منصور عباس

تواجه الأحزاب الفلسطينية داخل حدود الـ 48 إشكالية سياسية من حيث اختيار الأسلوب الأمثل للحصول على الحقوق المدنية عبر المشاركة في النظام السياسي الإسرائيلي. وتعجز الأحزاب الفلسطينية داخل إسرائيل عن تكوين جبهة موحدة تمثل جميع التيارات السياسية، فيما يعكس المشهد السياسي في إسرائيلي مدى الانقسام الشديد والأجواء المشحونة بين أعضاء القائمتين المشتركة والموحدة داخل الكنيست.

أسقطت الهيئة العامة للكنيست الاقتراح الذى تقدمت به “القائمة المشتركة” لإقامة لجنة تحقيق برلمانية فى ظاهرة العنف فى المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل وتدخل “الشاباك” فى تعامل الشرطة مع تلك الظاهرة ، ولم تدعمه “القائمة الموحدة” برئاسة “منصور عباس” بدعوى أن طرح القائمة المشتركة للموضوع من باب المزايدة عليها ومحاولة إحراجها، والتعبئة الشعبوية الذى دأبت عليه، واعتبرت أنها تعمل بشكل أكثر فعالية داخل الائتلاف الحكومى ؛ فهى تراقب أداء الشرطة وتوجهها ، وتساهم فى إقرار الخطط والميزانيات لمكافحة والعنف الجريمة.

تشكل الائتلاف الحكومي الجديد في إسرائيل برئاسة زعيم حزب يمينا نفتالي بينيت، وهو ائتلاف هش نظرٍا لانه يضم ثمانية أحزاب تمثل أطيافا سياسية وأيديولوجية مختلفة، بما يعني أن السياسة الإسرائيلية الداخلية والخارجية ستشهد تحولات كبيرة، ربما لن يتحملها الائتلاف الجديد، الذي لا يقوم على أسس متينة أو برامج سياسية متقاربة، بل إن عوامل الفُرقة والخلاف فيه أكثر من عوامل الوحدة والتلاحم. لذا يعول نتنياهو وباقى أعضاء المعارضة على احتمال سقوط حكومة بينيت عند أول اختبار حقيقي، ليكون السيناريو الأقرب هو خوض انتخابات خامسة.

أصبح الغموض يكتنف المشهد السياسي في إسرائيل، بعد انقضاء المهلة الممنوحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة. ولقد تم طرح مشروع قانون الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء، لكنه الكتلة المعارضة لنتانياهو ستقف بالمرصاد لإفشال إمكانية تمرير مشروع الانتخاب المباشر. يأتي ذلك في ظل حالة من الارتباك والتخبط نظرًا لتعدد السيناريوهات التي قد يلجأ لها الرئيس رؤوفين ريفلين.

انتهت الانتخابات الإسرائيلية، ولكنها لم تنجح في إنهاء الأزمة السياسية التي تمر بها إسرائيل، فهذه هى الانتخابات الرابعة في أقل من عامين، والتي تنم عن عمق الأزمة التي تضرب أوساط الأحزاب الإسرائيلية، ففي خلال العامين استطاع نتنياهو أن يشق هذه الأحزاب وأن يقصي أي محاولة لعزله، أو حتى مجرد التفكير بالسماح لبروز قيادة تستطيع أن تقود اسرائيل بدلا منه.