زيارة تاريخية سيقوم بها الرئيس السيسى لتركيا فى الرابع من سبتمبر ، حيث تأتى الزيارة التاريخية للرد على زيارة الرئيس اردوغان للقاهرة فى الرابع عشر من فبراير الماضى .
سيتم إستقبال الرئيس السيسى فى المجمع الرئاسى بأنقرة خلال مراسم إستقبال رسمية من الرئيس أردوغان وكريمته لإستقبال الرئيس السيسى والسيدة إنتصار السيسى .
أهداف الزيارة :-
تهدف الزيارة إلى كسر وإنهاء حالة القطيعة السياسية بين القاهرة وأنقرة والتى تجاوزت العشر سنوات ، كما تهدف الزيارة إلى بداية العهد الإستراتيجى الجديد بين مصر وتركيا حيث سيتم عقد اللقاء الاول للمجلس الأعلى للعلاقات الإستراتيجية حيث تم التوقيع على وثيقة تأسيس المجلس خلال زيارة أردوغان الأخيرة للقاهرة ، وسيعمل المجلس الإستراتيجى على تنظيم العلاقة المصرية التركية فى إطار مؤسسى بأن تكون مؤسسات الدولة التركية مقابل مؤسسات الدولة المصرية لتنطلق العلاقات بعد الإجتماع الأول إلى أفق جديده منظمه لعمل وتعاون مشترك جديد بين أكبروأهم دولتين بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا .
برنامج الزيارة :-
سيشهد الإجتماع الأول بعد مراسم الإستقبال الرسمية تشاور مصرى تركى حول القضية الفلسطنية والحرب الإسرائلية على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة ، حيث تعمل مصر وتركيا على وقف العدوان الغاشم وتقديم الدعم للشعب الفلسطينى حيث تأتى الدولة التركية فى المرتبة الثانية بعد مصر على مستوى العالم فى إرسال المساعدات للشعب الفلسطينى .
كما سيتضمن إجتماع الرئيسين بحث الوضع فى الشأن الليبى وذلك لرغبة الرئيسين فى تهدئه الأوضاع وإعادة الإستقرار للدولة الليبية التى تعانى من حالة إنقسام وتجاذبات دولية متعدده لذلك تأتى أهمية التوافق والتعاون المصرى التركى فى أحد أهم القضايا الخلافية السابقة بين البلدين وذلك ببدء صفحة جديدة من التعاون المصرى التركى فى الشأن الليبى لعودة الإستقرار والتنمية للدولة الليبية الشقيقة .
البرنامج الإقتصادى للزيارة :-
سيرافق السيسى وفد كبير من رجال الأعمال المصرين مع نائب رئيس الوزراء المهندس كامل الوزير وعدد من الوزراء لبحث زيادة فرص الإستثمار التركى بمصر ورفع مستوى التعاون الإقتصادى والتجارى إلى 15 مليار دولار بزيادة 50% من التبادل التجارى الحالى بين الدولتين خلال الخمس سنوات المقبلة حيث بلغ حجم التبادل التجارى العام الماضى (9.7 ) مليار دولار حيث سجلت الصادرات المصرية إلى تركيا العام الماضى (5 ) مليارات دولار وسجلت الصادرات التركية لمصر (4.5 ) مليار دولار حيث يميل الميزان التجارى لصالح الدولة المصرية وهو مؤشر إيجابى ودليل على قوة العلاقات الإقتصادية بين البلدين ولذلك لأن الملف الأقتصادى هو قاطرة العلاقات بين البلدين .
كما سيتم التوقيع على عدد من الإتفاقيات والتى تأتى على رأسها إتفاقية الرورو (RO-RO ) والتى إلغيت فى عام 2015م من الدولة المصرية لتشهد بداية العلاقات العودة للعمل بنظام الرورو الذى سيساعد تركيا فى زيادة صادرتها لأسواقها فى السعودية ودول الخليج والدول الإفريقية .
التعاون العسكرى
ستشهد العلاقات العسكرية تطوراً كبيراً وذلك بعودة المناورات المشتركة للقوات البحرية والتى إستمرت لعده مرات قبل القطيعة السياسية وعرفت بمناورات بحر الصداقة للتدريب المشترك بين مصر وتركيا .
كما سيتم التوقيع على إتفاقية تصنيع مشترك فى الصناعات العسكرية والدفاعية والزوارق البحرية والطيران المسير الذى سيشهد تعاون وتصنيع مشترك داخل الدولة المصرية ومن خلال الشراكة مع إحدى شركات القطاع الخاص المصرية والتركية .
التعاون الثقافى :-
تمثل زيارة السيسى دفعة قوية للعلاقات الثقافية بين البلدين حيث ستشهد الزيارة التوقيع على مذكرة تعاون فى مجال التعليم والتعاون الثقافى بين البلدين ، كما سيهدى الرئيس أردوغان الرئيس السيسى أول كتاب تاريخى مصور عن الدولة المصرية فى العهد العثمانى .
كما سيتم التوقيع على مذكرة تعاون وتؤامة بين الأرشيف العثمانى ودار الوثائق المصرية للإستفادة من الوثائق والمخطوطات التاريخية لدى البلدين حيث تحتفظ دار الوثائق المصرية والأرشيف العثمانى بأكبر عدد من الوثائق والمخطوطات على مستوى العالم .
ختاماً
تمثل زيارة الرئيس السيسى التاريخية لأنقرة فى إحداث نقلة نوعية لمستوى العلاقات بين البلدين وبداية عهد جديد من التعاون بين الدولتين الأكبر والأهم بالشرق الأوسط ، حيث أن مابين الدولتين من قواسم تاريخية مشتركة ساعد الدولتين فى القفز على المشكلات السياسية السابقة لنبدأ بالعهد الإستراتيجى الجديد من التعاون والتوافق فى قضايا المنطقة التى يصعب على أى دولة حلها بشكل منفرد كما أن المنطقة فى حاجة إلى تضافر وتعاون وتنسيق التعاون المصرى التركى لعودة الإستقرار لمنطقة الشرق الاوسط .