في مقال نشره موقع القناة الرابعة عشر العبرية بتاريخ الـ 16 من ديسمبر الجاري، دعا الكاتب الإسرائيلي “نوعم أمير” إلى عدم تدخل إسرائيل في النزاع القائم في الضفة الغربية بين المسلحين الفلسطينيين وعناصر السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه ليس من مهام إسرائيل إنقاذ محمود عباس لأنه يدعم أهالي المقاومين ولا يعترف بإسرائيل كشريك للسلطة الفلسطينية في رام الله.
يقول “نوعم”: لقد اجتمع أمس مجلس الوزراء الإسرائيلي المُصغر لبحث التطورات الأمنية في الضفة الغربية والإجراءات التي يجب أن تتخذها تل أبيب حيال التخوف من أن تفقد السلطة الفلسطينية قدرتها على مواجهة التنظيمات المسلحة وإمكانية التصعيد في الضفة. وأكد الكاتب أنه لا ينبغي أن تكون إسرائيل هي طوق النجاة لرئيس السلطة الفلسطينية الذي يدعم أُسر المقاومين ولا يعترف بإسرائيل كشريك حقيقي.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي بقوله: “ذاك هو أبو مازن الذي يدعم عائلات المقاومين ولايعترف بدولة إسرائيل كشريك حقيقي، لذا فليس من دورنا إنقاذه بل القضاء على المقاومين. أما الرأي الذي طُرح خلال انعقاد مجلس الوزراء المُصغر- والذي مفاده أنه إذا انهارت السلطة الفلسطينية فإننا سنتعرض لموجات “إرهابية” أكثر اتساعًا في الضفة الغربية، وأنه بدلاً من أن نجد سلطة فلسطينية نتحاور معها، فسنجد نسخة أخرى من حماس، وستصبح الضفة الغربية وكأنها غزة الثانية – فهو رأي في الحقيقة ينم عن تخوف قائم بالفعل، ولكننا لا يعنينا إن كانت السلطة الفلسطينية ستنهار أم لا. خاصةً أن أبو مازن قد أثبت لنا طوال سنوات حكمه أنه ليس شريكا. فلقد استخدم الأموال التي حصل عليها من جهات متعددة ومنها إسرائيل، لأجل تمويل عائلات المقاومين. كا أنه لم يرغب قط في الإقلاع عن ذلك التصرف أو بالاعتراف بأن دولة إسرائيل شريك حقيقي – فما العجب أن يتحول في نهاية حياته إلى ما يُشبه الأسد.
ويرفض الكاتب أن تكون إسرائيل هي الدرع الواقي الذي ينقذ أبو مازن حاليًا، لأن تلك ليست مهمتها. مُضيفًا: “لقد سمعت بالأمس أن الأميركيين يطالبوننا بدعم السلطة الفلسطينية وإمدادها بأسلحة وتعزيزات عسكرية. وهم بذلك يعيدوننا إلى أيام اتفاقية أوسلو”. لكن إسرائيل تقر الآن بخطئها في إبرام تلك الاتفاقية المُريعة – ويبدو أنها باتت تسير بخطى حثيثة، ليس فقط نحو إصلاحها وتعديلها، بل وربما إجراء نوع من إعادة صياغتها ووضع أسس جديدة لها.
ختاما يؤكد الكاتب الإسرائيلي: “لقد أصبحنا الآن أمام حدث جلل ومُثير على المستوىين الاستراتيجي والسياسي وهذا هو وقت القادة الحقيقيين. ورغم التخوف من طبيعة نظام الحكم الذي سيعقُب سقوط نظام أبو مازن، إلا أنه لا يجوز لدولة إسرائيل أن تتدخل، لأنه ليس من واجب الإسرائيليين إنقاذ أبو مازن الذي قام بتمويل عائلات المقاومين.