أصبح الغموض يكتنف المشهد السياسي في إسرائيل، بعد انقضاء المهلة الممنوحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتشكيل الحكومة المقبلة. ولقد تم طرح مشروع قانون الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء، لكنه الكتلة المعارضة لنتانياهو ستقف بالمرصاد لإفشال إمكانية تمرير مشروع الانتخاب المباشر. يأتي ذلك في ظل حالة من الارتباك والتخبط نظرًا لتعدد السيناريوهات التي قد يلجأ لها الرئيس رؤوفين ريفلين.

الفرصة الأخيرة
يرى المتابع للمشهد السياسي الإسرائيلي أن نتنياهو فقد كل أوراقه، بعدما فشل في إقناع زعيم حزب الصهيونية الدينية “بتسلئيل سموتريتش” بالموافقة على تشكيل حكومة يمينية مدعومة من القائمة العربية الموحدة بزعامة “منصور عباس”. وبعد أن أخفق في عرض التناوب على رئاسة الحكومة مع زعيم حزب يمينا نفتالي بينيت، فضلا عن فشله في إعادة المُنشق “جدعون ساعر” زعيم حزب أمل جديد، إلى الليكود من أجل تشكيل حكومة يمينية مستقرة.
لكن الفرصة الأخيرة المتبقية لنتنياهو هي أن يترك منصبه كزعيم لحزب الليكود، لصالح شخصية أخرى من الحزب ولو حتى لفترة مُحددة. فمن أجل الإبقاء على سيطرة الليكود لا بد من إزاحة نتنياهو عن منصبه، لكن المشكلة تكمن في أن نتنياهو يتشبث بالسلطة، كما أن زوجته سارة أيضا تتمسك بالسلطة إلى أقصى درجة، مما يجعلهما يرفضان التنحي.
سبب فشل نتنياهو!
من الواضح أن العديد من السياسيين الإسرائيليين قد حرموا نتنياهو من تشكيل الحكومة. وليس أعداء نتنياهو من خارج حزبه فقط بل هناك شخصيات داخل حزبه، تدرك مدى خطورة بقاء نتنياهو وأسرته في السلطة.
لكن هناك اثنين من ألد خصومه، تسببا في فشله في تشكيل الحكومة وربما في إقصائه عن المشهد تماما، وهما “جدعون ساعر” زعيم حزب “تكفا حداشا” و“أفيجدور ليبرمان” زعيم حزب “يسرائيل بيتينو”. فهذان الرجلان على يقين تام بأن نتنياهو يشكل خطرا كبيرا على إسرائيل، لذلك أصر كلاهما على الإطاحة به وبأسرته من الحكم ولم يقبلا أي إغراءات للانضمام لحكومة يرأسها نتنياهو.

مَن سيُكلف بتشكيل الحكومة؟
يدور الخلاف الآن حول الشخصية التي سيكلفها الرئيس ريفلين بتشكيل الحكومة، وهناك من يستبعد أن يوصي حزب الليكود لصالح نفتالي بينت من أجل تكليفه بتشكيل الحكومة، وحتى ذلك الاحتمال ليس واضحا إن كان قانونيا أم لا. فحزب الليكود سبق له أن أوصى بمن يستحق التكليف. أما الذين لم يسبق لهم التوصية فهم أعضاء القائمة المشتركة وأعضاء حزب تكفا حداشا. وبحسب أغلب التوقعات فإن رئيس حزب ييش عاتيد “يائير لابيد” هو الذي سيُكلف بتشكيل الحكومة، وكان لابيد قد أعلن أنه لن يسمح بان يكلَّفَ بينيت بمهمة تشكيل الحكومة بدلا منه.
سيناريوهات متوقعة
بعدما أنهى نتنياهو المهلة الممنوحة له لتشكيل الحكومة، أصبح التساؤل عن السيناريو المتوقع والوسائل المتاحة للرئيس ريفلين. فإذا لم تحدث مفاجأة في اللحظة الأخيرة، وإذا لم يطلب نتنياهو مهلة أخرى، فإن الرئيس ريفلين قد يستدعي غدا قادة الأحزاب للتعرف على مواقفهم بشأن إحالة تكليف تشكيل الحكومة لشخص آخر، في حال أرادوا ذلك. وبحسب القانون يجوز للرئيس بعد انتهاء مدة التكليف (28 يوما)، منح مهلة إضافية مدتها 14 يوما، لكنه غير مُلزم بقبول ذلك المطلب.
