تركزت اهتمامات الإعلام ومراكز الفكر الإسرائيلية على عدد من القضايا المؤثرة على أمن مصر القومى، والتي نستعرض في المحاور التالية مستقبل عينة من أبرز تلك القضايا التي ستلقي بظلالها في عام 2021، وذلك على النحو التالي:
أولاً: عينة من القضايا محل الاهتمام الإعلامي
إسرائيل
اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل برعاية أمريكية – صورة أرشيفية
1- مستقبل التطبيع بعد توقيع “اتفاقيات إبراهيم”:
غلب الاتجاه السلبي على تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لمستقبل التطبيع بين مصر وإسرائيل بعد توقيع “اتفاقيات إبراهيم” مع الدول العربية الأربع (الإمارات، البحرين، السودان، المغرب)، فيما تركز الطابع الإيجابي على الاعتراف بأنه من دون اتفاقية السلام مع مصر والأردن لما كانت هناك اتصالات للاتفاقيات مع دول الخليج، وأن مصر لاتزال تحتفظ بمكانتها الإقليمية ولن تحل الأطراف الخليجية مكانها في إدارة ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على وجه التحديد.
في ضوء تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي لواقعة صورة الممثل محمد رمضان مع عومير آدم المغني الإسرائيلي أثناء تواجده في دبي باعتبارها دراسة حالة، خرجنا بالنتائج المستخلصة التالية:
– بات صانع القرار الإسرائيلي على قناعة من أنه من السابق لآوانه الاحتفال بتحريك المياه الراكدة بدعم التطبيع الشعبي مع إسرائيل من قبل القيادة السياسية المصرية رغم رصد تعامل الإعلام المصري المتباين مع واقعة صورة رمضان وآدم عومير.
محمد رمضان وعومير آدم فى دبى – أرشيفية
– حيث يبقى دفء العلاقات مرهون بتحريك عجلة السلام مع الفلسطينيين، وتغيير مناهج التعليم بما يتفق مع التوجهات والثقافة الإسرائيلية الرامية لتجميل الصورة وقلب الحقائق بالتشويه.
2- تطلعات تركيا لتوطيد العلاقات مع إسرائيل:
غلب الطابع السلبي على اتجاهات الأقلام الإسرائيلية لتحريك المياه الراكدة بين تركيا وإسرائيل، فيما تركز الاهتمام على أسباب تحول الموقف التركي ودعوات رجب طيب إردوغان الصريحة بإقامة علاقات أفضل مع إسرائيل، والتأكيد على استئناف المحادثات على المستوى الاستخباراتي بين الجانبين.
حيث أرجعت السبب في ذلك إلى أن إردوغان قد أدرك قواعد اللعبة بأن إسرائيل باتت في وضع أفضل يسهل عليها بناء تحالفات سياسية جديدة، وأن الطريق إلى قلب أمريكا يبدأ من إسرائيل، محاولاً في ذلك اتخاذ التحالف القديم-الجديد بين إسرائيل وتركيا نموذجًا، حيث شهد أيامًا أفضل، ولا تزال تركيا تحافظ حتى اليوم على علاقات اقتصادية مستمرة مع إسرائيل.
في ضوء تحليل الإعلامي الإسرائيلي حول تقديرات الموقف ازاء الاستجابة لدعوات إردوغان بتحسين العلاقات مع إسرائيل، خرجنا بالنتائج المستخلصة التالية:
رجب طيب أردوغان – أرشيفية
– يعود التقارب التركي مع إسرائيل هذه الآونة انطلاقًا من الوضع الاقتصادي والسياسي لتركيا، أمام دول أوروبا والولايات المتحدة الذي ليس في أفضل حالاته.
– مخاوف إردوغان بشأن إدارة بايدن الجديدة، أكثر من ترامب بشأن حقوق الإنسان، وتشديد العقوبات على أنقرة. وهو ما يؤخذ ضمن دوافع رغبته في التقارب مع إسرائيل.
– يبقى تطور العلاقات الإسرائيلية – التركية وعودتها إلى سابق عهدها مرهون بالمصالحة بين تركيا ودول الخليج وتخلي أنقرة عن جماعة الإخوان، حيث يظل التوجس الإسرائيلي والخليجي من دعم تركيا لجماعة الإخوان عائقًا يحول دون ذلك حيث لا خيار أمام تركيا سوى التخلي عن دعم الإخوان لعدم تفويت فرصة الاستفادة من التعاون الاقتصادي مع إسرائيل وحلفائها في مجال الطاقة.
– حيث يمهد منتدى غاز شرق المتوسط الطريق لإسرائيل لمزيد من التعاون مع مصر والبحرين والإمارات والمغرب والسودان والولايات المتحدة في مجال الطاقة.
ثانيًا: عينة من القضايا محل اهتمام مراكز الفكر
1- مكاسب إسرائيل من مصر وتحالفات البحر الأحمر:
في ضوء الرياح الدافئة التي تهب باتجاه إسرائيل أيضًا من البحر الأحمر، نستعرض خلاصة التقديرات الإستراتيجية على النحو التالي:
إسماعيل خالدى – أرشيفية
– تنبع أهمية إثيوبيا بالنسبة لإسرائيل جزئيًا من قدرتها على استعمالها كحليف في الحفاظ على حرية الملاحة في جنوب البحر الأحمر. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعيين إسماعيل خالدي سفيراً لإسرائيل لدى إريتريا في يوليو 2020 يخلق فرصة لتحسين العلاقات.
