1. أدى صعود اليمين المتطرف في كل من إيران وإسرائيل إلى تكهنات حول مستقبل الصراع بينهما في المنطقة، حيث كان الفوز المتوقع لإبراهيم رئيسي (رئيس السلطة القضائية السابق في إيران) وتشكيل حكومة بقيادة نفتالي بنيت في إسرائيل إيذاناً ببداية مرحلة جديدة في صراع النفوذ الإسرائيلي الإيراني في المنطقة وتأثير وصول هذين علي مستقبل العلاقات الإيرانية الإسرائيلية والمنطقة أيضاً.
  2. ويمكن توصيف اهم ملامح الوضع الداخلي في كل من إيران وإسرائيل وتأثيراتهما المحتملة علي النحو التالي:
    • وقوف إبراهيم رئيسي على أرضية اكثر صلابة من نفتالي بنيت، حيث ان الرجل هو رئيس منتخب بطريقة شرعية وبأغلبية أصوات الإيرانيين مما يكسبه شرعية وارضية صلبة يستند عليها في اتخاذه للقرارات.
    • عدم تمتع نفتالي بنيت وحكومته بشعبية كبيرة داخل إسرائيل مقارنة بنظيره الإيراني، فالحكومة الإسرائيلية هي حكومة خليطة وهشة مكونة من أطياف متعددة ومتناقضة من اليمين واليسار ومن العرب وخلافه.
    • تسعى إيران استغلال ما سبق لصالحها من حيث إعطاء مساحة اكبر للحركة لها في المنطقة في ظل انشغال بنيت بمحاولة استقرار حكومته وحمايتها من تهديدات المعارضة بقيادة نتنياهوا.
    • محدودية قدرات الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرارات فعالة في هذه الفترة حيث ان ضعف تكوين الحكومة وهشاشة التحالف الانتخابي في إسرائيل لن يعطيه افضلية نسبية في مواجهة إيران وسيجعل تركيز الحكومة الأكبر هو المحافظة علي وحدتها تماسك الأتلاف الحاكم.
  3. في ضوء ما سبق، يشير التقدير إلي تبنى الحكومة الإسرائيلية للسياسيات التالية:
    • تزايد اهتمام إسرائيل وحكومتها الجديدة بالأنشطة الإيرانية ولا سيما النووية، بل يتوقع ان تمارس إسرائيل هجمات ضد إيران سواء سيبرانية او عسكرية ضد الأهداف الإيرانية وخاصة المُنشآت النووية الإيرانية او قصف لأهداف عسكرية إيرانية في سوريا.
    • سعي نفتالي بنيت للتغلب علي ضعف الائتلاف الحزبي لحكومته ومحاولات نتنياهو المستمر لإفقادها الشرعية الشعبية داخل المجتمع الإسرائيلي لذا قد يلجئ نفتالي بنيت إلي ضربات موجهة ومنتقاه ضد الأهداف الإيرانية لكي يبعث برسائل داخلية وخارجية، داخلياً، ليؤكد ان حكومته قادرة علي حماية إسرائيل من التهديدات الإيرانية وخارجياً، لإيران والحلفاء بأن إسرائيل لاتزال قوية وقادرة علي الردع والتصدي ومحاولة تبديد صورة الحكومة الهشة لديهم.
    • محاولة إسرائيل التأقلم مع فكرة توقيع اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران وذلك في إطار مساعيها لخفض التوتر بين تل ابيب وواشنطن وإصلاح العلاقات الثنائية والتي أضر بها نتنياهو بشدة.
  4. على الجانب المقابل، فمن المتوقع محاولة النظام الإيراني توظيف معطيات الأوضاع السائدة ليحقق مصالحه كما يلي:
    • الاستفادة من انشغال إسرائيل بالشؤون الداخلية ومحاولة الولايات المتحدة التوصل لاتفاق نووي بتوسيع أنشطتها في المنطقة.
    • توظيف النظام الإيراني لقدرات إبراهيم رئيسي لإصلاح الشروخ التي بدأت تظهر جلياً في جدار النظام السياسي الإيراني من تكوين جبهة داخلية موحدة او على الأقل نخبة سياسية موحدة وبالتالي اتخاذ قرارات تخص سياسات إيران في المنطقة بشكل أكثر اتساقاً مما كان في ظل حسن روحاني.
    • تركيز إيران جهودها السياسية في الفترة القادمة على العراق من خلال دعمها للقوى الشيعية التابعة لها وإعادة تنظيمها خاصةً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية.
    • والتنسيق بين القوى الشيعية منعاً لحدوث الاختلافات كما في انتخابات 2018 التي تصادمت فيها القوى الشيعية واختلافهم علي مرشح رئاسة الوزراء، وكادت الازمة تزداد حدتها لولا تدخل الجنرال الراحل قاسم سليماني حينئذً.
    • استعداد إيران مواجهة الدور العربي المتزايد في بغداد بقيادة القاهرة وعمان، حيث تتوجس طهران من التحركات العربية الأخير في العراق وخصوصاً مشروع الشام الجديد او الشرق الجديد الذي سيعاود ربط العراق بأمتها العربية مجدداً.
    • مواصلة إيران أنشطتها في اليمن وسوريا بنفس النهج المتبع في الإدارة السابقة إن لم تعززه.
    • استمرار المناوشات الإيرانية مع إسرائيل من خلال الاعتداءات على السفن الإسرائيلية خاصةً في منطقة الخليج والتي تفيد في بعث رسالة للدول الخليجية المطبعة مع إسرائيل انه لا يمكن لإسرائيل ان تحميها.
  5. وبتقييم محصلة ما سبق من التقدير مواصلة الجانبين الإسرائيلي والإيراني جهودهما لتعزيز نفوذهما الإقليمي، وإستمالة الدول العربية لتصعيب الموقف على الطرف المناوئ لمصالحه مع استبعاد تأثير وصول حكومتين يمينيتين سواء في إسرائيل او إيران إلى تفجر الأوضاع في المنطقة بين الطرفين خاصة وان إسرائيل ليس بكامل قوتها السياسية المعهودة وإيران ليدها ملفات أكثر إلحاحاً الان بين يديها.
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version