الحمدوك

شهدت دولة السودان خلال الفترة الأخيرة تهديداً جديداً يؤثر تأثيراً مباشراً على أمنها القومى ووحدة آراضيها، حيث صعدت قبيلة “البيجا” ذات الأغلبية والأصول الأفريقية بولاية البحر الأحمر الساحلية من تهديداتها بانفصال الولاية – التى تتخذ من مدينة بورتسودان عاصمة لها – عن البلاد، فى الوقت الذى مارست فيه الميليشيات التابعة لها حملة مسلحة واسعة ضد المواطنين المنتمين لقبيلة “بنى عامر” ذات الأصول العربية فى إطار سياسة التطهير العرقى التى تنتهجها وسط غياب السلطات الأمنية عن المشهد. وفى هذا الإطار نشرت الميليشيات المسلحة المنتمية لقبيلة البيجا” العديد من الكمائن التفتيشية على الطرق والمحاور للبحث عن المواطنين ذو الأصول العربية وتوقيفهم، وورود أنباء عن اندلاع عمليات تصفية بحقهم، وبدء موجة شملت عشرات الآلاف من النازحين السودانيين العرب.

تشهد العلاقات التركية الإثيوبية خلال الفترة الأخيرة تقاربًا سياسيًّا ودبلوماسيًّا كبيرًا، حيث طلبت أديس أبابا وساطة أنقرة في حل الخلافات الإثيوبية السودانية المتصاعدة؛ على خلفية الحرب الدائرة حاليًا في إقليم الفشقة (شرق السودان)، ورغبة الجيش السوداني في تحرير الأراضي السودانية من عمليات الاستيطان الإثيوبي لمناطق الفشقة، وإعادة كامل السيطرة السودانية على الإقليم.