شهدت العلاقات الإسرائيلية الأوكرانية تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، حيث حدث نوع من التقارب الملموس بين الطرفين، وهو ما يظهر من خلال عدة تطورات منها إرسال الولايات المتحدة الأمريكية ذخائر مُخزنة في إسرائيل إلى أوكرانيا، وزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي لكييف، وإعادة فتح سفارة تل أبيب في كييف، والتعهد بتقديم المزيد من المساعدات، وإمكانية زيارة نتنياهو لكييف، ونتناول بالتحليل أبعاد تطور العلاقات الإسرائيلية الأوكرانية والتداعيات المحتملة على علاقات إسرائيل ذات الطابع الاستراتيجي مع روسيا.

أوجه التقارب الإسرائيلي الأوكراني

ظهرت ملامح التقارب الإسرائيلي الأوكراني بشكل كبير خلال الفترة الماضية، بعد مرور أكثر من سنة على بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما يتضح في عدة مظاهر أبرزها:

أـ إرسال ذخائر من إسرائيل إلى أوكرانيا

سعت إسرائيل دائمًا إلى الحفاظ على علاقات متوازنة مع طرفي الحرب الروسية الأوكرانية، وامتنعت عن تزويد أوكرانيا بالأسلحة أو المعدات الدفاعية في أكثر من مناسبة لمواجهة روسيا، ولكن تغير الوضع برمته عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال ذخائر مدفعية من مخزونها من الأسلحة والذخائر في إسرائيل إلى أوكرانيا. وبحسب تقرير نشرته “نيويورك تايمز” الأمريكية في يناير الماضي، قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن البنتاجون يستغل مخزونًا من الذخائر الأمريكية في إسرائيل للمساعدة في تلبية حاجة أوكرانيا الماسة لقذائف المدفعية في حربها مع روسيا.

ويوفر البنتاجون مخزون أسلحة وذخيرة في إسرائيل لاستخدامها في صراعات الشرق الأوسط، كما تسمح الولايات المتحدة لتل أبيب بالوصول إلى هذه الإمدادات في حالات الطوارئ عند الحاجة إليها، وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن حوالي نصف طلقات المدفعية الـ300 ألف المتجهة إلى أوكرانيا تم شحنها بالفعل إلى أوروبا وسيتم تسليمها في نهاية المطاف عبر بولندا. وقد تم الاتفاق على ذلك في محادثة هاتفية جمعت بين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي بني جانتس الذي أنتهت ولايته في إسرائيل، وعرض جانتس الأمر حينها على مجلس الوزراء الإسرائيلي السابق وتمت الموافقة على الأمر تجنبًا لحدوث خلاف مع الولايات المتحدة، نظرًا لأن ملكية الذخيرة تعود إليها من الأساس، ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد على ذلك، رغم أن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى مثل تلك الموافقة بشكل رسمي.

ب ـ إعادة العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وكييف

أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين خلال شهر يناير الماضي عودة النشاط الدبلوماسي لتل أبيب في كييف، وأبلغ نظيره الأوكراني حينها موعد عودة السفارة الإسرائيلية في كييف إلى نشاطها الكامل خلال 60 يومًا، كما دعا كوهين نظيره الأوكراني إلى التعاون في محاربة الحرس الثوري الإيراني مع إعلانه منظمة إرهابية من قبل الدول الأوروبية. وكان قد أعلن العاملون في سفارة إسرائيل بأوكرانيا في مطلع العام الماضي إغلاقها حتى إشعار آخر بسبب خلافات مع وزارة المالية الإسرائيلية التي قررت تخفيض أجورهم.

