اهتمت غالبية المراكز البحثية فى إسرائيل بمتابعة التأثيرات المحتملة لانتخاب “جو بايدن”حيث  يرى المحللون السياسيون فى  مركز “بيجن السادات”،  الذى وصف استقبال معسكر اليسار- الوسط الإسرائيلى فوز”جو بايدن” بالأمل الذى يقابله خيبة وقلق كبيرين فى اليمين السياسى الإسرائيلى، كان نتيجتهما توجهًا علنيًا لتقديم “جو بايدن” على أنه صديق “إسرائيل ونتنياهو” الذى سيحافظ على العلاقات الخاصة معهما، وتكرار عرض وذكر مواقف  ولقاءات حارة مع سياسيين إسرائيليين إلتزم فيها “بايدن” بالحفاظ على أمن إسرائيل وتفوقها العسكرى نوعيًا، وأكدوا على أن التغيير سيكون فى الإسلوب وليس فى جوهر العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

رأى التقرير أن أسلوب “بايدن” تجاه اسرائيل سابقا قد اتسم بالاعتدال فهل سيكون”بايدن” 2021 نفس الصديق لإسرائيل كما كان في الماضى أم أن شخصيته وعمره المتقدم يمكن أن تظهر علاماتهما في حالته الذهنية!

 هذا البعد يمكن أن تكون له أهمية ومن ثم جاءت توصيات على النحو التالى :

١-يتعين على صناع القرار فى اسرائيل وضع تقديرات على افتراض أن بايدن سيدخل إلى البيت الأبيض فى يناير2021 وأن تستعد لسيناريو سيكون فيه الرئيس المنتخَب، مجرد “واجهة” بينما الذى يمسك بالخيوط من وراء الكواليس هو الرئيس السابق “أوباما” ، ويمكن أن يكون هناك انعكاسات لانتخاب “بايدن” على جدول الأعمال السياسى فى الشرق الأوسط كعودة محتملة للولايات المتحدة إلى الاتفاق النووى الإيرانى، وتحوّل على الصعيد الإسرائيلى- الفلسطينى، وعدم  استمرارالدفع بعلاقات إسرائيل مع دول الخليج.

٢-ترجيح حدوث تغيير فى سياسته إزاء ملفى الاتفاق النووى مع إيران وحل الدولتين”، وأن ذلك سيدفع البيت الأبيض إلى تفضيل معالجة قضايا الشرق الأوسط على موضوعات دولية أُخرى.

٣-استبعاد تبنى” بايدن أى سياسة معادية ضد إسرائيل، ذلك نتيجة صداقة “بايدن” لإسرائيل،خلال عشرات السنوات من عضويته فى مجلس الشيوخ أو خلال فترة عمله كنائب لأوباما، حيث  كان صديقًا لإسرائيل وأظهر أكثر من مرة التزامه بأمنها.

 

فى الوقت نفسه قدم مركز “دراسات الأمن القومى”تقدير موقف شامل فيما يتعلق بإسرائيل تحليل برنامج “بايدن” والديموقراطيين المعتدلين تجاه إسرائيل حيث عكس عدم تأثر موقفه المساند لإسرائيل كما يلى :

أ- لايستخدم كلمة الاحتلال عند التطرق النزاع الإسرائيلي – الفلسطينيى.

ب- يعارض حملة  مقاطعة إسرائيل BDS التي تعمل على الدفع قدماً بمقاطعة إسرائيل دوليًا .

ج- يبرز التزام الحزب عدم انتهاك حرية التعبير  فى المفاوضات الداخلية الحزبية والحق فى المقاطعة.

ء-  يُبدى معارضة قاطعة لضم إسرائيل لمناطق فلسطينية وهو  تغيير فى برنامج الحزب بالنسبة لعلاقته بإسرائيل منذ عام 2016 .

