استقبل الرئيس التركي يوم 9 مارس، نظيره الإسرائيلي في قصر الرئاسة بأنقرة، وعزف نشيد الأمل الإسرائيلي داخل قصر الرئاسة، وسط استقبال حافل، أعقبه وضع إكليل من الزهور من قبل هرتسوج على قبر مؤسس الجمهورية الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك[1]، وزيارة هرتسوج هي الأولى منذ 2007، ووصف الرئيس التركي خلال المؤتمر الصحفي تلك الزيارة بأنها ستكون نقطة تحول في العلاقات التركية الإسرائيلية وأضاف أردوغان  “هدفنا المشترك هو استئناف الحوار على أساس احترام المسائل الحساسة بالنسبة لنا ومصالحنا المشتركة”، بدوره قال الرئيس الإسرائيلي هرتسوج  “لسنا متفقين حول جميع المسائل، لكننا نأمل بحل خلافاتنا باحترام متبادل وحسن نية”.، وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” فالهدف هو التمهيد لعودة العلاقات، وعمل شراكات اقتصادية تخدم الجانبين.

وركز المحللون الإسرائيليون على ابراز أهمية الزيارة من ناحية التوقيت، ومن خلال قراءتنا الدقيقة لما ركز عليه المحللون نجد أن هناك توجه في إبراز الأهمية الدولية لإسرائيل وتركيا فيما يتعلق بتوقيت الزيارة التي تأتي في ذروة الحرب الروسية الأوكرانية وأن أنقرة وتل أبيب يحاولان إيصال رسالة للعالم مفادها أن السلام هو الرسالة الأساسية التي يجب أن تسود، وحول هذا يقول إيتمار إيشنر المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط: “زيارة هرتسوج في هذا الوقت من الحرب في أوكرانيا لها أهمية إضافية: تُظهر إسرائيل وتركيا للعالم أنهما يختاران طريق السلام وليس المواجهة”[2]، وهناك أسباب أخرى دفعت تركيا لهذا التقارب مع إسرائيل بحسب محللين إسرائيليين وهو الوضع غير الجيد للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والأزمات الاقتصادية التي يواجهها، وذلك بعد حوالي عام ونصف من انتخابه رئيسًا لتركيا، كما أنه يريد تقوية العلاقات مع الجانب الأمريكي وإدارة جو بايدن، لذلك يعتقد أن الاقتراب من إسرائيل وعودة العلاقات معها يقربه من هدفه.

وفي نفس الوقت وبحسب صحيفة “هآرتس”[3] فإن أردوغان نقل لنظيره الإسرائيلي موقفه بخصوص بعض القضايا الحساسة مثل القدس، والأوضاع في المسجد الأقصى، وأبرزت الصحيفة الإسرائيلية الأهداف الاقتصادية المرجوة من تلك الزيارة ومن عودة العلاقات، حيث يهدف أردوغان أن يصل حجم التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب إلى عشرة مليارات دولار خلال العام الحالي 2022، حيث يبلغ حاليًا 8.5 مليار دولار.

التحول التركي تجاه إسرائيل

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل بأنها دولة إرهاب في مايو الماضي، بسبب عدوانها على قطاع غزة وممارساتها الممنهجة والعدوانية تجاه أهل فلسطين، وقال أردوغان بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المسجد الأقصى في مايو الماضي: “إسرائيل دولة إرهاب وظالمة تعتدي على مسلمين يحمون مقدساتهم ويحافظون على وطنهم ومنازلهم التي يتوارثونها منذ آلاف السنين في القدس،  كل شخص دعم بشكل غير مباشر هجمات دولة إسرائيل (على الأقصى) من خلال الصمت أو عدم إظهار موقف جدير بالاحترام، شريك في الظلم الواقع بالقدس”[4]، ولم يكتف أردوغان، بل واصل هجومه في أي مناسبة ضد إسرائيل حتى شهر نوفمبر من العام الماضي، وبدأ التحول والمغازلة التركية للجانب الإسرائيلي مجددا، وأعلن الرئيس التركي ذلك بنفسه بأن بلاده تسعى لإصلاح العلاقات المتوترة مع إسرائيل، وظهرت العديد من العلامات التي تؤكد المغازلة التركية لتل أبيب، منها على سبيل المثال، تدخل اردوغان شخصيًا في مسألة الافراج عن زوجين إسرائيليين كانا قد تم اعتقالهما بتهمة التجسس بعدما صورا قصر أردوغان، بل شكر رئيس وزراء إسرائيل، نفتالي بينيت الرئيس التركي على تدخله الشخصي من اجل الافراج عن الزوجين.[5]