وذهب الوزير الإسرائيلي كوهين في زيارة رسمية لأوكرانيا، مطلع شهر فبراير الماضي، أكد خلالها بأن إسرائيل ستواصل دعم الشعب الأوكراني بالمساعدات الإنسانية، وبناء وترميم البنية التحتية في مجالات المياه والطاقة والمعدات الطبية والاستمرار في توفير التدريب لمئات المهنيين في إدارة الطوارئ ورعاية الإصابات. وأكد كوهين أن إسرائيل سلمت مولدات كهربائية إلى مدينة خيرسون في أوكرانيا في يناير الماضي، وأن السفارة الإسرائيلية في كييف أنشأت “نقطة صمود” وسط كييف من أجل مساعدة سكان المدينة الذين يتعاملون مع حالات انقطاع التيار الكهربائي، وشدد الوزيران على أهمية العلاقات الوثيقة بين أوكرانيا وإسرائيل ووعدا بالحفاظ على اتصالات منتظمة بينهما.

جـ ـ ضغوط أوكرانيا للحصول على الدعم العسكري الإسرائيلي

تحاول أوكرانيا دائمًا الضغط على إسرائيل لتقديم المساعدات العسكرية لها، وهو ما يظهر من تصريحات الرئيس الأوكراني ووزير خارجيته. وقد أبلغت أوكرانيا إسرائيل أواخر العام الماضي أنها ترغب في الحصول على أسلحة إسرائيلية، بما في ذلك بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ، وأنظمة باراك المضاد للصواريخ التي تطلقها السفن، وصواريخ باتريوت أرض – جو، لدعم منظومة أوكرانيا       المضادة للصواريخ.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد ضغط خلال خطاب ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي في شهر مارس العام الماضي على الساسة الإسرائيليين للمساعدة، قائلا: “الجميع يعرف أن أنظمة الدفاع الصاروخي الخاصة بكم هي الأفضل”. وقد قدمت أوكرانيا سلسلة من المطالب إلى تل أبيب، في أحدث تطور للعلاقات بين الجانبين، قبيل زيارة وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين إلى كييف الشهر الماضي، في أول زيارة يقوم بها وزير إسرائيلي إلى العاصمة الأوكرانية منذ بداية حربها مع روسيا.

وبحسب ما نشرته صحيفة “معاريف” فإن أول مطالب أوكرانيا هي تقديم إسرائيل إدانة علنية للهجوم الروسي، والاعتراف بوحدة أراضي أوكرانيا، وتقديم تل أبيب قرض بنصف مليار دولار لكييف. وقال مسؤول أوكراني كبير، إن درجة الاستجابة لطلبات أوكرانيا خلال زيارة كوهين ستثبت مدى صدق إسرائيل ونواياها من عدمه.  وذكر موقع “واللا” أن الأوكرانيين طلبوا من إسرائيل التعبير عن دعمهم لخطة السلام التي قدمها الرئيس زيلينسكي قبل أسابيع، والتي تستند إلى انسحاب روسي من جميع أنحاء أوكرانيا.

وتعيد حكومة نتنياهو النظر في السياسة الإسرائيلية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، وإمكانية تزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة دفاعية، فبعد فترة وجيزة من عودة بنيامين نتنياهو إلى منصب رئيس الوزراء، أصدر توجيهًا لإعادة النظر في السياسة الإسرائيلية تجاه الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وتتم الآن مراجعة السياسة الإسرائيلية تجاه أوكرانيا تحت قيادة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بمشاركة وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وجهاز الموساد. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال زيارته لفرنسا الشهر الماضي، أن إسرائيل تدرس موضوع إمداد أوكرانيا بالسلاح بما يتفق مع مصالحها الوطنية، وذلك بعد أن التقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس.

د ـ مقاتلون إسرائليون في صفوف الجيش الاوكراني

تجدر الإشارة إلى إنه نُشر في أبريل الماضي مقطعان مصوران على مواقع التواصل الاجتماعي لجنود إسرائيليون يقاتلون ضمن صفوف الجيش الأوكراني، وهم يشكرون إسرائيل، ومايسمونه “الشعب اليهودي”، على دعمهم لصد الغزو الروسي، بحسب ما نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. وأظهر المقطعان اللذان تم تداولهما على نطاق واسع، رجالا يرتدون الزي العسكري الأوكراني في منطقة غابات لم يتم تحديدها، حيث شكر المقاتلون الحاخام الأكبر في أوكرانيا لتزويدهم بطعام “كوشر” (حلال) للاحتفال بعيد الفصح اليهودي أبريل الماضي.

