تتباين مواقف دول الإقليم والعالم من حركة “حماس” فهناك دول ترفض الاعتداءات الإسرائيلية الكائنة على الفلسطينيين بالرغم من أنهم لا يؤيدون حركة حماس ويصنفونها كحركة إرهابية, على الجهة الأخرى هناك دول تعترف أن حماس هي الكيان السياسي المنتخب شرعيًا في قطاع غزة والذي يمثل الشعب الفلسطيني ويجب احترامه.

 وسنعرض هنا المواقف الدولية والإقليمية والعربية المؤيدة للحركة ثم  دول الحياد  ومن ثم سنتناول المواقف االدولية والإقليمية المعارضة لها.

أولا:المواقف الدولية المؤيدة للحركة:

  • دول مؤيدة لحركة حماس وتأتي على رأس القائمة:
  • روسيا:

إن روسيا تدرك جيدا أن أمريكا لن تترك لها مساحة سياسية أو عسكرية للعب أي دور في الأزمة الحالية, ولكنها تريد أن تمثل دور الوساطة السياسية , وهو مافعلته بالضبط حيث اتخذت موسكو خطوات على الصعيد الدولي رفض إدانة حركة حماس في مجلس الأمن الدولي, في الوقت الذي أدانت فيه الخطوات التي وصفتها بالاستفزازية من جانب واشنطن مثل إرسال حاملة طائرات لغزة لدعم إسرائيل دون البحث عن حل أو وقف لإطلاق النار، وهذا ما بنت عليه روسيا موقفها ووضعت الغرب وواشنطن بالكامل في حرج دولي, لهذا فمن المتوقع أن تلعب موسكو وبكين دور الوساطة الفعال بمشاركة عربية ودولية أخرى للوصول إلى حل لتلك الأزمة، كما حدث بين أرمينيا وأذربيجان، وانتهاء أزمة حدودية منذ عقود.

اعتقد أن تبني روسيا  ذلك الموقف هو رد الصفعة لأمريكا لأنها وقفت هي وألمانيا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى الجانب الأوكراني.

  • الصين : نددت بالعدوان الإسرائيلي على القطاع  وطالبت بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين والأسرى.

إن مجلس الأمن الدولي فشل في تبني مشروع قرار أمريكي  صاغته الولايات المتحدة بشأن الحرب بين إسرائيل وفلسطين  يدعو لاستمرار العمليات العسكرية في غزة,  ذلك بعد أن استخدمت كل من روسيا والصين حق النقض  “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع القرار الأمريكي بشأن غزة والذي دعا إلى وقف مؤقت للقتال للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين ووقف تسليح حماس والجماعات الأخرى في قطاع غزة.

