شارك فى المائدة المستديرة:
1- أ/ أشـــــرف العجـــــرمى
وزير شؤون الأسرى والمحررين الأسبق، وعضو لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلى
المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية.
2- د/ جمــــال زحالقـــــــــة
رئيس حزب التجمع الوطنى الديموقراطى، ونائب رئيس الكنيست الأسبق.
3- د/ محمـــــد صالـــــــــح
أستاذ اللغة العبرية الحديثة وآدابها، ومدير مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة.
4- أ/ خليـــل أبو كـــــــرش
الباحث المختص بالشأن الإسرائيلى فى معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومى.
5- أ/ أحمــــد بــــــــــــــلال
الصحفى المختص بالشأن الإسرائيلى، وعضو مجلس النواب المصرى.
وشارك من وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز:
1- د/ هدى درويش
2- أ/ عبدالمهدى مطاوع
3- أ/ إسلام كمال
4- أ/ سعد عبدالعزيز
5- أ/ محمد وازن
الانتخابات
جانب من المشاركة بالمائدة المستديرة عبر تطبيق “زووم”
يتجه الإسرائيليون غداً الثلاثاء الموافق 23 مارس 2021م، على وقع انقسام سياسى عميق إلى صناديق الاقتراع للمرة الرابعة خلال عامين لانتخاب أعضاء الكنيست رقم (24) فى مفارقة تاريخية بعدم ظهور منافس قوى لنتنياهو، حيث لاتزال استطلاعات الرأى غير قادرة على حسم النتيجة لطرفٍ دون آخر، بحيث أنها تتذبذب وتتغير ما بين معسكرين “لا نتنياهو” أو “مع بقاء نتنياهو”.
ورغم أن الانتخابات السابقة كانت الأعلى من حيث نسبة المشاركة (71.5%) إلا أن هذه النسبة من المتوقع أن تتدنى بسبب عوامل كثيرة منها العودة إلى الحياة الاقتصادية بشكل طبيعى بعد إغلاقات “كورونا”، إضافةً إلى الانقسامات التى طالت الأحزاب اليمينية والقائمة العربية المشتركة.
كورونا والانتخابات
قد يكون لكورونا دورًا كبيرًا فى حسم الانتخابات والتأثير على اختيارات المواطن الإسرائيلى عند صندوق الاقتراع، ويُشير الخبراء إلى أن تأثير هذه الأزمة يختلف بناءً على طريقة تأثره بهذه الأزمة، وهو مايظهر فى التالي :
1- الحريديم
يعتبر المجتمع الحريدى من أكثر المجتمعات إنكارًا لكورونا، وقد تسبب هذا الإنكار بزيادة الوفيات داخل المجتمع، مما أثر على مصداقية الأحزاب الحريدية التى كانت تتعامل بوجهين أمام الإعلام تدعم الإغلاقات والإجراءات الخاصة بكورونا، وفى الوجه الآخر فى الدروس والعظات ينكرون وجود “كورونا”، ويخترقون الحظر بشكل دائم، وقد أثر هذا السلوك على ناخبى “يهودوت هتوراه” بعد أن تأثروا بأضرار كبيرة نتيجةً لالتزامهم بتعليمات المرجعيات الدينية، وقد ينعكس هذا فى التصويت الانتخابى وهو مايفسر تدنى عدد المقاعد التى حصلت عليها الأحزاب.
2- نتنياهو
لاشك أن أزمة “كورونا” وسوء إدارتها قد ترك تأثيرًا سلبيًاعلى “نتنياهو”، وبالرغم من أن إسرائيل الدولة الوحيدة التى تحظى بالنسبة الأعلى للحصول على التطعيمات، وربما هذا قد أفاد “نتنياهو” جزئيًا مقابل سوء إدارته للأزمة، إلا أن عدد الوفيات سيترك أثرًا على تصويت بعض الناخبين.
3- عودة الحياة الاقتصادية
سيكون لعودة الحياة الاقتصادية أثر كبير على نسبة المشاركة بسبب الانشغال فى الأمور الحياتية، بالإضافة إلى التعافى والتخلص من فترات الإغلاق التى سادت طوال العام الماضى.