يقف، في المقطع الأول، اثنا عشر رجلًا مزودين بمعدات قتالية، وكثير منهم ارتدوا أقنعة وجه، بينما أظهر المقطع الثاني تسعة رجال في نصف دائرة، حاملين العلمين الأوكراني والإسرائيلي. ويُعتقد أن هناك المئات من الإسرائيليين، ذوي الأصول الأوكرانية، والعديد من الإسرائيليين الأصليين الذين سافروا إلى أوكرانيا للانضمام إلى وحدات متطوعين بعد نشوب الحرب.

هـ ـ إرسال القبة الحديدة إلى أوكرانيا

طلبت أوكرانيا من إسرائيل أن ترسل لها منظومة الدفاع الجوية المعروفة باسم القبة الحديدية، بشكل متكرر على مدار الأشهر الماضية، ورغم الرفض الإسرائيلي على طول الخط، الا أن هناك تطورًا في الموقف الإسرائيلي من إرسال المنظومة الدفاعية لكييف. فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مطلع شهر فبراير الماضي أنه يفكر في إرسال القبة الحديدية لأوكرانيا وسيدرس الأمر بجدية، وذلك خلال مقابلة له مع شبكة بي بي سي. كما أشار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت خلال كلمته في مؤتمر ميونيخ للأمن في شهر فبراير الماضي، أن إسرائيل تفكر بشكل جدي في إرسال منظومة القبة الحديدة إلى أوكرانيا.

وـ نتنياهو يفكر في زيارة أوكرانيا

جاء إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يفكر بشكل جدي للغاية في زيارة أوكرانيا قريبا ليمثل الدليل الأكثر وضوحا على التقارب الإسرائيلي الأوكراني في الآونة الأخيرة. وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأوكرانيا قد تتم في المستقبل القريب، وأن هذا الموضوع قيد المناقشة بالفعل في مجلس الوزراء، وهو ما يعد مخالفة للموقف الحذر الذي اتخذه نتنياهو بعد إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لتجنب الخلافات مع موسكو.

إستطلاعًا للرأي في أوكرانيا: الأوكرانيين يرون أن إسرائيل دولة صديقة وداعمة

في استطلاع رأي خاص تم إجراؤه لأول مرة بناءً على طلب السفارة الإسرائيلية في أوكرانيا، رأي حوالي 52٪ من الأوكرانيين، إسرائيل دولة صديقة تدعم بلدهم مقارنة بـ 12٪ لا يرون ذلك، بحسب ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” حول الاستطلاع. ومع ذلك، وعلى خلفية غضب كييف بعد رفض إسرائيل تزويدها بأنظمة دفاع جوي لمساعدتها في الحرب ضد روسيا في وقت سابق، ولم يقبل 43٪ من الأوكرانيين قرار عدم تقديم المساعدة العسكرية لبلدهم. وأظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد علم الاجتماع في كييف مطلع شهر يناير الماضي بناءً على طلب السفارة الإسرائيلية، أن 64٪ من المستطلعين أعربوا عن دعمهم لإسرائيل في الصراع مع إيران، مقارنة بأقل من 1٪ الذين دعموا الجانب الإيراني، وتعتقد الغالبية العظمى من الأوكرانيين 87٪، أن التقنيات الإسرائيلية يمكن أن تفيد بلادهم في عملية إعادة الإعمار بعد الحرب. وفيما يتعلق بالسؤال حول كيفية مساعدة إسرائيل لأوكرانيا، أجاب 48٪ من المستطلعين أنها تنقل مساعدات إنسانية، وأشار 17٪ أن إسرائيل تنقل معلومات استخباراتية، و 8٪ أنها تنقل معدات أمنية وأسلحة، ويعتقد 11٪ أن إسرائيل لا تساعد أوكرانيا على الإطلاق، و 16٪ لم يجاوبوا.  كما سُئل المُستطلعون عن رأيهم في القرار الإسرائيلي بعدم تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، فيعتقد 33٪ منهم أن القرار اتخذ لأن إسرائيل في وضع صعب تجاه روسيا، وأن 17٪ قالوا أنه حتى لو كان القرار مفهومًا فهو غير مقبول، و 26٪ قالوا أن القرار مرفوض وغير مفهوم لأن إسرائيل دولة قوية. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين عن الاستطلاع أن إسرائيل تدعم وستزيد من دعمها الإنساني للشعب الأوكراني في هذا الوقت الصعب.

