في ظل التهاب الأوضاع في القدس الشرقية جراء ممارسات الشرطة الإسرائيلية ضد المصلين الفلسطينيين العُزَّل داخل المسجد الأقصى، يعتزم اليهود المتطرفون اقتحام الحرم القدسي الشريف غدًا الإثنين من الساعة 7:00 – 11:00 صباحًا، فيما يتقدمهم ويحرضهم على ذلك كبار الحاخامات ورؤساء المدارس الدينية اليهودية.
اقتحام المسجد الأقصى
جدير بالذكر أن المنظمات الاستيطانية اليهودية قد استعدت بالفعل لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، غدا الاثنين الـ 28 من شهر رمضان، إحياءً لما يزعمون بأنه ذكرى “يوم القدس”. فيما تنادي التيارات اليهودية المتطرفة إلى ترحيل المسلمين من القدس وهدم المسجد الأصلى من أجل إعادة بناء الهيكل المزعوم.
أصل المناسبة المشئومة
ربما لا يعلم الكثيرون أن المؤسسة الحكومية الرسمية هي التي زرعت تلك الفتنة، عندما اعتبرت يوم القدس من الأعياد الوطنية. وكان الكنيست الإسرائيلي قد قرر الاحتفال السنوي بتلك المناسبة وفق “قانون يوم القدس”. ويحتفل الإسرائيليون بتلك المناسبة كل عام، في الثامن والعشرين من شهر أيار العبري، الذي يوافق غدٍا الاثنين 10 مايو.
وعليه فإن الإسرائيليين عموما، واليهود المتطرفين خصوصا، قد استعدوا للاحتفال غدا بمناسبة احتلال مدينة القدس الشرقية وجعلها تحت السيادة الإسرائيلية في الثامن والعشرين من أيار عام 1967، بعد احتلال المدينة خلال حرب النكسة أو ما يُسمى عند اليهود “حرب الأيام الستة”.
بالإضافة إلى الاسم الرسمي الذي أطلقته إسرائيل على تلك المناسبة، هناك تسميات أخرى مثل: “يوم تحرير القدس”، أو “يوم توحيد القدس”، انطلاقا من الاعتقاد بأن فرض السيادة الإسرائيلية على البلدة القديمة وعلى القدس الشرقية عموما، يُعدُّ تحررا من الاحتلال الإسلامي.
وبمناسبة يوم القدس، تقام المراسم الاحتفالية في مدينة القدس وخارجها، كما يتم إجراء مراسم حكومية لإحياءً ذكرى القتلى اليهود الذين لاقوا حتفهم في معارك القدس خلال حرب الأيام الستة. وإلى جانب تلك المراسم، يتم أيضا الاحتفال بذكرى اليهود الإثيوبيين الذين لقوا حتفهم وهم في طريقهم إلى إسرائيل.
المسجد
رقصة الأعلام – صورة أرشيفية
فعاليات “يوم القدس”
قبل يوم أو يومين من المناسبة، يقوم آلاف المستوطنين اليهود بتنظيم مسيرة ضخمة تحت عنوان: “الاستيطان يُحيِّي مدينة القدس”. أما عشية يوم القدس من كل عام، فينعقد مؤتمر ضخم احتفالا بالمناسبة، ويشارك فيه العديد من الحاخامات المنتمين للتيار الديني القومي ومن الشخصيات العامة. وفي مرات عديدة شارك أيضا في ذلك المؤتمر بعض رؤساء الحكومات الإسرائيلية وكبار حاخامات إسرائيل، وعدد من الوزراء وأعضاء الكنيست ورؤساء الأركان ورؤساء بلدية القدس. وفي السابق، كانت تُجرى بعد منتصف الليل، مسيرة حافلة من اليهود المتطرفين إلى حائط البراق.
أما الحدث الأهم والأكبر في ذلك اليوم، فهو ما يُطلق عليه “رقصة الأعلام” التي تُجرى بعد الظهيرة، حيث يصل عشرات الآلاف من اليهود إلى القدس، معظمهم من الشبان المنتمين لتيار الصهيونية الدينية. ويُنظم المحتفلون موكبًا ضخما، ويكون ذلك مصحوبا بالأغاني والرقصات والأعلام. وينطلق الموكب من وسط المدينة ليتجه نحو البلدة القديمة في القدس الشرقية عبر بواباتها ليصل في النهاية إلى حائط البراق، أو ما يُسمى عندهم “حائط المبكى”.
وتستغل الحكومة الإسرائيلية تلك المناسبة لإقامة احتفال رسمي في “تلة الذخيرة”، التي شهدت أصعب المعارك في الاستيلاء على القدس. حيث تقوم بلدية القدس بمنح وسام القدس تكريما لبعض الشخصيات اليهودية التس أسهمت في احتلال المدينة.
خلاصة القول:
1- إن المؤسسة الرسمية في إسرائيل هي التي ترعى مراسم الاحتفال بما يُسمى “يوم القدس”، لكنها في الوقت ذاته تزعم رفضها للانتهاكات اليهودية المتطرفة ضد المسجد الأقصى.
2- الحكومات الإسرائيلية ولا سيما المنتمية للتيارات اليمينية والدينية، لا يمكنها أن تكبح جماح المتطرفين اليهود الذين ينادون بهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل، والسبب أن تلك الحكومات تستمد شرعيتها من أصوات اليمينيين واليهود المتطرفين.
3- يجب التنديد المتواصل بكل الممارسات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى والفلسطسنيين في القدس الشرقة، كما يجب التعجيل بالمصالحة بين الفصائل الفلسطسينة، والالتزام بما تم التوافق عليه في القاهرة لتحقيق وحدة الفلسطينيين حتى يتمكنوا من مواجهة التحديات.
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version