المجتمع العربى
ربما من أكثر الانشقاقات تأثيرًا فى هذه الانتخابات التى حدثت للقائمة المشتركة بعد انسحاب القائمة العربية الموحدة، والتى شكلت أحد الأسباب التى قد تكون هى المرجع لانخفاض نسب التصويت فى المجتمع العربى، والذى سينعكس على أعداد المقاعد التى سيحصل عليها العرب فى هذه الكنيست، رغم أن هذا الانشقاق لم يكن الأول أو الأخير بين مكونات المجتمع العربى فى إسرائيل، إلا أنه الأخطر، حيث يأتى فى ظل غزل يدور بين “منصور عباس” _رئيس القائمة العربية الموحدة_ وبين “نتنياهو” وبما يُوحى بوجود ترتيب بين “الليكود” و”القائمة العربية الموحدة” من أجل دعم “نتنياهو” لتشكيل حكومة، إضافة إلى أن هذه الخطورة تندرج فى التسبب بتقليل عدد المقاعد العربية، والتى شكلت سابقًا عائقًا أمام “نتنياهو” للحصول على أغلبية تُتيح له تمرير القانون النرويجى للهروب من المحاكمات.
استطلاع رأى 103FM
الأحزاب الصغيرة
الأحزاب المتصارعة فى القاع (ميريتس ، كاحول لافان ، الصهيونية الدينية ، القائمة العربية الموحدة )، قد تحسم نتيجة الانتخابات، فمثلا حزب الصهيونية الدينية بقيادة “سموترتيرش”، الذى يصارع نسبة الحسم، لو لم يستطع تجاوزها، فإن نتنياهو لن يستطع تشكيل حكومة، ونتنياهو مدرك لذلك بقوة، الامر الذي جعله يطلب من أنصاره التصويت للصهيونية الدينية ، ومن ناحية أخرى لو خسر حزب ميرتس اليسارى، الذى يصارع نسبة الحسم، فهذا مفيد لنتنياهو، لأنه وفق قوانين الانتخاب فى إسرائيل ، فالحزب الأكبر يكسب أكثر.
وهناك أيضا خطر على حزب “كاحول لافان”، رغم إنه كان حاصلا على أكثر من 30 مقعدا فى الانتخابات السابقة، وأيضا هناك القائمة العربية الموحدة، ولو أصبحت نسبة التصويت فى الوسط العربى منخفضة فلن تتجاوز نسبة الحسم، بالتالى ، لو خسر حزب أو أكثر من هذه الأحزاب المتصارعة، ستتغير نتيجة الانتخابات بالكامل، والأمر يتعلق أيضا بالكورونا، في حال خوف الناخبين ستتدنى نسبة التصويت، وبالتالى ستتغير النتيجة، وفي حال نزول الناخبين للمشاركة، ستتغير النتيجة أيضا، وبالذات على الأحزاب المتصارعة، لأن نسبة الحسم وقتها ستزيد.
اليمين ينافس اليمين
كل المؤشرات والاستطلاعات التي أجريت ان الاحزاب اليمينية الاقرب للفوز بأغلبية المقاعد البرلمانية، مما يشير إلى أن الحكومة القادمة ستكون أيضا يمينية، لتمثل طوق النجاة لرئيس الوزراء الحالي المتهم بالفساد وخيانة الأمانة ، وهناك ثلاث شخصيات من خلال رصد تطورات المشهد الانتخابي هي الأقرب لتولى رئاسة الحكومة القادمة هي: “بنيامين نتنياهو” و“نفتالى بينيت” و“يائير لبيد”، بصرف النظر عن الظروف والملابسات التي قد تفرض عليهم أسلوب التناوب، أو مَن سيتولى أولا رئاسة الحكومة ومن سيتولى بعده.
تجدر الإشارة إلى أن الأحزاب اليمينية تتصارع على انتزاع المقاعد من بعضها البعض، عبر توجيه الاتهامات والتشكيك في النوايا. وتتصارع تلك الأحزاب اليمينية بالطريقة التالية :
1- حزب يمينا
يرى أن الناخبين المحتملين له متواجدون في حزب الصهيونية الدينية بقيادة “بتسلئيل سموتريتش” وحزب الأمل الجديد بقيادة “جدعون ساعر” وأيضا في حزب الليكود. ولذا يسعى لزيادة مقاعده على حساب حزب الأمل الجديد وحزب الصهيونية الدينية، كما يحاول في الوقت ذاته الحفاظ على مقاعده أمام محاولات “نتنياهو” لانتزاع جزء منها.
2- حزب الصهيونية الدينية
يواصل نشاطه وتحركاته في كل مكان لاستمالة الناخبين. وسوف يركز زعيمه في تصريحاته المقبلة، على أن “نفتالي بينيت” و”جدعون ساعر” يحاولان سرقة أصوات اليمينيين بهدف تشكيل حكومة يسارية بمشاركة “يائير لبيد”، الذي يُعد شخصية مكروهة جدًا لدى الجمهور اليميني. ولذا فإن قادة الحزب سيؤكدون أن مجرد تشكيل حكومة يشارك فيها “لبيد”- حتى من دون أن يكون رئيسا لها- فستكون أيضا حكومة يسارية، وهو ما سيهدد القيم والمبادئ اليمينية.
