شهدت منطقة الحدود المصرية الإسرائيلية حادثة أمنية عندما لاحق أحد الجنود المصريين بعض عناصر تهريب المخدرات، وخلال ملاحقته إياهم اخترق الجندي المصري الحدود الإسرائيلية فدار تبادل لإطلاق النار ما أسفر عن قتل ثلاثة جنود إسرائيليين قبل أن يُستشهد الجندي المصري. وتحاول إسرائيل اتهام الجندي المصري بتعمد قتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة. وهي تبرر تقصيرها بأن الحدود مع مصر ممتدة لـ  230 كيلومتر، وهذا تبرير غير مُقنع لأن المنطقة بها كثير من القوات الإسرائيلية الكافية لإحباط كل محاولات التسلل وتهريب المخدرات. لكن حتى مجرد الزعم الإسرائيلي بأن الجندي المصري قد تعمد اختراق الحدود الإسرائيلية وقتل ثلاثة جنود، يؤكد الفشل الأمني الإسرائيلي.

عدم تعاون القوات الإسرائيلية

رغم أن مهمة الجندي المصري كانت تتمثل في تأمين الحدود المصرية، إلا أن تخطيه الحدود لملاحقة المهربين يؤكد عدم تعاون القوات الإسرائيلية في القبض على المهربين وعجز إسرائيل عن حماية حدودها، وهو ما أثار سخط الإسرائيليين أنفسهم على مؤسساتهم العسكرية والأمنية، فطالبوا جيشهم الذي يتفاخر بتفوقه العسكري ويهدد بشن هجمات على إيران لضرب منشآتها النووية، بأن يُحكم سيطرته أولا على الحدود لحماية الأمن ووقف أعمال تهريب المخدرات.

ولعل مَن يتابع المناورات العسكرية الإسرائيلية الحالية والتي دخلت أسبوعها الثاني يجد أنها تركز على تطوير القوات الجوية والاستخباراتية، لكنها لا تهتم كثيرا بالقوات البرية التي فشلت في حماية الحدود، ليس مع مصر فقط بل أيضا مع لبنان وقطاع غزة. ورغم أن الجندي المصري لم يخترق الحدود إلا لملاحقة مهربي المخدرات، فإن إسرائيل ستستغل الحادث للتغطية على عجزها وتقصير جنودها أمام حالات التهريب التي تحدث كثير عبر الحدود المشتركة.

لا يملك سوى الـ”كلاشنكوف”!

ما يُزعج قادة تل أبيب هو أن الجندي المصري الذي لاحق المهربين عبر الحدود كان وحيدا لا يملك سوى الـ”كلاشنكوف” ولكنه استطاع أن يُربك حسابات الجيش الإسرائيلي بكل ما يملك من قدرات عسكرية وأسلحة متطورة. ولقد هزت تلك الحادثة أركان الجيش الإسرائيلي لأن الجندي المصري واصل ملاحقة المهربين عبر بوابة طوارئ حدودية دون أن يتلقى الإسرائيليون أية إشارات تحذير أو إنذار.  وأيضا لأن الإسرائيليين لم يتمكنوا من قتل الجندي المصري خلال تبادل إطلاق النار إلا بعد مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين.

 

خلاصة القول إنه:

  • من المؤكد أن الجانب المصري سيظل ملتزما بحفظ الأمن والاستقرار بطول المنطقة الحدودية مع إسرائيل.
  • لا بد من الاستفادة الأمنية والاستخبارتية مما حدث ومن بسالة الجندي المصري الذي أصر على ملاحقة المهربين رغم عبوره الحدود نحو إسرائيل.
  • يجب استخلاص الدروس والعِبر حتى لا تتكرر مثل تلك الحوادث الفردية، وأيضا حتى نستفيد من جوانب القصور الأمني والاستخباراتي لدى الطرف الإسرائيلي.
  • أي حادث دموي لا يمكن أن تدفع إسرائيل لارتكاب حماقة ضد قواتنا في سيناء، نظرا لأن تل أبيب تُدرك مدى أهمية مصر كقوة إقليمية ليست فقط قادرة على الرد، وإنما قادرة أيضا على لعب الدور المحوري في الوساطة لوقف إطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تُدخل نصف الإسرائيليين للملاجئ وتشل حركة الحياة في الدولة العبرية.
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version