  • كولومبيا: طلب وزير الخارجية الكولومبي “ألفارو ليفا” من السفير الإسرائيلي في بوغوتا “الاعتذار والمغادرة”، بعد رد الدبلوماسية الإسرائيلية على تصريحات للرئيس “جوستافو بيترو” تناول فيها الحرب بين إسرائيل وحماس حيث شبّه الرئيس الكولومبي الهجمات الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة باضطهاد النازيين لليهود خلال الحرب العالمية الثانية, وشدّد على أن “الشعوب الديمقراطية لا يمكنها السماح للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية”, كما تم استدعاء سفيرة كولومبيا لدى إسرائيل “مارجريتا مانياريز” بعد تلك التصريحات, وأعلنت إسرائيل التي تعد من أكبر مزوّدي الجيش الكولومبي بالأسلحة، “وقف الصادرات المرتبطة بالأمن” للدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية بعد طرد السفير الإسرائيلي من دولتها.
    • تركيا: تدعم القضية الفلسطينية وحماس وتحاول أن تتوسط لوفق إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على القطاع.
    • إيران : خرجت تصريحات شديدة اللهجة من وزير الخارجية الإيراني “حسين عبد اللهيان” منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وأعلن دعمه الكامل لحركة المقاومة, حيث صرح أنه إذا خطت قوات الاحتلال خطوة تجاه شمال غزة فسوف يكون وقت التدخل من جانبه.
    • العراق: شدد الرئيس العراقي على ضرورة وقف الأعمال الاستفزازية واستهداف المدنيين، مؤكدا موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية فمن جانبه، أعلن المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق “علي السيستاني”، ورجل الدين الشيعي “مقتدى الصدر” مساندتهما للمقاومة الفلسطينية.
    • لبنان: رغم غياب موقف الحكومة اللبنانية ورئيسها “نجيب ميقاتي” بشكل كامل للأحداث إلا أن حزب الله أعلن دعمه الكامل لحركة حماس ولم يكتفي بذلك بل أنه شن العديد من الهجمات يشكل محسوب على السياج الحدودي في مزارع “شبعا” وغيرها ردا على إسرائيل من بداية عملية طوفان الأقصى وحتى اليوم.
    • سوريا: تدعم حماس ولقد شاركت في إطلاق عدة قذفات صاروخية استهدفت قوات الجيش الإسرائيلي. وقد نشرت “وزارة الخارجية السورية” بيانا أثنت فيه على دور فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة وأعلنت أنها سجلت سطرا جديدا على طريق إنجاز الحقوق الفلسطينية.
      • اليمن : حيث أعلن الحوثيون دعهم الكامل للمقاومة وأنهم مستعدون للدخول والمساندة في أي لحظة.
        • دول مؤيدة لحركة حماس:ثانيا: المواقف الإقليمية والعربية المؤيدة للحركة: 
    • مصر: كانت قد صنفتها كمنظمة إرهابية بعد إتهام حركة حماس بشن هجمات إرهابية في مصر عبر الأنفاق التي تربط شبه جزيرة سيناء بقطاع غزة، ولكن في يونيو 2015 ، ألغت محكمة الاستئناف المصرية حكما سابقا أدرج حماس على أنها منظمة إرهابية, وتدعم مصر القضية الفلسطينية وفصائل المقاومة وتواصل لعب دورها التاريخي في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وكانت مصر والأردن من أوائل الدول العربية التي تحركت بشكل كبير لصد العدوان الاسرائيلي على غزة لاحتواء التصعيد ولوقف العدوان على القطاع والدفع نحو إعلان هدنة إنسانية تسمح بدخول المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية العاجلة إلى غزة, كما أنهما اتخذا قراراً بإلغاء القمة الرباعية التي كانت مقرر عقدها في العاصمة عمان بعد مجرزة “مستشفى المعمداني”.
    • قطر: تدعم القضية الفلسطينية وفصائل المقاومة وتحاول أن تكون وسيطا مثل الجانب المصري في توصيل المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى.
    • دول محايدة رفضت العدوان الإسرائيلي و نددت بالتصعيد القائم من كلا الجانبين الإسرائيلي و الفلسطيني دون أن تعلن وقوفها إلى أحد منهما وهي :

    1- سويسرا: عرفت بحيادها التاريخي ودورها الفعال في الوساطة ولكنها مؤخرا حذت حذوا جديد ففي أعقاب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس ، تدرس سويسرا تصنيفها كمنظمة إرهابية، تماشيًا مع الاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة.

    ويقول ” ريكاردو بوكو” : إن تعامل سويسرا السابق مع حماس، على الرغم من التصور العالمي لها، سمح لها بالتوسط بشكل فعال في النزاعات والمفاوضات السابقة بسبب موقفها المحايد.

    إن التحول نحو إعلان حماس منظمة إرهابية يتناقض مع حياد سويسرا التاريخي ودورها في الوساطة. ومن المحتمل أن يعيق  التوسط في النزاعات والمفاوضات الإقليمية المستقبلية، مثل إطلاق سراح الرهائن أو تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة

    وصرّح “ماركو ساسولي”  أستاذ القانون الدولي في جامعة جنيف، لموقع سويس إنفو قائلاً: “وفقاً للقانون الحالي، لا يمكن اتخاذ هذه الخطوة، إلا إذا قام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية، والأمم المتحدة لم تقم بذلك حتى اليوم. لذا، فإن سويسرا ستحتاج، إذا أرادت المضي قدماً بهذا التصنيف، إلى إستحداث تشريعات خاصة يتعين أن تتم الموافقة عليها من قبل البرلمان.

    • دول معارضة لحركة حماس وصنفتها كحركة إرهابية

    أولا : القوى الدولية

    1- أمريكا:

    صنفتها كحركة إرهابية منذ عام 1993م وتعد من أكثر الدول التي أدلت بأراء عدوانية ضد حماس والفلسطينيين , كما قامت بتقديم الدعم السياسي والعسكري والأمني كما يلي :

    * زار الرئيس الأمريكي “بايدن ” إسرائيل لوضع النقاط الأولى للاجتياح البري الإسرائيلي في قطاع غزة .

    * أمدت أمريكا إسرائيل عسكريا حيث وضعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) ألفي جندي أميركي في حالة تأهب تحسباً لانتشار محتمل في الشرق الأوسط دعماً لإسرائيل في حربها ضد حماس.

    * تسليم  الدفعة الأولى من الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل , حيث وصلت الإمدادات العسكرية الأمريكية مع تمركز حاملة الطائرات (جيرالد فورد) شرق البحر المتوسط.