3- حزب الليكود
استعد لمواجهة تلك الإمكانية وإنقاذ الأصوات اليمينية. وإذا لزم الأمر، فسيشن حملة انتخابية سرية عبر تطبيق “واتس آب”، لدعوة ناخبيه لمنح أصواتهم لصالح الصهيونية الدينية، وذلك من أجل سد الفجوة التصويتية للحزب ومنع إهدار الأصوات اليمينية، وتأتي تلك الخطة السرية ضمن اتفاقية فائض الأصوات المُبرمة بين الحزبين، وضمن إطار استكمال التعاون بينهما، فضلا عن تعهد حزب الليكود بعدم القيام بحملة انتخابية لصالح مرشحيه داخل مستوطنات الضفة الغربية، حتى لا تتضرر قائمة الصهيونية الدينية.
4- ليبرمان والحريديم
لم يعد “أفيجادور ليبرمان” رئيس حزب إسرائيل بيتنا، صاحب الكلمة الفاصلة في كل انتخابات، رغم إنه حافظ على مقاعده، وهذا يرجع إلى تعقد مشهد الاستقطاب السياسي في إسرائيل، لكن ليبرمان مرجحا بشكل كبير في معسكر “لا نتنياهو”، ويحاول بكل الطرق الجمع بين ساعر ونفتالى بينيت فى ذات المعسكر، بل قلل هجومه على “عرب٤٨” وركز كالعادة على الحريديين، لاحتمالية أن يجمعه ائتلاف مع القائمة العربية المشتركة.
العوامل الخارجية المؤثرة على الانتخابات الاسرائيلية
1– يعتبر التأثير الأمريكى حاسم وله تأثير فى الانتخابات الإسرائيلية، وهناك سوابق فى هذا المضمار، وربما الرسائل التى تلقاها “نتنياهو” من الإدارة الأمريكية فى مواضيع القدس والمستوطنات وإيران، والتى لم تتناسب مع تطلعاته توحى بالأزمة التى ستعترى العلاقة بينهم وهذا له تأثير على الناخب الإسرائيلى.
2- التطبيع مع الدول العربية ربما الأزمة مؤخرًا وعدم استقبال نتنياهو قبل الانتخابات قد شكل ضربة لجهود نتنياهو فى تسويق التطبيع مع الدول العربية على أنه صاحب الإنجاز الوحيد فى هذا المضمار ولاشك أن هناك بصمة أمريكية وراء هذا الموضوع.
السيد رئيس المركز أثناء إصدار البيان الختامى
سيناريوهات الانتخابات الاسرائيلية
تشير سيناريوهات نتائج الانتخابات وفرص تشكيل الحكومة القادمة الى مايلي :
‌أ- فوز نتنياهو وكتلته بتشكيل الحكومة من الليكود (29) مقعداً، وشاس (7) مقاعد، ويهوديت هتوراه (7) مقاعد، الصهيونية اليهودية (5) مقاعد بمجموع (48) مقعد لذلك تحتاج لتشكيل الحكومة حزب يمينا (بينيت) 10 مقاعد، ودعم القائمة العربية الموحدة (4) مقاعد.
‌ب- تشكيل ترويكا ثلاثية بين لابيد وساعر و ليبرمان بالاضافة الى دعم الاحزاب الصغيرة عبر حصول يش عتيد (19) مقعداً ، أمل جديد (9) مقاعد ، يمينا (10) مقاعد، إسرائيل بيتنا (8) مقاعد ، حزب العمل (5) مقاعد، ميرتس وكاحول لافان (4)، المشتركة (8).
‌ج- لجوء كتلة “لا نتنياهو” لتمرير قانون فى الكنيست يستبعد نتنياهو بسبب الاتهامات الموجهة والتى تتطلب تحقيقات قضائية يوميًا أسبوعياً، وهذا يعيد الاستقرار ويؤهل إلى تشكيل حكومة يمينية بدون نتنياهو.
الخلاصة :
من الواضح أن الأزمة السياسية مازالت قائمة فى إسرائيل ولن تجد استقرارا إلا بعد التخلص من نتنياهو وهى الحالة الوحيدة التى يمكن أن تسمح ببروز قيادات بديلة فى إسرائيل وربما ستكون فرصة للابيد أن يقوم بهذا الدور خصوصا بعد الإشارات من الإدارة الأمريكية بأن نتنياهو ليس رجل هذه الإدارة، وفى التقدير عدم تمتع أية حكومة يتم تشكيلها بالاستقرار، وبالتالى يمكن أن نشهد بعد عام أو أكثر انتخابات جديدة.
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version