قام وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بزيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، يومي ال14، 15 أغسطس الماضي 2021م. ومن خلال تصريحات الوزير التركي نتبين أن الاقتصاد هو المحرك الرئيسي للتقارب بين البلدين، في ضوء نتائج الزيارة والتصريحات التي نالت السياسية بعضها، فيما كان للتبادل التجاري وتنشيط العلاقات الاقتصادية النصيب الأكبر منها، وهو ما يمكن إيجازه فيما يلي:

وزير الخارجية التركي، برفقة وزير خارجية الجزائر ـ صورة أرشيفية

سياسيًا:تبني الرئيس عبد المجيد تبون منذ وصوله إلى الحكم في الجزائر،  مواقف سياسية تتطابق مع التوجهات التركية في كثير من الملفات والتي كان أبرزها في العام الأخير الملف الليبي الأهم لتركيا طوال الفترة الماضية حيث تعارض الجزائر سيطرة حفتر على جارتها ليبيا وتدعم حكومة الوفاق، وحكومة الوحدة الوطنية من بعدها.

كانت صحيفة “لوموند” الفرنسية قد أشارت في تقرير لها أن ثمة ميلاً واضحًا من قبل نظام الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون تجاه تركيا نظامًا ورئيسيًا، وقد ذكرت الصحيفة أن الرئيس تبون يبدو أقل انزعاجًا من روابط أردوغان بجماعة الإخوان المسلمين، والتي عانت من بطشها الجزائر كثيرًا.

اقتصاديًا:

  1. بلوغ قيمة التبادل التجاري مع الجزائر، حوالي 4 مليارات دولار عام 2020 ويتطلع الجانب التركي إلى رفع حجم المبادلات التجارية مع الجزائر إلى 5 مليارات دولار كمرحلة أولى”.
  2. وصول حجم  المشاريع الاستثمارية للشركات التركية في الجزائر إلى حوالي 5 مليارات دولار، ويمكن تأمين الاستثمارات الحالية والمستقبلية للشركات التركية لصالح زيادة القدرة الإنتاجية والتصديرية للجزائر خارج قطاع المحروقات.
  3. تركيز الشركات التركية على قطاعات مهمة مثل الحديد والصلب والنسيج والصناعة الصيدلانية في الجزائر. كما تقوم شركات البناء التركية بتنفيذ مشاريع مهمة بدعم من الدولة الجزائرية في مختلف المجالات لتجديد البنية التحتية في البلاد، خاصة في قطاع الإسكان”.

عبدالمجيد تبون ـ أرشيفية

وقد جاءت تصريحات وزير الخارجية الجزائري مؤكدة على الدور التركي في بلاده، فقد أكد لعمامرة وجود إمكانيات لتوسيع التعاون بين بلاده وتركيا في مجالات الزراعة والمناجم والسياحة، لافتاً إلى وجود “تعاون استراتيجي” بين الجزائر وتركيا، مؤكدًا على أنهما يمتلكان إمكانات وقدرات اقتصادية كبيرة وأنه يمكن الاستفادة من تجارب تركيا القوية في هذه المجالات.

أخيرًا…. فإن استخدام تركيا للقوى الناعمة والذكية يعزز من فرص التقارب التركي الجزائري وهو ما يظهر في تأثيرات الغزو الثقافي الذي تعتمد عليه تركيا في سياستها، حيث تبرز عمليات الترميم المعماري من قبل تركيا ممثلة في وكالتها “تيكا” للقصور و المساجد في الجزائر العاصمة أو في وهران. بالإضافة لنشاط معهد يونس إمرة الثقافي التركي في نشر اللغة التركية والترويج لها.

شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version