ستظل الأمة المصرية صاحبة التاريخ والحضارة الممتدة لسبعة قرون قبل الميلاد بفضلها الكبير على سائر الأمم الأخرى، ومن أحد أهم وأشرف أفضالها على الدولة العثمانية كانت الخلافة والأمانات المقدسة، ففي عام 1517م ومنذ دخول السلطان سليم مصر حمل أعلى لقب في الحكم وهو خليفة رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” هو وجميع سلاطين آل عثمان الذين تولوا الحكم من بعده، حيث تقلد الحكم بالدولة العثمانية ستة وثلاثون سلطانًا سبعة منهم لم يحملوا لقب الخليفة، فمنذ دخول مصر حمل السلاطين العثمانيون شرف هذا اللقب كما حملوا معهم الأمانات المقدسة من القاهرة . 

الأمانات المقدسة التي حصل عليها سليم الأول من مصر المحروسة: –

الراية النبوية” وقد أصبح حمل ذلك العلم النبوي قانونًا عثمانيًا في الجيش. 

العلم الأحمر المنقوش عليه عبارة “النصر من الله”

الصندوق المرصع بالجواهر والمحفوظ به أمانات المصطفى عليه الصلاة والسلام.

سِنٌّ من أسنان النبي “صلى الله عليه وسلم” التي سقطت في غزوة أحد. 

خصلة من اللحية الشريفة

إبريقٌ مطليٌّ من الداخل بالقار

مسبحة من شجرة الصنوبر

زوج من القبقاب المصنوع من خشب البقس

حصى من الخيزران الأبلق

زوج قباء، أحدهما من القطن الأبيض المائل إلى الخضرة والأخرى من صوف أسود.

حزاما من الوبر. 

رداء للمصطفى “صلى الله عليه وسلم”.

عمامة للمصطفى “صلى الله عليه وسلم”.

طاقية مشغولة بالإبرة 

وكانت كل هذه الأمانات المقدسة محفوظة في أقمشة مزركشة مطوية داخل صرّة مقصبّة بالذهب والإبريز، منقوش عليها عبارة “هذه مخلفات رسول الله “ ، كما يطلق عليها الأمانات المباركة، كذلك أضيف إليها بعض مخلفات الخلفاء الراشدين وبعض الصحابة الكرام. 

خرقة السعادة وهي تخص الرسول “صلى الله عليه وسلم”.

حجر يحمل أثر قدم النبي “صلى الله عليه وسلم”.

سجادة الصلاة “التي تخص حضرته الشريفة”.

سجادة الصحابي الجليل وأمير المؤمنين أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

قبضة سيف النبي “صلى الله عليه وسلم”.

سهم يخص حضرته ” صلى الله عليه وسلم”.

لواء الرسول أو السنجق الشريف.

قازان يرجع الى سيدنا إبراهيم عليه السلام

قدر كبير يرجع إلى سيدنا نوح عليه السلام

عصاتان شريفتان تخص النبي شعيب عليه السلام

قميص حضرة سيدنا يوسف عليه السلام

سيف سيدنا داود عليهم جميعًا وعلى نبينا الصلاة والسلام هذا بالإضافة إلى

مفتاح مكة المكرمة.

الغلاف الفضي لمقام سيدنا إبراهيم في الكعبة المشرفة.

قليل من ماء وضوء النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم.

سناجق الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

عمامات الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

مسابح الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

سيوف الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

ستة من مقابض سيوف العشرة المبشرين بالجنة.

سيف حضرة الصحابي الجليل حضرة خالد بن الوليد رضي الله عنه.

سيف حضرة الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه.

سيف حضرة الصحابي الجليل حضرة شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه.

رايات حضرة الحسن والحسين رضي الله عنهما.

تاج حضرة أويس القرني رضي الله عنه.

نسخة من المصحف الشريف بخط يد الصحابي الجليل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

نسخة أخرى بخط حضرة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

نسخة شريفة من المصحف بخط زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم.