في الثلاثين من يناير الماضي وصفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” دعوة الرئيس التركي لنظيره الإسرائيلي لزيارة أنقرة بأنها “اختبار” لاحتمال عودة العلاقات بين الجانبين[6]، وبعد عدة محاولات لتمهيد العلاقات بين الجانبين الإسرائيلي والتركي، أعلن رئيس إسرائيل يتسحاق هسرتوج في مؤتمر تنظمه الجامعة العبرية وصحيفة هآرتس يوم 23 فبراير الجاري حول تغير المناخ، أنه سيزور تركيا ويلتقي رئيسها من أجل الوصول إلى شرق أوسط متجدد بحسب المعلن في صحيفة “يسرائيل هيوم”، وسوف يناقش الجانبين عدة قضايا متعلقة بالمصالح الخاصة بإسرائيل وتركيا[7].

أرشيفية

 

التقارب بين “الرفض والقبول”

مسألة عودة العلاقات بين إسرائيل وتركيا تتعرض لانقسامات بين مؤيد ورافض، وكل فريق له مبرراته، فبعد توتر العلاقات في العقد الأخير، وبلوغه لذروته بقطع العلاقات الدبلوماسية في 2018 بطرد السفير الإسرائيلي، كان هناك لوبي ضاغط لعودة العلاقات بحسب وصف صحيفة “جيروزاليم بوست”[8] الإسرائيلية في تحليل طويل حول عودة العلاقات بين الطرفين، ويروج فريق عودة العلاقات بأن تركيا وإسرائيل لديهما مصالح اقتصادية مشتركة خاصة في المتوسط بسبب موقع تركيا بين أوروبا والشرق الأوسط الذي جعلها قناة للمصالح الاقتصادية الإسرائيلية واحتياجاتها، بل إن هذا الموقع يساعد على مواجهة إيران، وعلى النقيض فإن هناك فريق لا يرى أن ثمة مصالح تأتي من عودة العلاقات مع الجانب التركي بسبب مواقف أنقرة السابقة تجاه تل أبيب، وأن هذا التقارب من الجانب التركي بسبب التضخم الذي تعاني منه تركيا، وأن نظامها يحاول أن تكون تل أبيب شريان حياة اقتصادي للجانب التركي ينقذها من أزماتها الاقتصادية المتوالية.

وبشكل عام هناك ترقب من الجانبين بتحول العلاقات الإسرائيلية التركية من مجمدة إلى باردة، حيث تبنى مسؤول إسرائيلي بحسب صحيفة “هآرتس” وجهة النظر هذه، بأن الزيارة وما سيعقبها سيكون فترة اختبار لتحول العلاقة من مجمدة إلى باردة[9]، حيث هناك مخاوف إسرائيلية أخرى من التقارب التركي مع حماس، وهو ما سيشكل كذلك نقطة خلاف في طريق عودة العلاقات بين الجانبين، ورغم هذا تقول صحيفة هآرتس إن أردوغان أظهر نوع من المرونة والجدية تجاه إسرائيل في مسألة مواجهة حركة حماس من جانب، ومسألة تدخله في الافراج عن الزوجين الإسرائيليين بعد اعتقالهما لمدة أسبوع على خلفية اتهامهما بالتجسس في تركيا من جانب آخر.

