وصف الكثيرون أزمة كورونا، التي لا تزال في بدايتها، بأنها حرب. صحيح أنه على عكس الحروب المألوفة السابقة، فإن العدو ليس بشريًا ولا مرئيًا. ولكن على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين الحالتين، فإن مكافحة وباء كورونا يشترك في بعض السمات المشتركة مع الحرب الكلاسيكية. كلاهما يحملان الحياة والموت، والتي تنطوي على حملات متعددة الأبعاد تعتمد على قضايا الصحة العامة، الجيش، الاقتصاد، المجتمع، والتصورات العام، والسياسة. وأيضا كلاهما يتطلب قيادة مهنية محترفة متعددة الجوانب، سواء كانت طبية أو عسكرية، من أجل إدارة الأزمة واتخاذ قرارات سياسية مصيرية لمستقبل البلد وسكانها. 

لاشك أن أزمة كورونا العالمية قد وضعت دول العالم في تحد غير مسبوق تسبب في تغيير أولويات كثير من الدول وتوقف الكثير من المشاريع التنموية وحتى المشاريع المشتركة مع دول اخرى ، واستمرار هذه الازمة لمدة أطول قد يجبر دولًا كثيرة على اتخاذ خطوات مصيرية على كل المستويات (السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والعسكرية ) ، ربما تفضي مستقبلا إلى تغيير في طبيعة العلاقات الدولية وتراتبيتها .

لذلك من المهم جدا أولا أن نعرف إلى أي مدى ستطول هذه الازمة ؟

هناك تقديرات مختلفة وسيناريوهات تم وضعها قياسًا إلى نماذج من التوقعات والمحاكاة لتطور انتشار الفيروس واستقرار اعداد الاصابات (تسطيح المنحنى) ، وهذا اعطى التقديرات التي وضعها البنتاغون ان تستمر هذه الازمة حتى نهاية شهر يوليو ، بينما كانت التقديرات الاوروبية ليست مختلفة اذ توقعت ان تستمر اكثر من 12 أسبوع وهو تقريبًا نفس التقدير الذي وضعه البنتاغون .

ومثل هذا التقدير يوضح ان الركود الاقتصادي سيكون أحد سمات عام 2020 وربما النمو في الاقتصاد العالمي سيكون منعدما .

بصرف النظر عن الخطوات الفورية ، فإن طول مدة الوباء وأضراره على النظام الصحي والاقتصاد تعني أنه يجب معالجة الأزمة بطريقة شبيهة بالحملة.

 تتطلب الحملة ضد الوباء وعواقبه النظر إليه من الحالة النهائية إلى البداية ، بعبارة أخرى ، ما الواقع المنشود بعد الأزمة؟ 

 يجب أن تكون الحالة النهائية على النحو التالي: 

  1. الحد الأدنى من الضرر للاقتصاد والانتعاش السريع .
  2. سيادة القانون المستقرة والحفاظ على الحكم  .
  3. عدد محدود من الوفيات.
  4. نظام صحي يستمر في العمل .
  5.  الحفاظ على ثقة الجمهور في نظام الدولة .

 

كيف يمكن استئناف العمل والاقتصاد بعد الاغلاق ؟

يهدف إجراء الإغلاق الى اعطاء الفرصة للانظمة من اجل الاستعداد والتعامل مع الازمة بدون ضغوط تحد من سيطرتها او الانزلاق الى سيناريوهات لا يمكن التحكم بها وتقليل الخسائر حتى ظهور لقاح او علاج خلال هذه الفترة ولكن في حال لم يتم الوصول هل يستمر الإغلاق ؟

التهيئة للعمل وعودة الاقتصاد مرة اخرى تستدعي الاستفادة من تجارب مختلفة لعدد من الدول في تعاملها مع الوباء (اسرائيل، سنغافورة ، ألمانيا ، الامارات ).

  1. الاستمرار في تعزيز ثقافة الابتعاد الاجتماعي والعزل للفئات الأكثر تضررًا .
  2. التشديد في استخدام وسائل التطهير في الأماكن العامة ( نموذج وضع ممر للتعقيم على مداخل المؤسسات والمصانع والشركات .
  3. لبس الكمامة تحت طائل المسؤولية في الأماكن العامة (وزيادة خطوط الإنتاج المحلي بحيث تصبح أسعارها في المتناول ).
  4. استخدام التكنولوجيا في التتبع والترصد لحالات الحجر أو المشتبه بإصابتهم (سنغافورة، اسرائيل ) .
  5.  تدريب الكلاب البوليسية على شمِّ رائحة المصابين بالكورونا، بتدريبها على تمييز لُعاب المصابين بالكورونا، لإجبارهم على الحجر المنزلي واكتشافهم في الأماكن العامة (اسرائيل).
  6. إنجاز الخدمات الحكومية عن بعد ، واستخدام نظام المواعيد المسبقة لمن يصعب إنجاز الخدمات الا بوجودهم .

 

الإعلام في زمن الكورونا 

يختلف الإعلامُ في زمن الكوارث عن الإعلامُ في زمن الاستقرار، فالإعلامُ في زمن الكوارث ليس ناقلًا محايدًا كما يحدث غالبًا في زمن الرفاه، والسلم، بل هو إعلامٌ موجهٌ، له رسالةٌ وهدفٌ مُحدد، يمكن اختصاره في مقولة:
(نقل الحقائق والمعلومات الضرورية، مع التوجيه، والترشيد، والتقويم، بدون إثارة الرعب والبلبلة).
لتحقيق هذه المقولة يجب أن يتوفر في إعلام الطوارئ المطلوبات التالية:
استحداث لجنة إعلامية وطنية من المختصين وذوي الخبرة وتضم اخصائيين نفسيين واجتماعيين، تتولى توزيع الرسالة الإعلامية المطلوبة على كل وسائل الإعلام .

ماهي أولى الخطوات بعد كورونا ؟

  1.  “خلق اقتصاد ضد الحرب”… كل أنواع الحروب وخصوصاً اقتصاد أكثر مقاومة للأوبئة.. بمعنى أن لا يتكرر وقف عجلة الاقتصاد أي خلق اقتصاد يقوم على فكرة التباعد الاجتماعي، أي أن يعمل موظفو الشركات عن بعد .. وتقليل أيام الحضور في الأسبوع… وخلق بنية تحتية مؤهلة للعمل من المنازل.
  2. تقليل اعتماد المواطنين على الأجور. الدول كلها حالياً تفكر في  توفير أجور العاملين.
  3. مسألة التنقل  وهل سيكون التفكير هل انت ذاهب الى مكان آمن صحياً … هل أنت قادم من مكان آمن صحياً.
  4. الاستثمار في القطاع الصحي

وهذا يعطي فرصة كبيرة للدول العربية في تدريس الطب لعدد أكبر من الطلاب بحيث توفر منظومة صحية أفضل وكذلك يمكنها تصدير أطباء لاوروبا وامريكا .

شاركها.

التعليقات مغلقة.

Exit mobile version