حالة من الجدل في إسرائيل بعد قرار البنتاجون بإرسال الذخيرة

أثار قرار البنتاجون بإرسال ذخائره المخزنة في تل أبيب حالة من القلق في الأوساط الرسمية الإسرائيلية، حيث دار خلاف كبير بين ساسة إسرائيل وقادة مؤسستها العسكرية حول الموافقة على هذا القرار، وبحسب تقرير نيوريوك تايمز، فقد عُرض الأمر على رئيس وزراء إسرائيل السابق يائير لابيد، الذي رفض الأمر في البداية لكنه أضطر للموافقة رغمًا عنه لأن هذه الذخائر هي ملكية أمريكية من الأساس. كما تردد وزير الدفاع بني جانتس حينها، عندما أبلغه وزير الدفاع الأمريكي بذلك، ولكنه حمل الأمر لرئاسة الوزراء لإتخاذ القرار، وقد أعرب الكثير من وزراء الحكومة حينها عن قلقلهم من قرار البنتاجون، لأن ذلك سيضر علاقات تل أبيب بموسكو، خاصة وأن إسرائيل ظهرت في البداية بأنها لن تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا، وإرسال الذخائر الأمريكية من إسرائيل سيفتح الباب أمام تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لكييف.

وقد صرح بني جانتس في أكتوبر الماضي لإذاعة “كان” قائلًا: “سياستنا تجاه أوكرانيا واضحة، نحن إلى جانب الغرب، وقدمنا مساعدات إنسانية، وقدمنا الرعاية للاجئين والجرحى، ولأسباب واضحة لا نرغب في التورط في مسائل قتالية، هذه هذه هي سياستنا حتى الآن”. ويتضح من حديث جانتس أن إسرائيل كانت دائما تخشى تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا خوفًا من أن تضر بعلاقتها الاستراتيجية والمتشعبة مع روسيا.

هل تضر إسرائيل بعلاقتها مع روسيا جراء التقرب من أوكرانيا؟

حاولت إسرائيل دائمًا أن تنأى بنفسها عن التدخل في الحرب الروسية الأوكرانية، وإن كان هذا الأمر هو ما تظهره إسرائيل أمام العالم بعيدًا عن التدخلات الخفية لها مع الطرفين أثناء الحرب، وذلك لكي تحافظ على علاقاتها مع طرفي الحرب، خصوصًا روسيا التي تربطها علاقات ومصالح استراتيجية مع إسرائيل فيما يتعلق بالشرق الأوسط، لذلك امتنعت في الماضي عن تزويد أوكرانيا بالسلاح والذخيرة واكتفت بتقديم المساعدات الإنسانية على حد زعمها. ويذكر أن إسرائيل قد رفضت باستمرار إمداد أوكرانيا بالأسلحة خوفًا من الإضرار بالعلاقات مع موسكو، وأعربت في البداية عن مخاوفها من الظهور بمظهر التواطؤ في تسليح أوكرانيا إذا سحب البنتاجون ذخائره من المخزون لديها لدعم أوكرانيا.