    * بالإضافة إلى المحاداثات التي تمت بين الرئيس الأمريكي  ” بايدن” و “نتنياهو” الذي أكد دعمه الكامل لإسرائيل وبعد تصريحات وزير الخارجية  الأمريكي ” بلينكن” ” سنعلن عن المساعدات الإضافية لإسرائيل, أمريكا تهتم بضمان حصول إسرائيل على ماتحتاجه”, حيث  شنّ بلينكن هجوما عنيفا على حركة المقاومة “حماس”.

    2الاتحاد الأوروبي:  وضع المنظمة عام 2001 م على قائمة المنظمات الإرهابية.

    3- حلف شمال الأطلسي (الناتو): أعلن أن دوله تعبر عن “تضامنها” مع إسرائيل . كما طالب الحلف حركة حماس بإطلاق سراح كل الأسرى الذين تحتجزهم “فورا”. وندد بأشد العبارات بما وصفها بـ”الهجمات الإرهابية”. 

    4- بريطانيا:

    حظرت عام 2001 الجناح العسكري بموجب قانون الإرهاب ثم حظرت الحركة ككل في 2021 لامتلاكها قدرات إرهابية. ورغم دعوة رئيس الوزراء البريطاني ” ريشي سوناك” إسرائيل للتروي وضبط النفس إلا أنه وصف مايحدث ب “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” كما أعلن وزير الدفاع البريطاني “جرانت شابس” للصحفيين أن حماس “منظمة إرهابية، ليسوا ناشطين أو مقاتلين من أجل الحرية”.

    5-ألمانيا:

    إن ألمانيا تعتبر أهم شريك لإسرائيل، بعد الولايات المتحدة، ولأسباب تاريخية هناك دعم ألماني لإسرائيل , حيث يعتبر أمن دولة إسرائيل من أسس السياسة الألمانية ويعد هذا موضوع حساس لألمانيا بسبب التاريخ، إذ قامت ألمانيا بإبادة ملايين اليهود أثناء الحكم النازي وهناك الكثير من الحساسيات المختلفة.

    – هناك الإحساس بضرورة تحمل المسؤولية تجاه اليهود، وهذا جزء من الأسس السياسية الألمانية منذ عام 1945.

    5- فرنسا:

    أقامت فرنسا علاقة ثنائية وطيدة مع إسرائيل تتسم بالتزام فرنسا  بحق إسرائيل في الوجود والأمن. وقد ساهمت عدة عوامل استراتيجية في تقوية العلاقات الفرنسية-الإسرائيلية، منها التقارب الفرنسي مع السعودية من أجل مواجهة الخطر الإيراني الشيعي الذي يهدّد النفوذ السني في المنطقة من جهة، ويعادي القوة الإسرائيلية من جهة أخرى.

    أضف إلى ذلك من أجل احتواء المدّ الإخواني في المنطقة الذي ترتبط به حركة حماس الفلسطينية التي تعد الذراع العسكري لجماعة الإخوان. فضلاً عن التسليح الفرنسي للجيش اللبناني كي يواجه امتداد حزب الله الذي تراه إسرائيل بمنظار الخطر.

    وهناك عوامل اقتصادية كذلك في هذا التقارب، منها الاستثمارات الإسرائيلية الأخيرة في فرنسا، واضطلاع فرنسا بتأهيل شبكة السكك الحديدية الإسرائيلية، وتوقيع العديد من الاتفاقيات. كما تقدم فرنسا “معلومات استخبارية” لإسرائيل.

    6-إيطاليا: تعتبر إسرائيل وإيطاليا حليفتين تجاريتين بسبب قربهما الجغرافي والثقافي. توجد بينهما العديد من العلاقات الاقتصادية منها تجارة السلاح، وتحافظ على أنشطة عسكرية وأبحاث استخباراتية قويةً معها.

    7- إسبانيا: تدين الاعتداءات وتطالب بالاعتراف رسميا بفلسطين لكنها لا تدعم حماس.

    9- اليابان: تصنف الحركة منظمة إرهابية منذ عام 2005م , رغم أنها  أقرت علناً بفوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لعام 2006 بشكل ديمقراطي.

    10- كندا: تصنف الحركة بشقيها العسكري والسياسي كيانا إرهابيا منذ عام 2002م.

    11- أستراليا: وضعت الجناح العسكري للحركة (كتائب القسام) على قائمة المنظمات الإرهابية عام 2003م

    12- نيوزيلندا: صنفت الجناح العسكري لحماس(كتائب القسام) كيانا إرهابيا عام 2010م.

    13- بارجواي: أدرجت الجناح العسكري لحماس(كتائب القسام) على قائمة الإرهاب عام 2019.

    ثانيا: المواقف الإقليمية

    • الإمارات:

    تعارض حركة حماس وتصفها بالهمجية فلقد أعلنت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات في مجلس الأمن “ريم الهاشمي” أن هجمات حماس في السابع من أكتوبر كانت هجمات بربرية وشنيعة.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version