صندوق من الفضة محفوظ به الخرقة الشريفة.

 أما الأمانات الأخرى فمحفوظة في علب من الفضة وهي مازالت في قسم خاص بها في متحف سراي “طوب قابي “في مدينة إسطنبول وكان السلاطين العثمانيون يذهبون للزيارة والتبرك بها في الخامس عشر من شهر رمضان بعد أن تكون دائرة الأمانات المباركة قد غسلت بماء الورد في اليوم السابق.

ومن المعروف أن البردة أي الخرقة الشريفة هي البردة التي ألقاها النبي “صلى الله عليه وسلم” على الشاعر كعب بن زهير عندما مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قام أبو نمي بن الشريف بركات بتسليم بعضها إلى السلطان سليم الأول في القاهرة عقب ضمه مصر إلى الأراضي العثمانية، كما وجد سليم الأول البعض الأخرى في خزائن قنصوه الغوري في أماكن أخرى.

لقد أقام السلطان سليم الأول عقب عودته إلى إسطنبول دائرة خاصة بهذه الأمانات المباركة بجوار جناحه الخاص ثم طوى الصرر وختمها بنفسه وقد تعمم السلطان سليم الأول بعمامة سيدنا يوسف “عليه السلام ” تبركًا بها وصار يحفظها دائما في علبة مجوهرة، وقد اشتهرت عمامة سيدنا يوسف في عهد الخلافة  بالعمامة اليوسفية ، واشتهرت فيما بعد بالعمامة السليمية. كما شاهد سكينًا لسيدنا يوسف عليه السلام، وساعة له كان يعرف بها أوقات الصلاة وهو في سجن عزيز مصر، وهذه الساعة كانت من صنع سيدنا يوسف عليه السلام.

 وكان آخر ما قدمته مصر المحروسة إلى السراي العثماني في عصر سليم الأول هو إشارات الخلافة حيث تنازل آخر الخلفاء العباسيين في القاهرة الخليفة محمد المتوكل على الله عن حقه في الخلافة للسلطان وسلمه باقي الآثار النبوية التي كانت لديه.

كان هذا في عصر سليم الأول؛ وإذا ما راجعنا الوثائق العثمانية وكتب التاريخ العثماني نجد أن مؤرخًا عثمانيًا مرموقًا هو أحمد وفيق يذكر في كتابه: ” اوننجى عصر هجريده استانبول حياتي”أي “حياة إسطنبول في القرن العاشر الهجري”: “إن السلطان قد سمع عن أطباء مهرة في القاهرة فأصدر أمرًا إلى أمير أمراء مصر قائلا: “ليكن معلومًا أنه ترامى إلى سمعي مهارة كل من سرير الدين وأحمد بك من أطباء مصر في علم الطب. وسمعت عن حذاقتهما في العلوم بكل الأوجه فعند وصول أمري هذا عليك أن تقوم بالبحث والتقصي من أهل البلاد ثم ترى إن كانا ماهرين وحاذقين في علم الطب وقادرين على الخدمة في سرايي فلترسلهما إلي.”.

وفي موضع آخر يذكر أن السلطان قد سمع عن وجود قطعة زمرد عظيمة في الإسكندرية فأمر بالتحري وإحضارها إلى السراي.

ليس هذا فقط بل كان السلطان يأمر بإرسال سقائين مهرة من أجل إصلاح ورعاية مجرى المياه في إسطنبول … وطلب إرسال ملح من مصر إلى إسطنبول وضرورة إرسال وإحضار نسّاجين مهرة من مصر إلى إسطنبول.


1– صفحات مطوية حول تاريخ الدولة العثمانية – تأليف ا.د الصفصافي أحمد القطوري.

2- سلاطين الدولة العثمانية – صالح كولن- ترجمة منى جمال الدين

3-أرشيف رئاسة الوزراء العثماني – إدارة مجلس مخصوص رقم 5537

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version