شهدت إسرائيل خلال عام 2020 العديد من الأحداث السياسية، والعديد من المتغيرات في العلاقات الخارجية، إضافة إلى إبرام عدة اتفاقات سلام.
ولعل أبرز ثلاثة أحداث هى انتخابات مارس الماضى، ثم إعلان تشكيل ائتلاف حاكم لإسرائيل فى إبريل، وانتهى العام بحل الكنيست بعد الفشل في تمرير الميزانية. وبين انطلاق فعاليات الكنيست 23 وحلِّه، وقَّعت إسرائيل عدة اتفاقات سلام مع عدة دول عربية.
معارك نتنياهو من طلب الحصانة حتى حل الكنيست
يعتبر اتهام بنيامين نتنياهو في قضايا فساد ومثوله أمام القضاء من ضمن الأحداث المهمة التى شهدتها إسرائيل فى عام 2020، لذلك يطالب نتنياهو منذ يناير من العام الماضى بالحصول على الحصانة البرلمانية ضد مقاضاته، لكن نوابًا كثيرين اعترضوا على هذا المطلب، وبدأت الخلافات تدب داخل الكنيست الإسرائيلى.
واستمرت اتهامات نتنياهو من قبل معارضيه، وزاد التصعيد ضده، فنزل آلاف الإسرائيليين معترضين على بقائه في الحكم إثر اتهامه بالرشوة والفساد.
وكانت ذروة الاعتراضات والتظاهرات في يوليو، حيث خرج آلاف الإسرائيليين كل سبت للتظاهر ضد نتنياهو، سواء أمام منزله أو أمام مكتبه.
إسرائيل
نتنياهو وغانتس – صورة أرشيفية
وكانت قضايا اتهام نتنياهو بالفساد والرشوة، بمثابة الفرصة التي استغلها معارضوه للتخلص منه، خاصة أنه يتعين عليه المثول أمام المحكمة للإدلاء بأقواله بشكل شبه أسبوعى، وهو ما يسبب فراغًا فى الحكم، لكن نتنياهو رفض التنازل لشريكه فى الائتلاف المنحل “بينى غانتس”.
ومن هنا زادت حِدَّة الخلافات بينهما، حتى رفض كل طرف الموافقة على رغبة الطرف الآخر فى تمرير الميزانية، وفي نهاية المطاف أسفرت الخلافات عن حل الكنيست، في الثالث والعشرين من ديسمبر. ومن المقرر إجراء انتخابات جديدة فى مارس 2021، وهو نفس الشهر الذى أجريت فيه الانتخابات الماضية.
اتفاقات السلام
انتهى عام 2020 بتوقيع إسرائيل على خمسة اتفاقات سلام تاريخية، لكن قبل التوقيع مع الدول العربية، وبدء مرحلة جديدة من الدبلوماسية والعلاقات، بدأ عام 2020 بإعلان تفاصيل “صفقة القرن” أو ما يُعرف باتفاق السلام الإسرائيلى الأمريكى فى الثامن والعشرين من يناير.
بدأت مسيرة التطبيع خلال العام المنصرم، بتوقيع إسرائيل اتفاق سلام مع الإمارات فى الثالث عشر من أغسطس، تلاه اتفاق مماثل مع البحرين فى الحادى عشر من سبتمبر، وتم توقيع الاتفاق بين إسرائيل والبحرين والإمارات فى الخامس والعشرين من سبتمبر برعاية أمريكية.
وفي الثالث والعشرين من أكتوبر، انضم السودان لركب التطبيع مع إسرائيل، ثم تبعه المغرب في ديسمبر، وبعدها أبرمت إسرائيل اتفاق سلام مع مملكة بوتان، ليصبح إجمالي الاتفاقات الموقعة خمسة، منها أربعة مع دول عربية، واتفاق آخر مع مملكة بوتان، وسبق ذلك صفقة القرن، لتحقق الخارجية الإسرائيلية نجاحات كبيرة خلال العام المنصرم.
أزمة كورونا
تعتبر أزمة كورونا من الأحداث الكبرى التى هزت أركان الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، حيث ظهرت الحالة الأولى للإصابة بالفيروس في الحادى والعشرين من فبراير، أما أول حالة وفاة فكانت فى العشرين من مارس، ثم زادت الحالات يومًا بعد يوم لينتهي عام 2020 بتسجيل نحو410 ألف حالة إصابة وثلاثة آلاف حالة وفاة، وأصبحت إسرائيل من بين خمس وثلاثين دولة، هى الأعلى فى معدلات الإصابة على مستوى العالم.
استشراف المستقبل السياسى فى إسرائيل خلال 2021
نفتالى ونتنياهو وساعر – أرشيفية
فى ضوء ما سبق، فإن إسرائيل على موعد مع عدة أحداث فى العام الجديد، أهمها إجراء انتخابات الكنيست الرابع والعشرين في نهاية مارس، كما أن الحكومة القادمة، في ضوء التحالفات الحزبية المتوقعة، ستكون يمينية مهما كانت مكوناتها، سواء بزعامة نتنياهو وهو افتراض ضعيف، أو بزعامة جدعون ساعر زعيم حزب الأمل الجديد، أو بزعامة نفتالى بينيت.
ومن المتوقع أن تتلاشى فرص اليسار فى تشكيل الحكومة، بعدما تراجعت حظوظ “أزرق أبيض”، بزعامة بينى غانتس، الذى ينوى بحسب بعض التقارير، اعتزال الحياة السياسية، بعد فشله فى مواجهة ألاعيب نتنياهو.
لن يكون للقائمة العربية المشتركة حظوظ أكبر من حيث عدد المقاعد التى ستحصل عليها فى الكنيست القادم، إذ من المتوقع حصولها على 11 مقعدًا فقط بحسب معظم الاستطلاعات.
تتراجع فرص اليسار الإسرائيلى في الظهور داخل الكنيست القادم كمكون للحكومة، بسبب تصاعد فرص اليمين بمختلف انتماءاته.
من المتوقع أن تعقد إسرائيل اتفاقات سلام جديدة مع دول عربية أخرى، والحديث يدور عن احتمال توقيع لبنان والجزائر والعراق.
قد يواجه نتنياهو عقوبة السجن خلال عام 2021، على خلفية القضايا التى يحاكم فيها بالفساد والرشوة، حال فشله فى زعامة الحكومة القادمة، وقتها لن يستطيع تحصين نفسه من المحاكمة كما يتمنى.
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version