وكذلك عندما أثار البنتاجون العام الماضي فكرة سحب الذخائر من المخزون، أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن قلقهم بشأن رد فعل موسكو، وفرضت إسرائيل حظرًا شبه كامل على بيع الأسلحة إلى أوكرانيا، خوفًا من أن ترد روسيا بتغيير قواعد الاشتباك المتفق عليها من الجانبين في الساحة السورية باستخدام قواتها في سوريا للحد من الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف القوات الإيرانية وقوات حزب الله هناك وفقًا لتقرير نيويورك تايمز.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان في تصريحات سابقة لقناة “بي بي سي”، “إن إسرائيل تعامل روسيا فعليا كقوة مجاورة تسير معها على قشر البيض”. وأضاف، “إن الروس يقبعون على حدودنا في جبال الجولان بسوريا، وعلى طول شواطئ البحر الأبيض المتوسط، والقوات البحرية قريبة من بعضها طوال الوقت، فلا يمكن لإسرائيل أن تكون في صراع مفتوح مع الروس”. ومن الجانب الروسي قال ديميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي الأسبق والحليف المقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين:”سوف يدمر تقارب إسرائيل مع أوكرانيا العلاقات بين موسكو وتل أبيب”.

وطلبت إدارة بايدن مؤخرًا من إسرائيل الحصول على صواريخ قديمة مضادة للطائرات من طراز “هوك” تم إخراجها من الخدمة وموجودة في مستودعات الجيش الإسرائيلي، لنقلها إلى أوكرانيا بغرض تعزيز نظام دفاعها الجوي ضد هجمات القوات الروسية، لكن إسرائيل رفضت بحجة أن الصواريخ قديمة وغير صالحة، لكن مسؤلين كبار في تل أبيب كذبوا ذلك، وأن الصواريخ يمكن إعادة تجديدها واستخدامها، ولكن الرفض يأتي بسبب قلق إسرائيل من أن تضر بعلاقاتها مع روسيا. وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن درور شالوم، رئيس شعبة السياسة والأمن في وزارة الدفاع، أبلغ نظرائه في وزارة الدفاع الأمريكية أنه لا يوجد تغيير في السياسة الإسرائيلية المتمثلة في رفض توريد أسلحة لأوكرانيا، بحسب ما نشرته صحيفة “معاريف”. وأضاف شالوم لنظرائه في البنتاجون إن أنظمة هوك المخزنة في مستودعات في الجيش الإسرائيلي غير صالحة للاستخدام، ولا يمكن أن تعمل لأنها مخزنة لسنوات عديدة دون أي صيانة، مشيرا إلى أن استخدامها الوحيد يمكن أن يكون كخردة معدنية. وأكد مسؤولون كبار في إسرائيل أن هذا الادعاء غير دقيق، وبحسبهم، فإن المئات من صواريخ هوك الاعتراضية المخزنة لدى الجيش الإسرائيلي يمكن أن تخضع للتجديد والعودة إلى الاستخدام العملي.

ويتضح من الأحداث الجارية بشأن التقارب الإسرائيلي الأوكراني أن إسرائيل لا تريد أن تخسر الولايات المتحدة، لذلك تقدم الدعم لكييف كنوع من إرضاء واشنطن في الغالب، ولكنها في الوقت نفسه لا تريد أن تخسر روسيا التي تلعب دورًا استراتيجيا في الصراع في سوريا تحديدًا.

وهكذا يتضح أن هناك نوعا من التقارب بين إسرائيل وأوكرانيا، خاصة في المجال العسكري، لدعم كييف في حربها ضد موسكو، ولكن هذا الأمر من المحتمل أن يكون له عواقب وخيمة على إسرائيل، لأنها قد تخسر روسيا في الكثير من المجالات، وأبرزها الحرب على الأراضي السورية حيث تلعب إسرائيل دورًا في شن الهجمات ضد حزب الله والقوات الإيرانية العاملة على الأراضي السورية، وهو ما قد تعيقه روسيا نظرًا لتواجدها الكبير في ساحة الحرب السورية، وكذلك قد يضر الأمر بالعلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وموسكو وهو ما بدأت تظهر بوادره بالفعل.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version