يتبقى ساعات معدودة كفرصة أخيرة لنتنياهو كي يستطيع تشكيل حكومة قبل انتهاء مدة التكليف التي حصل عليها من الرئيس الاسرائيلي ريفلين لمدة 28 يوم، ومن المرجح ألا يتم التمديد له لعدم وجود أي مؤشر بتشكيله الحكومة خصوصا أنه لم يستطع ضم بينيت (يمينا) لائتلافه .
حاول نتنياهو طوال الأيام الماضية أن يشكل حكومة اعتمادا على الأحزاب اليمينية والحريديم (الليكود ، شاس ، يهودت هتوراة ، الصهيونية الدينية ) إضافة الى بينيت (يمينا) بدعم من القائمة الموحدة بقيادة منصور عباس، إلا أن سموتريتش (حزب الصهيونية الدينية) قد رفض – كما توقعنا سابقا – اعتماد الحكومة على القائمة العربية، لاعتبارات تتعلق بأيدلوجية الناخبين وزعماء هذا الحزب.
لذلك سعى نتنياهو الى اختراق حزب ساعر“تكفا حداشا” واجتذاب عناصر منه كبديل عن القائمة الموحدة، إلا أن مساعيه قد فشلت تماما، وبرغم التنازلات التي قدمها لبينيت وموافقته على التناوب معه، لكن تلاعب نتنياهو المستمر في كل الاتفاقيات التي عقدها مع حلفائه تجعل من الصعب الثقة بوعوده خصوصا أن بينيت قد تلقى موافقة من لابيد على التناوب وأن يكون هو الأول في رئاسة الحكومة .
ربما تكون خسارة الليكود السيطرة على تشكيل هيئة الكنيست هي الإشارة الأهم لتدني فرص نتنياهو في تشكيل الحكومة، لذلك سعى بكل قوة الى استبدال استراتيجيته من تشكيل الحكومة الى تفكيك المعسكر المناوىء والذهاب الى انتخابات خامسة، وهذا ما جعله يقدم إلى غانتس عرضًا مغريًا بالانضمام الى حكومته وأن يكون الأول في التناوب على رئاسة الحكومة. ورغم أن العرض مغريًا إلا أنه كان بمثابة فخ بهدف إلى تفكيك المعسكر المناوىء، وظهر ذلك جليا عندما أبلغ المستشار القضائي للحكومة نتنياهو بضرورة تعيين وزير للعدل وحاول نتنياهو تعيين شخصية موالية، خلافا للاتفاق السابق بين نتنياهو وغانتس كما أنه يخالف توصية القضاء بسبب تضارب المصالح لنتينياهو باعتباره متهما يواجه محاكمة، وهذا أكد لغانتس أنه لاثقة في أي اتفاق مع نتنياهو .
على الطرف الآخر المناوىء لنتنياهو، هناك توافق مبدئي بين بينيت “يمينا” وساعر“تكفا حداشا” ولابيد “يش عتيد” على تشكيل حكومة وحدة بالتناوب بين بينيت ولابيد، فيما يسعى بينيت الى ضم الحريديم لتلك الحكومة لاحقا، وهذا أحد أهم أسباب الخلاف مع ليبرمان “يسرائيل بيتنا” وميرتس، لذلك امتدت الخلافات حول الوزارات خصوصا المالية التي يريدها ليبرمان ليتحكم في مخصصات الحريديم، والأمن التي لا يرغب غانتس في التنازل عنها وكذلك حول عدد وزراء تلك الحكومة .
وقد يحتاج الائتلاف الحكومى إلى دعم القائمة العربية الموحدة أو القائمة المشتركة ولهذا كان هناك لقاء بين لابيد والقائمة المشتركة واتفاق مبدئي، فضلا عن الاتفاق المبدئي بين بينيت والقائمة العربية الموحدة، واذا خرجت تلك الحكومة للنور ستشكل نهاية نتنياهو السياسية .
أهم الاستنتاجات
نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة وسيبذل جهوده للذهاب إلى انتخابات خامسة، لكنه سيواجه معضلة نقل الولاية لغانتس حسب الاتفاق المبرم .
بينيت وساعر سوف يشكلان قائمة من 13 مقعدًا بهدف الاستعداد للانتخابات القادمة في حال فشل تشكيل حكومة .
فرص المعسكر المناوىء لنتنياهو كبيرة برغم الخلافات بين مكوناته، ولكن الخلاص من نتنياهو قد يكون دافعا لتجاوز تلك الخلافات .
محاولة شاس سن قانون للانتخاب المباشر بدعم من نتنياهو لن لا تحل الأزمة السياسية لأنها ستواجه نفس المشكلة، وهي الحصول على عدد المقاعد الكافي عند التصويت في الكنيست، وحتى لو تم تسمية رئيس الوزراء، فلن يمكن تمرير القانون في الكنيست .
مازال النظام السياسي في إسرائيل يواجه معضلة جراء عدم القدرة على تشكيل ائتلاف متماسك، وستذهب اسرائيل الى انتخابات مبكرة حتى لو شكل المعسكر المناوىء لنتنياهو حكومة أخرى .