هناك تمهيد للتقارب التركي من إسرائيل منذ نهاية العام الماضي، ومحاولة تهيئة الرأي العام التركي لقبول تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب وعودتها مجددًا وهو ما ظهر في الإعلام التركي المؤيد للرئيس رجب طيب أردوغان، فمن عينة تهيئة الرأي العام التركي وأنصار تركيا العرب، تحرك الإعلام التركي الناطق بالعربية والذي يتابعه أنصار أردوغان في الشرق الأوسط من أجل توضيح مآلات هذا التقارب وعودة العلاقات، فصحيفة “ديلي صباح” القريبة من النظام التركي نشرت مقالة للمحلل السياسي التركي برهان الدين دوران عنوانها “ماذا وراء استئناف تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية”[10]، تحدث فيه الكاتب عن الشرق الأوسط الجديد ومحاولات تركيا الحثيثة في بدء فصل جديد للسياسة التركية الخارجية سواء في محاولات عودة العلاقات مع إسرائيل أو تحسينها مع مصر والاتحاد الأوروبي، وخفض التوتر مع اليونان وكذلك الولايات المتحدة، وذلك في ضوء المتغيرات في عالم ما بعد كورونا، وصعود لاعبين جدد، وزيادة التنافس بين الدول العظمى في الإقليم، وحاول الكاتب عرض نماذج لدول عظمى غيرت سياستها السابقة من اجل المصالح مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي غير من سياسته تجاه الشرق الأوسط، وكذلك سعي دول الخليج لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فكل الدول تسعى لمصالحها، ونفى الكاتب أن يكون التقارب من اجل إنقاذ تركيا من أزمات اقتصادية، رغم تأكيده على أن التقارب يهدف لتعزيز المصالح التركية!.

المصالح تلتقي في “المتوسط”

في عام 1949 كانت تركيا أول دولة اعترفت بإسرائيل، وصارت العلاقات بين الطرفين جيدة، حتى أن تركيا كانت من أكبر شركاء إسرائيل الاستراتيجيين، ورغم مرور العلاقات بفترات شد وجذب، لكن يظل الاقتصاد والمصالح المرتبطة به هو الجاذب الأكبر لتركيا للتقرب من إسرائيل، والحديث هنا عن أزمة غاز المتوسط ومرورها بالعديد من المنعطفات، وتحولها من أزمة وتّرت العلاقة بين تركيا وإسرائيل لنقطة قد تكون نقطة تلاقي جديدة بين أنقرة وتل أبيب.

يعتبر الصراع على غاز المتوسط أزمة كبيرة في الشرق الأوسط بسبب تعدد أطراف الدول المنقبة عن الثروات، وكذلك الدول المهتمة بنقل انتاجها وغازها عبر خطوط انابيب من المتوسط، ومنذ إعلان إسرائيل في 2019 تكوين تحالف مع اليونان وقبرص ومصر وفرنسا للتنقيب عن الغاز في المتوسط وانشاء سوق إقليمية للغاز في المنطقة دون دعوة تركيا للانضمام للتحالف كان بداية شدة الصراع بين تركيا وتل أبيب، وكذلك ما أعقبه بعقد اتفاق بين إسرائيل واليونان المعروف بـ”خط إيست ميد” لنقل الغاز الإسرائيلي لأوروبا من خلال اليونان وقبرص، وهو ما رفضته تركيا بشكل حاسم وقاطع لأنه بحسب النظام التركي يهدد مصالحها الاقتصادية، وتأكيد أردوغان أن أي مشروع إقليمي يتجاهل بلاده لن ينجح ولن يمر، وبعد عدة تطورات وأحداث في هذا الملف، كان أهمها إعلان الولايات المتحدة الأمريكية في 18 يناير الماضي انسحابها من دعم خط أنابيب الغاز إيست ميد، وهو ما اعتبرته تركيا انتصارًا لها، وعلق أردوغان أن الانسحاب جاء بسبب صعوبة تنفيذ المشروع لتكلفته وقلة عوائده وفوائده على الإدارة الأمريكية، لكنه في الوقت نفسه أكد على استعداد بلاده لاتخاذ خطوات تعاون بخصوص نقل الغاز واي مشروع إقليمي، وأعلن أردوغان صراحة أن تركيا مهتمة بنقل الغاز الإسرائيلي عبر أراضيها.

ورأى بعض المحللين أن أردوغان حقق انتصارًا جيوسياسيًا بعد الإعلان الأمريكي، بحسب ما نشره معهد جيتستون الأمريكي في تقرير لباحثه سورن كيرن، حيث وصف قرار الانسحاب الأمريكي بأنه كارثي ومحاولة استرضاء لأردوغان الذي حقق انتصارًا كبيرًا بعد الإعلان الأمريكي.