– تثير “اتفاقيات إبراهيم” أهمية البحر الأحمر في نظر إسرائيل من الناحية الأمنية، حيث تمنحها فرصة للمشاركة بشكل فعّال في الحفاظ على حرية الملاحة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، مع التعاون الأمني مع الدول والمناطق التي يوجد فيها تواجد إماراتي – إريتري وأرض الصومال الجديد وجنوب اليمن.
– يمنح دفع التطبيع قدمًا مع السودان إسرائيل للتعاون معها ومع مصر في مراقبة الوسائل القتالية والعناصر الإرهابية التي تتحرك من ليبيا ومنطقة الساحل إلى سيناء وإلى إسرائيل.
– على الجانب الشرقي من البحر الأحمر، تستمر مظاهر التقارب مع السعودية، وهو ما ظهر فى نشر لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع ولي العهد محمد بن سلمان في مدينة نيوم الشهر الماضي.
ويأتي ذلك في إطار الدفع الإسرائيلي نحو جذب السعودية إلى سلسلة الدول المشاركة في (إتفاقية إبراهيم) ولو على أساس البداية بلقاءات بين الشخصيات الهامة.
– تتيح “اتفاقيات إبراهيم” لإسرائيل فرصة إقامة علاقات مع المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن، بدعم من الإمارات، لتعزيز علاقاتها مع مصر في القضايا المتعلقة بالبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط.
– على المستوى البيئي، وقعت شركة خطوط الأنابيب الأوروبية الآسيوية على مذكرة تفاهم مع شركة خاصة بملكية إسرائيلية – إماراتية مشتركة تقوم باستيراد النفط من الإمارات إلى محطة إيلات.
ومن هناك سيتم نقل الوقود إلى محطات الشركة في إشكلون، ومن بعد ذلك إلى عملاء الشركة في حوض البحر المتوسط. بمجرد توقيع الاتفاقية بين الشركتين سيزيد حجم الإبحار في البحر الأحمر. الأمر الذي يزيد من أهمية تحسين العلاقات الإسرائيلية مع دول الحوض.
 – ومن المتوقع أن يمثل البحر الأحمر الممر الأكثر أمناً وكثافة لمرور السفن بكافة أنواعها من إسرائيل وموانئ البحر الأبيض المتوسط إلى الإمارات والعكس.
جلسة لمنتدى غاز شرق المتوسط – أرشيفية
التطلعات المستقبلية لإسرائيل تتمثل فيما يلي:
– عرض إستفادة دول المنطقة في خبراتها في مجالات الزراعة والأمن الغذائي ومكافحة الجراد والأمن المائي والطاقة المتجددة.
– تفهمها أن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وشمال البحر الأحمر، قد يصبح في المستقبل منطقة جيوسياسية واحدة، بسبب التحالفات بين السعودية ومصر والإمارات مع إسرائيل، التي تعمل في كلا المنطقتين.
وبسبب احتياطيات الغاز الطبيعي، وأنه إذا استمرت هذه العملية، فستلعب إسرائيل دورًا رئيسيًا كجسر بري يربط بين المنطقتين (حوض البحر الأحمر والمتوسط)
2- التحول في استراتيجية التنظيمات التكفيرية بسيناء:
تتحسب إسرائيل لتغيير التنظيمات التكفيرية بسيناء لاستراتيجيتها في العقد المقبل، حيث تأتي هذه التقديرات على خلفية تنفيذ تنظيم “ولاية سيناء” في الأشهر الأخيرة لعمليتين في 19 نوفمبر2020، حيث تم تفجير أنبوب الغاز من إسرائيل إلى مصر مرة أخرى، وفي 21 يوليو 2020، تم تنفيذ هجوم مشترك على قاعدة عسكرية في منطقة رابعة.
وهو مايشير وفق تقديرات مراكز الأبحاث الإسرائيلية إلى تغيير في استراتيجية التنظيم وتحوله من الدفاع والبقاء إلى المبادرة بالمساس بالاقتصاد المصري والحكومة – بما في ذلك المساس بقناة السويس والسياحة في سيناء.
وهو ما قد يخلق تحولاً في ترتيب أولويات تلك التنظيمات في سيناء ويضع إسرائيل كوجهة أخرى للنشاط، إلى جانب تركيز جهوده الرئيسية على الجيش والمدنيين المصريين.
وقد خلصت تقديرات مراكز الفكر الإسرائيلية إلى أن التنظيمات التكفيرية في مصر تنتقل من الدفاع إلى الهجوم، وبمجرد إعادة فتح الحدود مع سيناء، قد يكون الإسرائيليون الذين يغمرون شواطئ سيناء هدفًا أيضًا، ويجب على إسرائيل الاستعداد لهذا الاحتمال الآن أكثر من أي وقت مضى.
شاركها.

اترك تعليقاً

Exit mobile version