هـ –  أثبت الرئيس المنتخب “بايدن” وأيضاً نائبته “هاريس”أنهما  يوليان أهمية استراتيجية لمنظومة العلاقات الثنائية مع إسرائيل  على الرغم من أنها “أحياناً” موضوعًا خلافيًا وسط نواب الجمهور الديمقراطى، كما أثبتا في الماضى نظرياً وعملياً ـ أنهما صديقان كبيران لها.

و- لم يشترط”بايدن” تغيرًا فى السياسة الإسرائيلية مقابل استمرار المساعدة الأمنية ،وسيبقى ملتزمًا بالمحافظة على التفوق النوعى العسكرى لإسرائيل، ولن ينقل السفارة الأمريكية من القدس.

ز- لن يسارع “بايدن فى تقديم مقترحاته فى مسألة التسوية مع الفلسطينيين ما دام لم يطرأ تغيير على القيادة الفلسطينية.

٤- فيما يتعلق بتقييم المركز لمواقف”بايدن” تجاه قضايا الشرق الأوسط فمن المتوقع أن ترتكز سياساته على المحاور الآتية :

أ- تشجيع التطبيع مع الدول العربية، ومن المحتمل أن تكون إدارته أقل سخاء في دفع “مقابل” أمريكى لتلك الاتفاقات/ كما أن موقف بايدن من السعودية التى تُعتبر اللاعب المركزى الأكثر أهمية لاستكمال تلك العملية موقفًا ماديًا  أكثر من الذي تبناه ترامب من ناحية؛ محتمل أن يكون السعوديون أكثر اهتماماً بمنح الرئيس الجديد التطبيع كهدية  من أجل تهدئة الأمورمع الإدارة بعد الانتقادات الحادة من الديمقراطيين للخطوات قاموا بها.

ب- التشديد على حل الدولتين لشعبين كحل مفضل لإنهاء النزاع، وإعادة فتح مكاتب الممثلية الدبلوماسية لمنظمة التحرير في واشنطن، ومعارضة أى  مبادرة إسرائيلية لضم مناطق فلسطينية، وإدانة علنية لخطوات إسرائيلية أحادية الجانب في المناطق وتشمل توسيع المستوطنات واستمرار سياسة هدم مبان (كرد فعل  إسرائيلى على الإرهاب أو البناء الفلسطيني في المنطقة ج) ، كما أن معارضة خطوات كهذه من قِبل  إسرائيل ستؤدى إلى عودة الولايات المتحدة إلى لعب دور وسيط يحظى بشرعية فلسطينية.

  ج – احتلال مشكلة إيران مركزاً أساسياً في سياسة الإدارة الجديدة فى الشرق الأوسط، حيث عرض” بايدن ” سياسته في هذا الإطار وتعهد بالعمل على منع حصول إيران على سلاح نووى.

ء- إبقاء”بايدن” على غموض موقفه تجاه المطالبة الإيرانية برفع كل العقوبات والتعويض عن تداعيات العقوبات الأمريكية كشرط مسبق للدخول فى مفاوضات.

انتهى التقرير إلى أهمية أن تأخذ إسرائيل فى حسابها وجود فجوات بين مصالحها وبين مصالح الولايات المتحدة الأمريكية .

    مع ضرورة إجراء ملاءمات إسرائيلية “استراتيجية” بتواصُل مع الإدارة الجديدة ونواب الحزب الديمقراطي، وأيضاً مع الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة، وبالنسبة للقضايا الاستراتيجية، فالمطلوب عمل جاد ومنسق بين طواقم أمريكية وإسرائيلية فيما يتعلق بالسياسة الإقليمية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط – بدءاً من التهديد الذي تشكله إيران إزاء إسرائيل، مروراً بمواصلة اتجاه التطبيع مع الدول العربية، وصولاً إلى الصراع  الإسرائيلى – الفلسطينى، كما يجب حل مسألة التجارة والتعاون بين إسرائيل والصين.

 

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version