الخلاصة

يعتبر لقاء الرئيسان التركي والإسرائيلي في أنقرة تمهيد كبير لعودة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الجانبين، والمساعي التركية لعودة العلاقات مع إسرائيل لها أهداف اقتصادية في المقام الأول أهمها محاولة توقيع اتفاق مع تل أبيب لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا من خلال تركيا وليس اليونان أو قبرص، بالتالي تستفيد تركيا من تلك الخطوة، وهو ما سيعد انتصارًا كبيرًا لتركيا على جارتها وعدوها اليونان، كما أن تلك الخطوة ستعزز من الدور التركي في المنطقة من الناحية الاقتصادية وكذلك الشراكات الاستراتيجية مع دول كبرى، لأنه بالتأكيد ستدعم الولايات المتحدة الأمريكية اتفاق مثل هذا بسبب طبيعة التحالف الإسرائيلي الأمريكي.

تنظر إسرائيل إلى مصالحها الاقتصادية بعين الاعتبار في عودة العلاقات مع تركيا، فبعد الإعلان الأمريكي الانسحاب من دعم خط إيست ميد، أصبحت إسرائيل من أهم الدول المنتجة للغاز بسبب ثروات حقلي ليفيثيان وتامار وغيرهما من الاكتشافات، بالتالي تسعى إسرائيل إلى تصدير غازها إلى أوروبا ودول أخرى، ما يستوجب مد خطوط أنابيب الغاز مع دول لها حدودها داخل المتوسط مثل تركيا، بالتالي وبعد تعثر إكمال مشروع إيست ميد، أصبح لزامًا على إسرائيل السعي لإيجاد أفاق جديدة لنقل الغاز إلى أوروبا، وتعتبر تركيا خيار جيد في مثل هذه الظروف.

لا يتوقف الصراع الإسرائيلي الإيراني بسبب الطموحات الإيرانية النووية، ومحاولة إسرائيل لكبح جماح طهران، بالتالي تحاول تل أبيب عرقلة طهران بكافة الطرق، ويعتبر موقع تركيا الجغرافي بين أوروبا والشرق الأوسط، فرصة كبيرة لإسرائيل لمواجهة إيران حال حتمية الوقوف في وجهها، بسبب موقعها في المتوسط، وليس بالضرورة الحديث هنا عن مواجهة إسرائيلية إيرانية من الجانب العسكري من خلال الأراضي التركية، لكن قد تكون تلك المضايقات اقتصادية من خلال عرقلة المصالح الإيرانية في البحر المتوسط، وفرض املاءات تركية على إيران من خلال الضغط الإسرائيلي على حليفها المحتمل في تلك الحالة وهو تركيا.

لا شك أن تركيا تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة، بالتالي عودة العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع تل أبيب يعتبر بالفعل شريان حياة اقتصادي للجانب التركي، قد يساعد في خلق افاق اقتصادية جديدة ومحاولة لإنقاذ الليرة التركية التي هوت في الشهور الأخيرة بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ التركي الحديث.

من المتوقع أن يتم تسمية سفراء لإسرائيل وتركيا خلال الفترة المقبلة بعد لقاء أردوغان وهرتسوغ في أنقرة، كبداية لعودة كاملة للعلاقات بين الجانبين.

تحاول إسرائيل وقف تنامي حركة حماس في تركيا، وهو ما أكدته الخبيرة في الشأن التركي في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب جاليا لندنشتراوس، حيث ترى أن حماس تنامت مؤخرًا بسبب الدعم التركي لها نكاية في إسرائيل، بالتالي عودة العلاقات بين الجانبين ستساهم في وقف هذا التنامي.


[1] https://www.ynet.co.il/news/article/ryehj7r11c

[2] https://www.ynet.co.il/news/article/ryehj7r11c

[3] https://www.haaretz.co.il/news/politics/1.10662866

[4] https://www.trtarabi.com/now/%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%87%D8%A7%D8%AC%D9%85-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D9%8A%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D8%B9%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D9%87%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AF%D8%B3%D8%A7%D8%AA-5389847

[5] https://ar.timesofisrael.com/%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D9%84%D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84/

[6] https://www.timesofisrael.com/israel-said-viewing-herzog-erdogan-meet-as-trial-for-warmer-relations-with-turkey/

[7] https://www.israelhayom.co.il/news/geopolitics/article/8487326

[8] https://www.jpost.com/middle-east/article-694967

[9] https://www.haaretz.co.il/news/politics/1.10619609

[10] https://www.dailysabah.com/arabic/columns/burhanettin-duran/2022/02/01/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A6%D9%86%D8%A7%D9%81-%D8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version