت بتطوير قدراتها النووية والصاروخية وامتلكت السلاح النووي فمن الممكن أن تكون الحدود الأذربيجانية الإيرانية حدودًا ملتهبة إلى حد كبير حيث ستستغل إسرائيل كافة دوائر الصراع المشتركة من أجل تطويق إيران بسبب برنامجها النووي وتعد منطقة جنوب القوقاز المنطقة الثانية المرشحة للصراع بالوكالة بين إيران من جهة وإسرائيل وحليفتها أذربيجان من جهة أخرى وذلك لتحقيق ردع النظام الإيراني وتحقيق توازن تسليحي عسكري في المنطقة من وجهة النظر الأمريكية الإسرائيلية الغربية، وهناك ما سيعزز هذا الاتجاه وهو محاصرة الغرب لروسيا حليفة إيران بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا بالإضافة إلى تخلي روسيا عن إيران في منطقة القوقاز التي تعتبر منطقة إمتياز روسي تركي في المقام الأول والأخير.

وتأسيسًا على ما سبق، فإن القومية الأذرية في إيران ستخضع للتطورات الداخلية والخارجية في علاقاتها الداخلية مع النظام الإيراني الذي لن يحيد عن سياسات القمع والتهميش التي ينتهجها ضد الأذريين وغيرهم من الأقليات والقوميات العرقية والدينية والمذهبية الأخرى، أما على المستوى الخارجي فستحاول عدة قوى إقليمية على رأسها تركيا وإسرائيل استغلال الأذريين في إيران من أجل الانتقام من النظام الإيراني من خلال تجنيد شبكات عملاء سرية ضخمة تابعة لهذه القوى وفقًا لاستراتيجيات الردع المختلفة المضادة للنظام الإيراني.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version