خطة استيطانية في ميدان عمر بن الخطاب بمنطقة باب الخليل

وحدة الدراسات الفلسطينية

تسعي الحكومة الإسرائيلية جاهدة إلي ضمان وجود أغلبية يهودية  في القدس الأمر الذي يتطلب تزييف الواقع ظاهرياً و جوهرياً, حيث تعمل الحكومة الإسرائيلية علي بناء أكبر عدد ممكن  من المستوطنات و  جلب عدد كبير من المستوطنين إلي القدس الشرقية و في المقابل هدم البيوت الفلسطينية  و التهجير القسري للعائلات الفلسطينية اما جوهرياً فتهدف الحكومة الإسرائيلية لمحو أي دليل علي الهوية الفلسطينية  في القدس . و تمثل البلدة القديمة عقبة في تحقيق هذا الهدف , حيث تعد البلدة القديمة بمساجدها و كنائسها و آثارها التاريخية دليلاً علي هوية القدس الفلسطينية العربية .

باب الخليل هو ثاني أكبر الأبواب  في سور القدس بعد باب العامود، ويقع في الحائط الغربي للبلدة القديمة ، ويشكل المدخل الرئيسي للمدينة وتاريخها العريق ، وهو الأكثر استعمالًا من المشاة والسيارات، وتم توسيع ساحة ميدان عمر بن الخطاب أمامه ليرتبط مع منطقة التسوق خارج الباب ، والتي تعد من أشهر الميادين في البلدة القديمة .

بدأت بلدية الاحتلال في القدس  في تنفيذ خطة استيطانية  تتمثل بمشروع استيطاني في ميدان عمر بمنطقة باب الخليل على ان تشمل بقية الأبواب التاريخية للقدس ، ويتضمن المخطط إقامة ساحات وأسواق ومجمعات تجارية وسياحية، ومتحف تحت الأرض، لوصول السياح الأجانب واليهود إلى باب الخليل من خلال عدة ساحات قريبة.

المخطط يشمل أيضًا، إقامة جسر هوائي سيتم البدء فيه من منطقة مأمن الله، بالإضافة إلى إقامة موقف للسيارات قرب دير الأرمن، وإنشاء بنايات ومقاهي ومطاعم ومسارات سياحية داخل الميدان وأمام باب الخليل، وكذلك قاعات للترويج لروايات تلمودية وتاريخ مزور.

لماذا باب الخليل ؟

باب الخليل هو المدخل الوحيد من الناحية الغربية لداخل البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

 آليات تنفيذ المخطط :

1) مصادقة “لجنة التخطيط والبناء” في بلدية الاحتلال على إيداع خطة لإنشاء مجمع استيطاني في منطقة باب الخليل ، ضمن مخطط شامل لتهويد كل أبواب البلدة التاريخية والتغطية عليها بشكل كامل .

2) تخصيص ميزانية بقيمة 40 مليون شيقل لإقامة المشروع .

3) شق شارع جديد قرب الباب ( تسعينيات القرن الماضي).

4) الأستيلاء على عشرات المحلات التجارية بالمنطقة، لأجل إقامة مجمع تجاري يهودي، بالإضافة للكثير من العقارات المقدسية .

5) انشاء مسارات جديدة توصل بين باب الخليل وحائط البراق بهدف جذب السياح والمتطرفين لأجل الاستماع إلى روايات مضللة من مرشدين يهود عن تاريخ المدينة ومعالمها التاريخية.

6) عرض رسومات مضيئة على سور الباب ومحيطه، تروي روايات ملفقة ومزورة حول القدس وتاريخها خلال فترة الأعياد والمناسبات اليهودية .

7) وضع  مخططًا لإقامة قطار تحت الأرض، يبدأ من غربي القدس ويصل إلى حائط البراق داخل البلدة القديمة.

8) مصادقة المحكمة العليا على بيع ثلاثة عقارات تابعة لكنيسة الروم الأرثوذكس لجمعية “عطيريت كوهانيم ” الاستيطانية ، بعد أن رفضت التماسا تقدمت به الكنيسة. والعقارات هي فندقين ومبنى ضخم، في ميدان “عمر بن الخطاب” (أنظر الخريطة : تمثل العقارات برمز النجمة بالقرب من باب الخليل ) ، بما يعتبر مكسباً للجمعية الاستيطانية التي تعزز مكانتها في “حارة النصارى”.

9) تنفيذ حفريات شاسعة في المنطقة لتزوير التاريخ الإسلامي، وتحويل قلعة باب الخليل ومسجدها إلى متحف “قلعة داوود”.

10) تثبيت نقوش لنجمة داوود ونقوش للهيكل المزعوم وغيرها من الرموز اليهودية فوق باب الخليل و باقي أبواب البلدة القديمة .

أهداف المخطط :

1) التغطية على البلدة القديمة في القدس لتزييف واقعها التاريخي و محاولة إثبات أحقية الوجود اليهودي فيها .

2)إيجاد ساحات لجذب المزيد من المستوطنين والسياح.

3)إيجاد أسواق بديلة مستحدثة، ومنع  التعامل مع التجار الفلسطينيين .

4)تضييق الخناق على المقدسيين، وتقويض اقتصادهم .

5)ربط الحي اليهودي بالجزء الغربي من المدينة من خلال السيطرة على باب الخليل .

فرص نجاح   المخطط الإسرائيلي :

إسرائيل لديها الأدوات و الدوافع الكافية لإتمام المشروع ,  كما أنها تطمح  إلي تهويد باقي الأبواب , و من المفترض أن ينتهي المخطط خلال العام الجاري .

في الوقت نفسه , أوضحت الإدارة الامريكية رفضها لإستمرار البناء غير القانوني  للمستوطنات في القدس الشرقية و الضفة الغربية  .

من المتوقع أن ترفض الادارة الأمريكية وكذلك الاتحاد الأوروبي مثل هذا المخطط لانه يتسبب في إجهاض مساعيها لاستعادة حل الدولتين و ما قد يشكله من  خطر علي رؤيتها لحل الصراع .

ختاماً : تلك الخطة الاستيطانية هي جزء من سلسلة مخططات أهمها و أشملها هو مخطط القدس الكبري الذي يهدف ليس فقط لضمان وجود أغلبية يهودية في القدس بل ايضاً يهدف لإلغاء التمييز بين القدس الشرقية و الغربية و صبغ القدس كلها بصبغة عبرية يهودية لتعطي إنطباعاً تاريخياً زائفاً عن حقيقة الأرض و بذلك تصبح القدس يهودية عدداً و تاريخاً .

أرشيفية- خريطة توضح أبواب البلدة القديمة و المناطق المحيطة  بها
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version