أدانت إيران خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل بشأن غزة، ووصفتها بأنها اعتداء على القانون الدولي ودعم لإسرائيل لتحقيق أهدافها في القضاء على القضية الفلسطينية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، وفق وكالة (إرنا) الإيرانية، أن الخطة التي تقترح تهجير الفلسطينيين بالقوة من غزة، خطة “مروعة” وتتوافق مع أهداف إسرائيل الطويلة في إزالة وجود فلسطين. وأكد أنها تشكل انتهاكًا غير مسبوق لمبادئ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأشار إلى أن الفلسطينيين، الذين قاوموا الاحتلال لعقود، لن يسمحوا للولايات المتحدة وإسرائيل بمحو هويتهم وتاريخهم.
وبينما أجرى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اتصالا هاتفيا بنظيريه المصري بدر عبد العاطي، والسعودي فيصل بن فرحان؛ أكد خلالهما موقف بلاده الرافض لخطة الإدارة الأمريكية الرامية بتهجير الفلسطينيين قسرا من غزة. وفي المقابل أعرب وزير الخارجية المصري عن ترحيبه باقتراح إيران بعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا ضرورة إجراء مشاورات شاملة بين الدول الإسلامية في هذا الشأن.
وعلى الرغم من إدانة إيران الرسمية لمخطط الرئيس/ ترامب بتهجير سكان غزة، إلا أنها تتعامل في الأساس مع القضية الفلسطينية برمتها في إطار الخصومة بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتوظفه لتعزيز موقفها خارجيا أمام الولايات ومكانتها الإقليمية والدولية، ولكسر عزلتها، ومواجهة محاولة تشكيل تحالف إقليمي مضاد لها، وتحسين علاقاتها مع الدول العربية، خاصة أنها في أشد الحاجة إلى استئناف التفاوض مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات، ضمانا للاستقرار الداخلي.
وترى إيران في سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة تهديدا لمصالحها على الصعيد الاقتصادي، حيث يرى خبراء الاقتصاد أن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والسيطرة عليه ينطوي على بعد اقتصادي يتعلق بإحياء مشروع الممر التجاري الهندي الأوروبي، الذي سيمر عبر ميناء غزة، مما يؤثر على المصالح الإيرانية وخططها التجارية. كما يزيد من تعقيد ملف إيران النووي،
وبشكل عام، تتحسب إيران من سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة فى ظل تكريسه للانتشار والتمركز الأمريكي في المنطقة والذي يعد تهديدا لنظامها ونفوذها في المنطقة. وبناء على هذا، من المحتمل أن تلجأ إيران إلى اتخاذ بعض الإجراءات، وفقا لمصالحها، في هذا الشأن:
1. الاتفاق مع الموقف الرافض للتهجير، مستغلة رغبة الدول العربية في إعطاء بعد إسلامي في مواجهة مشروع ترامب.
2. إبراز علاقاتها بالفصائل الفلسطينية لتأكيد دورها كطرف مؤثر في الأزمة، وذلك من أجل:
– توظيف ذلك فيما يخص مفاوضاتها مع الغرب.
– محاولة الإبقاء على وجود مؤثر لايران في ترتيبات الإقليم الجديدة.
– الاستمرار في توظيف القضية الفلسطينية كأحد أدواتها، وجزءا من خطابها السياسي
3. مواصلة خطاب إيران في رفض التهجير، وفي حال طرح ” التهجير الطوعي”، والذي قد يتسبب في حدوث انقسام إقليمي ودولي حول قبوله، فسيحدد النظام الإيراني موقفه من المشروع بناء على:
– موقف المفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب، ورؤيتها لإمكانية وصولها لنتائج إيجابية بشأن البرنامج النووي.
– حقيقة التحركات الإسرائيلية والأمريكية المرتقبة تجاهها.
– التأثير المحتمل لموقف النظام – بالرفض أو القبول – على الداخل الإيراني وعلى القوى المؤثرة في المجتمع سواء بين المعارضين، أو القاعدة المؤيدة للنظام، وكذلك داخل مراكز القوى كالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وعلى رأسها الحرس الثوري، ومدى قدرة النظام على احتواء ردود الأفعال السلبية التي قد تهدد استقراره.
– التأثير المحتمل لموقف النظام – بالرفض أو القبول – على المليشيات الموالية لإيران في المنطقة.